علاقة الرضاعة بالحمل

كتابة:
علاقة الرضاعة بالحمل

الرضاعة الطبيعية

تُعدّ الرضاعة الطبيعية طريقة طبيعية لإيصال العناصر الغذائية والطعام للطفل في الأشهر الأولى من حياته؛ إذ يبدأ إنتاج الحليب في ثدي الأم قبل ولادة الطفل، وتستطيع المرأة إرضاع الطفل خلال الساعات الأولى من ولادته، ويُعرف حليب الثدي الأوليّ باللبأ، ويتصف بأنّه كثيف وأصفر اللون، نتيجة تشبعّه بالعناصر الغذائية الضرورية للطفل في بداية حياته، كما يُسهم في تحضير الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام عند البدء بإطعام الطفل الأطعمة الصلبة في المستقبل.

وبعد حوالي عدة أيام من الولادة، يبدأ الثدي بصناعة الحليب الغني بالعناصر الغذائية اللازمة للطفل خلال شهره الأول، ففي البداية يرضع الطفل حوالي ثماني إلى اثنتي عشرة رضعة في اليوم الواحد، خلال الأشهر الأولى من ولادته، ويُوصى باستمرار إرضاع الطفل إلى حين بلوغه ستة أشهر، وبعدها يمكن البدء بإطعامه الأطعمة الصلبة، ويعدّ قرار اعتماد الرضاعة الطبيعية قرارًا عائدًا إلى الأم؛ إذ تتوفر طرق أخرى بديلة لتغذية الطفل خلال الأشهر الأولية من حياته، ولكن يعدّ محتوى حليب الثدي من العناصر الغذائية أكبر منه في الحليب الصناعي، لذلك يلاحظ غنى الحليب الصناعي بالفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، والدهون، والكربوهيدرات اللازمة للطفل.[١]


علاقة الرضاعة بالحمل

تداخل الرضاعة الطبيعية مع الحمل يحدث أحيانًا بسبب اعتقاد معظم النساء أن الرضاعة الطبيعية وسيلة مؤكدة لمنع الحمل، لكن هذه الوسيلة غير فعالة وحدها بالدرجة الكافية لمنعه فيحدث الحمل أحيانًا، ويجب الإشارة إلى أنَّ استمرار الرضاعة الطبيعية لا يؤثر في نمو الطفل داخل الرحم، لكن تركيبة حليب الأم بعد الولادة ونمو الطفل يتأثر جزئيًا.

المعظم يدعم الرضاعة الطبيعية خلال الثلثين الأول والثاني من الحمل بالتزامن مع التغذية الصحية للأم، وقد يُنصَح باستمرارها خلال الثلث الأخير من الحمل ما لم تكن الأم معرضةً لزيادة خطر الولادة المبكرة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لمعرفة العلاقة الدقيقة بين الحمل والرضاعة الطبيعية.[٢]


مأمونية الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل

تُعد الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل آمنةً طالما أنَّ جسم الأم قادرعلى إنتاج ما يكفي من الحليب لتغذية الطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية، وفي نفس الوقت سيحصل الجنين في رحم الأم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو، لكن تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى حدوث تقلصات خفيفة في الرحم؛ بسبب هرمون الأوكسيتوسين الذي يتم إطلاقه خلالها والمحفِّز لانقباضات الرحم، إلا أن كميات هذا الهرمون غير مُسبِّبة للولادة المبكرة في الأحوال الطبيعية، ولا تُسبِّب أي ضرر للجنين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ كمية حليب الأم ستقل مع تقدم الحمل، وسيتغير طعمه ومحتواه عندما يبدأ إنتاج اللبأ، مما يؤدي إلى فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية في حوالي الشهر الخامس الحمل، وتناول الحليب الصناعي أو تناول الأطعمة المخصصة له،[٢][٣] إضافة لذلك يزداد ألم الثدي الناجم عن الحمل أثناء الرضاعة، ممّا يجعل الرضاعة الطبيعية متعبة للأم.[٤]

قد يُسبِّب الغثيان الصباحي -أحد أعراض الحمل- صعوبة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وذلك بسبَّب زيادة حاجة الحامل إلى تناول الطعام لتغطية الحمل وإنتاجية الحليب بالعناصر الغذائية، كما قد يلجأ الطبيب إلى فطام الطفل مبكرًا في حال فقدان المزيد من وزن الحامل، أو معاناتها من التقيؤ والغثيان الشديدين، لكن في حال الإصابة بغثيان الصباح الطفيف خلال المرحلة الأولى من الحمل؛ يمكن الاستمرار بالرضاعة الطبيعية، وتعويض العناصر الغذائية المفقودة خلال المرحلة الثانية والثالثة من الحمل.[٥]


أعراض الحمل خلال فترة الرّضاعة

عند حدوث حمل فترة الرّضاعة فإنّ العديد من الأعراض تظهر، ومن أبرز هذه الأعراض ما يأتي:[٦]

