محتويات
تعشيش البويضة الملقحة
يُعدّ تعشيش البويضة الملقحة (Implantation) من أهم مراحل الحمل، وتتم عبر انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، لتبدأ بإفراز الهرمونات التي تسمح للجنين والمشيمة بالنمو، وتتسبب في تغيُّرات في جسم المرأة الحامل، وبدون حدوث هذه العملية لا يحدث الحمل، وعادةً ما يحدث تعشيش البويضة المخصبة بعد 8-9 أيام من الإخصاب، على الرغم من أنه قد يحدث عند بعض النساء في وقت أبكر، وقد يتأخر عند البعض الآخر.
قد تُلاحظ بعض النساء أعراضًا وعلاماتٍ تدل على حدوث التعشيش.[١] فما هي هذه الأعراض والعلامات؟ وكيف يمكن التأكد من حدوث التعشيش وزيادة فرص نجاحه؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
علامات تعشيش البويضة الملقحة
قد تكون بعض النّساء أكثر قدرةً على تمييز أعراض وعلامات قد يُلاحظنها عند حدوث تعشيش للبويضة في الرّحم، ولكن يجدر التّنويه أنّ أغلب هذه العلامات والأعراض مرتبط بالتغييرات الهرمونية التي يُمكن أن تختبرها المرأة بحدوث الحمل أو بدونه، لذا لا يُمكن الجزم بأنّ هذه العلامات والأعراض هي دليل على تعشيش البويضة.
لعل من أكثر علامات التّعشيش وضوحًا هو التّبقع الدموي أو النزف الخفيف لذي عادةً ما تلاحظه الحامل قبل أسبوع من موعد الدورة الشهرية المقررة، ويُمكن أن يستمر بضعة ساعات أو حتى ثلالثة أيام، ويختلف عن النزيف العادي بأنه يبدو كالبقع وليس كدم متدفق ولا يحتوي على تجلطات أو أنسجة، كما أن لونه عادةً ما يكون ورديًا أو بنيًا وليس أحمرًا.:[٢][٣]
وقد يتزامن التبقع الدموي مع علامات أخرى مثل؛ التقلصات الخفيفة، ويتبعه عادةً الشعور بغثيان الحمل.
وممّا لاشك فيه أنّ التّغيرات في مستويات الهرمونات خاصةً بدايته؛ كالبروجستيرون والإستروجين وهرمون الحمل (hCG) تُساهم بظهور علامات؛ كالشعور بألم عند لمس الثدي، وانتفاخ البطن؛ نظرًا لتأثير الإستروجين على حركة القناة الهضمية، والإفرازات المهبلية؛ إذ تكون الإفرازات قبل ذلك خلال فترةالإباضة شفافة ومطاطية وزلقة ومماثلة لبياض البيض، بينما مع اقتراب موعد التعشيش تصبح أكثر سماكة ويكون لونه أبيض أو أصفر قليلًا، وخلال أيام الحمل الأولى تكون هذه الإفرازات كثيفة وسميكة وبيضاء أو صفراء اللون، ولكن نظرًا إلى أن إفرازات عنق الرحم قد تتأثر بالعديد من العوامل، فقد لا يكون تغيرها مؤشرًا دقيق على حدوث عملية التعشيش.
هل يرافق تعشيش البويضة الملقحة أي ألم؟
نعم، ولكن على الرغم من عدم وجود بحث علمي محكم يشير إلى أن تعشيش البويضة الملقحة قد يسبب الألم والتقلصات، إلا أن العديد من النساء قد يشعرنّ بذلك، وليس بالضرورة حدوث ذلك، فقد يحدث تعشيش البويضة الملقحة عند بعض النساء دون الشعور بأي ألم، وعادةً ما يكون هذا الألم خفيف إلى متوسط في الشدة، ومن غير الشائع أن يكون هذا الألم شديدًا، لذلك عند الشعور بألم شديد يجب مراجعة الطبيب لمعرفة سبب هذا الألم، ويمكن أن تُعزى هذه التلقصات إلى الارتفاع المفاجئ والسريع في مستويات الهرمونات الذي يحدث بعد حدوث عملية التعشيش.[٤][٢]
كيف يمكن التأكد من تعشيش البويضة الملقحة؟
على الرغم من وجود مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تترافق مع عملية تعشيش البويضة الملقحة، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها لتأكد من حدوث التعشيش، فقد تحدث نتيجة لأسباب أخرى، لذلك فإن الطريقة الوحيدة للتأكد من انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم هي إجراء فحص للحمل، الذي يكشف عن وجود هرمون الحمل، إذ عادةً ما ترتفع مستويات هذا الهرمون قبل عملية التعشيش، ثم تتضاعف مستوياته في الدم والبول كل 24 ساعة تقريبًا لمدة 8 أسابيع، وتبلغ ذروتها في حوالي 10 أسابيع.
