علامات الساعة الكبرى بالترتيب

كتابة:
علامات الساعة الكبرى بالترتيب

علامات الساعة الكبرى بالترتيب

اختلف العلماء في تقديم وتأخير حدوث علامات الساعة الكبرى، لأنها لم ترد في السنة النبوية مرتبة، لكنّهم اتفقوا أنّ آخر ما يأت من العلامات هي النار التي تسوق الناس لأرض المحشر، وما يخص أول العلامات ظهورًا فلا اتفاق على ذلك،[١] ومما ورد مرتباً نزول المسيح وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال.[٢]


الدخان

خروج الدخان أمر ثبت في الشرع، ومما ورد في القرآن الكريم: قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}،[٣] ومن قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم أنذرُكم ثلاثًا: الدُّخانُ يأخذُ المؤمِنُ كالزُّكْمَةِ ، ويأخذُ الكافرُ فينتفخُ حتَّى يخرُجَ من كلِّ مَسْمَعٍ منهُ، والثَّانيةُ الدابَّةُ ، والثَّالثةُ الدَّجَّالُ"،[٤]واختُلِف في المراد بالدخان على وجه التحديد على أقوال، وهي:[٥]


  • قول ابن مسعود، ورجحه الطبري: أنه ما أصيبت به قريش من الفقر والجوع عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حين رفضوا دعوته، فكانوا حين يرفعون أبصارهم لا يرون إلا دخانًا.
  • قول علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو سعيد الخدري، ورجحه الحافظ ابن كثير: أنه الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد والتي ستقع عند قيام الساعة.
  • قول من قال بالجمع ما بين المعنيين وبه قال الإمام النووي: دخانان ظهر الأول منهما -ما كانت قريش تراه كهيئة الدخان- والثاني سيقع في آخر الزمان.


خروج المسيح الدجّال

خروج الدجال أولى علامات الساعة المؤذنة بتغير الأحوال العامة في الكرة الأرضية، وهذا حسبما قال ابن حجر،[٦] يظهر المسيح الدجال، يزعم الألوهية، ويعيث في الأرض فسادًا، يُحاول أن يفتن الناس عن دينهم بما يُحدثه من خوارق للعادات، فيفتن به بعض الناس، أما المؤمنين، فيثبتهم الله تعالى فلا ينخدعوا بما يرونه أمام أعينهم، إلى حين انجلاء أمره وفضحه والقضاء على فتنته، ويُقتل بأيدي المسلمين بقيادة عيسى عليه السلام.[٧]


نزول المسيح

ينزل عيسى بن مريم حكمًا يدعو للإسلام، ويتعاون مع المهدي - وهو رجل من آل بيت النبي يملأ الأرض عدلًا بعدما ملئت ظلمًا واسمه محمد بن عبد الله- على قتل الدجال، ثم يأخذ عيسى في العمل على محو النصرانية المنحرفة، ويعمل على تمكين الإسلام فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير وتختفي الشحناء، ويسودد الأرض كلها السلام فلا يُعبد إلا الله.[٨]


خروج يأجوج ومأجوج

اختلفت الأقوال في نسبهم فقيل إنهم من ذرية آدم من ولد يافث بن نوح، وهو قول ابن حجر، قال تعالى:{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ}،[٩] يخرجون من وراء السد، وأعدادهم كثيرة جدًا لا قدرة لأحد على قتالهم، يحاصرون نبي الله عيسى والمؤمنين الناجين من الدجال، فيدعو عليهم فيهلكهم الله بالنغف، فينشرون الأذى في الأرض بنتنهم، فيدعو عيسى ربه؛ فيهلكهم الله تبارك وتعالى بالنغف -وهي دودة يسلطها الله على رقابهم- ثم بعد ذلك يرسل طيًرا فتحملهم حيث شاء الله.[١٠]


خروج الدابة

دابة تخرج من الأرض في آخر الزمن، حين ابتعاد الناس عن الله، وأما وظيفة تلك الدابة التي يسخرها الله فهي تقسيم النّاس لمؤمن وكافر فلا ينجو منها أي أحد حتّى أنّ الرجل ليتعوذ منها وهو يصلي فتأتي من خلفه وتقول له الآن تصلي، فهي تنير وجه المؤمن، وقيل إن الكافرتسمه في وجهه، وورد ذكر خروج الدابة في كتاب الله تعالى حيث قال سبحانه: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ}،[١١][١٢] ولم يأتِ فيها سوى أنها دابة ستخرج وتكلم الناس، وذكر ابن حجر بأنها أولى علامات الساعة الكبرى الأرضية،[١٣] اختلف العلماء في صفتها، على أقوال:[١٢]

