علامات الموت قبل 40 يومًا

كتابة:
علامات الموت قبل 40 يومًا

علامات الموت قبل 40 يومًا

يتسائل كثيرٌ من الناس عن علامات الموت قبل أربعين يومًا و عن ظهور علامات الإحتضار قبل أربعين يومًا من الموت، وقد لا يشعر الميت بهذه العلامات، ويشعر بها الناس حوله، أمَّا فيما يتعلَّق بصحّة هذه الأقوال المتداولة بين فئة من الناس، فإنَّ هذا الكلام بعيد عن الصحة، ولم يردْ عن أحد من العلماء، وليس له أي مصدر صحيح يتحدث عنه، رغم تداول بعض القصص والأحداث الفردية التي ترد على ألسن الناس, والسبب هو أنَّ آجال العباد مجهولة تمامًا بالنسبة لهم وهي من علم الغيب الذي لا يعلمه إلَّا الله سبحانه وتعالى.[١]


هل يشعر الميت بقرب موته؟

في هذا المعنى قال تعالى في سورة لقمان: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[٢] فالآية تخبر أن الإنسان لا يمكن أن يعلم وقت وفاته وأن هذا من علم الغيب الذي اختص الله به نفسه. ولو كان هذا الكلام صحيحًا لاستطاع من يشعر بالموت أن يستعد له ويهيء نفسه ويصلح علاقته مع ربِّه ومع الناس, ولكن هذا الكلام عار عن الصحة, لأن المسلم لا بد أن يبقى في حالة استعداد للموت.[٣]


هل يرى المحتضر الملائكة والشياطين؟

فقد وردَ في الأثر أيضًا أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لكعب الأحبار: "حدِّثنا عن الموت، فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، هو كغصنٍ كثيرِ الشَّوك، أُدخِل في جوف رجل، فأخذتْ كلُّ شوكة بعِرْق، ثم جذَبه رجلٌ شديدُ الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى".[٤]


وقال شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن سكرات: "الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن، وهو أشد من نشرٍ بالمناشير وقرْض بالمقاريض، وغَلْي في القدور، ولو أن الميت نُشِرَ -أيْ بُعِث من قبره-، فأخبر أهل الدنيا بألم الموت، ما انتفعوا بعيش ولا تلذَّذوا بنوم".[٥] لكن هذا لا يثبت أن الانسان ممكن أن يرى شيئا يدل على الموت إلا عند حصوله, ولم يرد شيء في القرآن والسنة يدل على شيء من هذا العلم, لأن الميت قد انتقل إلى عالم آخر غير الحياة الدنيا.[٦]


هل يحس الميت بما يدور حوله ساعة موته؟

ورد عن بعض التابعين والصالحين والعلماء أنهم قالوا عبارات أو رأوا أشياء عن سكرات الموت, عند حضوره إليهم, ولكن هذا قد يكون نابعًا من معرفتهم بالموت مما علموه من القرآن والسنة أو قد يكونوا رأوا أشياء عند احتضاره, ولكن لا يوجد دليل على ما رأوا أو شاهدوا، ولكنَّ هذه الأشياء التي لا يراها الأحياء يراها الميت قبل موته بلحظات، فقد يرى الإنسان ملائكة الموت أو يرى مقعده من النار أو من الجنة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[٧], فالميت يرى ما لم يكن يراه في حياته لكن ليس هناك دليل على طبيعة ما يرى.[٨]


هل يرى الميت معارفه الموتى عند احتضاره؟

إن الميت عند بدء سكرات الموت ينتقل إلى عالم آخر من عوالم الغيب التي ليس لنا علم فيها, ولم يرد دليل يوضح ماذا يرى الميت, أو من يرى بتحديد فئات من الناس, كأقاربه أو أحبابه أو معارفه, لذلك لا يمكن إثبات رؤية الميت لأحد من أقاربه أو معارفه عند الموت, وإن حصلت مع بعض الناس بشكل فردي فكيف يمكننا معرفة ذلك وقد انتقل إلى عالم الغيب, بالتأكيد لا يمكن معرفته.[٩]

المراجع

  1. جلال الدين السيوطي (2007)، شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (الطبعة 4)، بيروت:دار الفجر، صفحة 144، جزء 1.
  2. سورة لقمان، آية:34
  3. ابن قيم الجوزية (1421)، الروح (الطبعة 5)، القصيم:المكتب الاسلامي، صفحة 65، جزء 1.
  4. عبدالرحيم بن المبارك (2018)، سكرات الموت الاصغر (الطبعة 1)، بيروت:دار العلم، صفحة 30، جزء 1.
  5. ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-01-2019، بتصرّف
  6. عائض القرني (2002)، وجاءت سكرة الموت بالحق (الطبعة 3)، القصيم:دار ابن حزم، صفحة 120، جزء 1.
  7. سورة ق، آية:22
  8. ابن قيم الجوزية (1987)، حادي الارواح الى بلاد الأفراح (الطبعة 6)، مكة:دار عالم الفوائد ، صفحة 122، جزء 1.
  9. ابو حامد الغزالي (1986)، سكرات الموت وشدته وحياة القبور حتى النفخ فى الصور (الطبعة 2)، جدة:مكتبه القران الكريم للطبع والنشر والتصدير، صفحة 85، جزء 1.
5725 مشاهدة
للأعلى للسفل
×