  • الشّعور بالعطش الشّديد، يعدّ العطش الشّديد أثناء فترة الرّضاعة الطّبيعية أمرًا عاديًا؛ وذلك لأنّ الطّفل يستهلك جزءًا كبيرًا من السّوائل في جسم الأم، ممّا يستدعي الحاجة الإضافية إلى السّوائل.
  • التّعب والإرهاق، يعدّ التّعب والإرهاق من أكثر أعراض الحمل شيوعًا حتّى أثناء فترة الرّضاعة الطبيعية، وعادةً ما يبدأ التّعب في وقت أبكر من الحمل لدى الأمّهات المرضعات.
  • ألم في الثّدي، على الرّغم من أنّ ألم الثّدي وتشقّق الحلمة يكون نتيجة إرضاع الطّفل إلّا أنّ زيادة حساسية الحلمة والألم فجأةً قد يُشير إلى حدوث الحمل.
  • انخفاض هرمون الحليب، من أكثر علامات الحمل خلال فترة الرّضاعة وضوحًا انخفاض إنتاج الحليب بصورة كبيرة، وأنّ الطّفل يشعر بالجوع رغم إرضاعه، وغالبًا ما يظهر هذا العَرَض في الشّهر الثّاني من الحمل، إلا أنّه قد يظهر في المراحل المبكّرة من الحمل.
  • التّشنّجات، تتشابه التّشنّجات التي تحدث في الحمل مع التّشنّجات التي تصيب المرأة قبل الدّورة الشّهرية، لكنّها في الحمل تكون أشدّ ولا تزول فورًا، لذا فإنّ حدوث تشنّجات خلال فترة الرّضاعة الطّبيعية إشارة قوية إلى حدوث حمل.
  • الغثيان الصّباحي، الذي يكون عادةً أشدّ خلال الحمل فترة الرّضاعة.
  • الشّعور بالجوع.


ما هي الحالات التي تستدعي التوقُّف عن الرضاعة أثناء الحمل؟

تجدر الإشارة إلى أنَّ تقلصات الرحم الطفيفة الناتجة عن هرمون الأوكسيتوسين غير ضارة بالجنين، لكن في بعض الحالات قد تُنصَح الأم بعدم إرضاع الطفل الرضاعة الطبيعية إذا كانت ستؤثر على المولود الجديد أو ستؤثر في الأم، فبأي حالة من الحالات الآتية يجب على المرأة استشارة الطبيب حول مأمونية الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل:[٧]

  • إذا كانت الأم تعاني من نزيف أو ألم بالرحم.
  • إذا كانت الأم حاملًا بتوأم.
  • إذا كانت الأم معرضةً لخطر الولادة المبكرة.
  • إذا كانت الأم قد نُصحت بعدم ممارسة الجنس أثناء الحمل، أو كان الحمل شديد الخطورة على الأم.


نصائح للمرأة المُرضع أثناء الحمل

يُعد النظام الغذائي المتوازن أمرًا مهمًا أثناء فترة الرضاعة والحمل ليساعد على تلبية الاحتياحات الغذائية لكل من الأم والطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية، والجنين الذي يعتمد على رحم الأم لتلبية احتياجاته الغذائية، لذلك يجب أن تتناول الأم الطعام من المجموعات الرئيسة الخمسة، وهي: الحبوب، والخضروات، والفاكهة، ومنتجات الألبان، واللحوم، ويجب شرب الماء بكثرة أثناء الرضاعة الطبيعية، وسيوضح في ما بعد أمثلة على العديد من الأغذية الصحية التي يمكن للحامل تناولها، كما يجب اتباع مجموعة من النصائح خلال فترة الرضاعة والحمل، ومنها ما يأتي:[٨]

  • تناول الأغذية الصحية المتنوعة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ المرأة الحامل تحتاج إلى توفير كمية أكبر من السعرات الحرارية في غذائها بدرجة بسيطة وليس ضعف الحاجة إليها، ويجب الحرص على توفر العناصر الغذائية، كالكالسيوم، واليود، والفولات، بالإضافة إلى البروتين والحديد في النظام الغذائي.
  • تجنب شرب الكحول؛ إذ تؤثر الكحول في نمو الطفل سلبًا.
  • الحد من تناول أنواع معينة من الأسماك؛ إذ يؤثر الزئبق على الجهاز العصبي للطفل الموجود في رحم الأم، لذلك يجب تجنب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية منه، مثل: سمك السلور، وسمك القرش، وغيرها.
  • الحد من شرب المشروبات المحتوية على الكافيين، كالقهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.
  • الإقلاع عن التدخين، إذ يجب عدم التدخين أثناء فترة الحمل؛ لما يسببه من خطر الولادة المبكرة، وإنجاب طفل غير سليم، كما أن النيكوتين والسموم الموجودة في السجائر ستنتقل إلى الحليب الذي يعتمد عليه الطفل في الرضاعة الطبيعية.
  • تجنب تناول الطعام الملوث، إذ تحدث معظم حالات التسمم الغذائي بسبب بكتيريا اليستيريا التي يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، وغيرها.


المراجع

  1. Kimberly Holland (30-4-2019), "Guide to Breastfeeding: Benefits, How to, Diet, and More"، www.healthline.com, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Breastfeeding During Pregnancy: Safety and Socioeconomic Status", www.researchgate.net, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  3. "Breastfeeding while pregnant", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  4. Shannon K. Laughlin (7-4-2018), "Is it safe to continue breast-feeding if I'm pregnant with another child?"، www.mayoclinic.org, Retrieved 17-9-2019. Edited.
  5. "Breastfeeding While Pregnant", www.whattoexpect.com,1-10-2018، Retrieved 17-9-2019. Edited.
  6. Mahak Arora (2018-4-20), "Chances of Pregnancy While Breastfeeding"، parenting.firstcry, Retrieved 2019-5-16. Edited.
  7. "Breastfeeding While Pregnant", americanpregnancy.org, Retrieved 6-11-2019. Edited.
  8. "Healthy eating when pregnant and breastfeeding", www.sahealth.sa.gov.au, Retrieved 6-11-2019. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×