  • القول الأول: ذكر القرطبي بأنها ناقة من فصيلة ناقة صالح.
  • القول الثاني: ذكر أصحاب هذا القول أنها جامعة من خلق كل الحيوانات.
  • القول الثالث: ذكر أصحاب هذا القول أنها إنسان متكلم يحاجج أهل البدع والكفر ويجادلهم ليتبين الكاذب من الصادق، وذكر القرطبي فساد هذا القول؛ لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة.
  • القول الرابع: إنها الثعبان الذي كان على جدار الكعبة وقد اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة.
  • القول الخامس: إنها دابة مزغبة شعراء ذات قوائم، يبلغ طولها ستون ذراعا.


وأمّا مكان خروج الدابة، فاختُلِفَ في مكان ذلك، فمنهم من قال: تخرج من جبل الصفا أو من المسجد الحرام بمكة المكرمة، وقال آخرون إن لها عدة أماكن للخروج، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، وهذا قول السخاوي[١٢]


طلوع الشمس من المغرب

علامة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: {يوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}،[١٤][١٣] وعند ظهور هذه العلامة يغلق باب التوبة وتُطفأ كل شهوات النفوس، فيؤمن الإنسان لأنّه عاين الأهوال كمن يُؤمن عند الغرغرة،[١٥] وعدَّ ابن حجر أن طلوع الشمس من المغرب من أول علامات الساعة الكبرى السماوية.[١٣]


الحشر

يخرج من أرض اليمن نار تسوق الناس إلى المحشر، وتعد آخر علامة من علامات الساعة الكبرى، وبها تبدأ أول علامة تؤول بقيام القيامة ويحشر الناس في بلاد الشام واختُلف في مكان الحشر، ذهب بعضهم؛ كالبيهقي والغزالي، أن الحشر ليس في الحياة الدنيا وإنما هو في الآخرة عند الخروج من القبور، وذهب جمهور العلماء إلى أنه في الدنيا وقبل قيام الساعة.[١٦]


النفخ في الصور

تعد هذه العلامة الفترة الفاصلة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، يتم النفخ في الصور نفخة الخروج ويتم بها بعث الأموات من قبورهم، ونفخة ثانية بها يفزع الناس، ونفخة ثالثة يُصعق لها كل الناس ويموتون،[١٧] والصور هو البوق، والقائم على ذلك الأمر هو المَلَك إسرافيل، وورد في الأثر أنّ النفخ في البوق يكون يوم جمعة.[١٨]


كما يمكنك التعرّف على علامات الساعة الصغرى بالاطلاع على هذا المقال: علامات الساعة الصغرى

المراجع

  1. حسن أبو الأشبال، كتاب الدفاع عن الله ورسوله وشرعه، صفحة 21. بتصرّف.
  2. محمد صالح، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 429. بتصرّف.
  3. سورة الدخان، آية:10
  4. رواه ابن كثير، في تفسير القران، عن أبي مالك الأشعري ، الصفحة أو الرقم:235، حديث إسناده جيد.
  5. عبدالله بن سليمان، اشراط الساعة، صفحة 156-161. بتصرّف.
  6. عبد الله بن سليمان، اشراط الساعة، صفحة 142. بتصرّف.
  7. جامعة المدينة، كتاب الحديث الموضوعي، صفحة 144. بتصرّف.
  8. كتاب الحديث الموضوعي ، جامعة المدينة، صفحة 143. بتصرّف.
  9. سورة الكهف، آية:94
  10. عبدالله بن سليمان، كتاب أشراط الساعة، صفحة 129-138. بتصرّف.
  11. سورة النمل، آية:82
  12. ^ أ ب ت عبدالله بن سليمان، أشراط الساعة، صفحة 154. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت عبدالله بن سليمان، اشراط الساعة، صفحة 42-45. بتصرّف.
  14. سورة الأنعام، آية:158
  15. عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 44. بتصرّف.
  16. عبدالله بن سليمان، أشراط الساعة، صفحة 163-168. بتصرّف.
  17. محمد الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 19. بتصرّف.
  18. ناصر بن علي عائض حسن الشيخ، كتاب مباحث العقيدة في سورة الزمر، صفحة 552-556. بتصرّف.
4590 مشاهدة
للأعلى للسفل
×