ويمكن إجراء فحص الحمل المنزلي بعد حوالي 12-15 يومًا من الإباضة، عند النساء اللواتي لديهنّ دورة حيض مدتها 28 يومًا، وتزداد فرصة الحصول على نتيجة إيجابية عند إجراء هذا الفحص في موعد دورة الحيض، وفي حال الحصول على نتيجة سلبية، فإن ذلك لا يؤكد عدم حدوث الحمل، لذلك يُنصح عادةً بإعادة الفحص بعد 10 أيام من موعد دورة الحيض الفائتة.[٥]
نصائح لضمان تعشيش البويضة الملقحة بطريقة صحيحة
للأسف، لا يمكن القيام بالكثير لضمان تعشيش البويضة الملقحة بطريقة صحيحة، ولكن يوجد بعض الأمور التي يُفضل تجنبها خلال فترة تعشيش البويضة الملقحة، لما لها من تأثيرات سلبية محتملة على هذه العملية، ومنها ما يأتي:[٦]
- الأدوية المضادة للالتهابات، إذ إنها من الممكن أن تؤثر على عملية الزرع من خلال التأثير على قدرة الرحم على تمديد نتوءات بطانة الرحم للالتحام مع الجنين، لذلك، إذا كانت السيدة تفكر في الحمل، وعانت من ألم خلال الإباضة فيُفضل استخدامأسيتامينوفين (Acetaminophen) وهو نفسه الباراسيتامول (Paracetamol) كمسكن للألم بدلًا من الأدوية المضادة للالتهاب.
- ممارسة التمارين الرياضية القاسية، خاصةً لو لم تكن ضمن الروتين المعتاد؛ فعلى الرغم من أن التمارين الرياضية المعتدلة تؤثر بشكل إيجابي على صحة المرأة، ولكن عند زيادة شدة هذه التمارين عن طاقة الجسم، فقد تؤثر سلبًا على دورة الحيض والصحة الإنجابية، وهذا ما رصدته دراسة أجريت على نساء يخضعن للتلقيح الصناعي، ويمارسن التمارين الرياضية بوازع أربعة ساعات أو أكثر في الأسبوع الواحد على مدار سنة كاملة أو تسعة سنوات،ولكن لا يُمكن تعميم تأثبر التمارين الياضية القعنيفة على جميع الحالات.[٧]
- استهلاك الكافيين بكثرة، فقد يزداد خطر الإجهاض عند استهلاك أكثر من 200 مليغرام من الكافيين في اليوم الواحد، ولا يوجد تفسير واضح للآلية التي تؤثر بها كميات الكافيين الكبيرة على صحة الحمل.
ولكن أشارت دراسات أولية أُجريت على القرود والفئران وليس البشر؛ أنّ الكافيين قد يُؤثر على حدوث الإخصاب.
المراجع
- ↑ Mark Payson, M.D. (2020-09-14), "What Is Implantation?", whattoexpect, Retrieved 2020-11-18. Edited.
- ^ أ ب ت Megan Dix, RN, BSN (2019-07-16), "What Are the Signs That Implantation Has Occurred?", healthline, Retrieved 2020-11-18. Edited.
- ^ أ ب "Implantation Bleeding", webmd, Retrieved 2020-11-22. Edited.
- ↑ Lana Burgess (2020-01-18), "What do the cramps feel like in early pregnancy?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-18. Edited.
- ↑ Lowri Daniels (2020-09-20), "Implantation symptoms: Signs, timeline, and testing", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-18. Edited.
- ↑ Rachel Liberto, RN (2020-02-19), "How to Help Implantation", avawomen, Retrieved 2020-11-18. Edited.
- ↑ "Effects of lifetime exercise on the outcome of in vitro fertilization", pubmed, Retrieved 2020-11-22. Edited.