علامة نصب الأفعال الخمسة

كتابة:
علامة نصب الأفعال الخمسة

العلامات الإعرابية

الإعراب في النحو له علامات أصلية وأخرى فرعية، وتختلف هذه العلامات باختلاف حالة الكلمة وموقعها الإعرابيّ؛ فإن كانت الكلمة محلّها الرفع فتكون علامتها الإعرابية الأصليّة الضمّة، وقد ينوب عنها علامات فرعية؛ كالواو في جمع المذكر السالم، وفي الأسماء الستة، والألف في المثنى وثبوت النون في الأفعال الخمسة، أمّا إذا كانت الكلمة منصوبة فالعلامة الأصلية للنصب هي الفتحة، وقد ينوب عنها الياء في جمع المذكر السالم والمثنى، والألف في الأسماء خمسة، والكسرة في جمع المؤنث السالم، وحذف النون هي علامة نصب الأفعال الخمسة، وأمّا الجرّ فالكسرة العلامة الأصلية له، وقد ينوب عنها الياء في المثنى وجمع المذكر السالم والأسماء الستة، والفتحة في الممنوع من الصرف.[١] وفي هذا المقال سيتمّ الحديث حول علامة نصب الأفعال الخمسة على وجه الخصوص.

الفعل المضارع

الفعل المضارع قسمٌ من قسم من أقسام الكلمة الذي يدلّ على أمريْن هما: المعنى والأمر، وأنّه زمن للحال أو للاستقبال[٢] والفعل المضارع لفظ معرب فهو يرفع وينصب ويجزم، وفي بعض الحالات يبنى؛ وذلك إذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فإنّه يبنى على الفتح، وإذا اتصلت به نون النسوة وهي من الضمائر المتّصلة يُبنى على السكون[٣]، ويجب على الكلمة التي نحكم عليها بأنّها فعل مضارع أن تبدأ بـألفٍ مثل: أدرسُ أو ياءٍ، مثل: يدرسُ أو نونٍ، مثل: ندرسُ أو تاءٍ، مثل: تدرسُ، وقد سُمِّيت هذه الحروف بحروف المضارعة وجمعها العلماء بكلمة نأتي، ومن العلامات الخاصة بالفعل المضارع أن يُجزم بحرفٍ جازم أو يُنصب بحرفٍ ناصب وتاليًا حديث مفصّل حول علامة نصب الأفعال الخمسة، ومن علاماته قبوله السِّين و سوف في أوّله، مثل: سينجح أو سوف ينجح، فإن دلّت الكلمة على معنى الفعل المضارع ولكنّها لم تقبل علاماته، فهي ليست بفعلٍ مضارع بل اسم فعل مضارع، مثل: آه بمعنى أتوجع، وأفّ بمعنى أتضجّر[٢] وإذا اتّصل الفعل المضارع بألف الاثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة سُمّي بالأفعال الخمسة[٤]، وتاليًا سيتمّ الحديث عن الأفعال الخمسة وبشكلٍ مخصوص عن علامة نصب الأفعال الخمسة.

علامة نصب الأفعال الخمسة

الأفعال الخمسة أو الأمثلة الخمسة كما يسمّيها بعض العلماء، والأفعال الخمسة هي أفعال مضارع لكنها تختلف في علامات إعرابها عن غيرها من الأفعال المضارعة، فعلامة نصب الأفعال الخمسة تختلف عن علامة نصب غيره من الأفعال المضارعة، وقد سميت بالخمسة؛ لأنها على خمسة أوزان؛ فهي إمّا كل فعل مضارع اتّصلت به ألف الاثنين للغائبيْنِ، مثل: هما يجمعان تبرعات، أو ألف الاثنين للمخاطيْن، مثل: أنتما تجمعانِ تبرعات، أو كل فعل مضارع اتصلت به واو الجماعة للغائبينَ مثل، هم يجمعون التبرعات، أو واو الجماعة للمخاطبينَ، مثل: أنتم تجمعون التّبرعات، أو كل فعل مضارع اتصلت به ياء المخاطبة مثل: أنتِ تجمعين التّبرعات، وبذلك تكون على خمسة أوزان هم: يفعلان، تفعلان، يفعلون، تفعلون، تفعلين. والأفعال الخمسة مرفوعة طالما لم تُسبق بحرف جازم أو ناصب، وعلامة رفع الأفعال الخمسة ثبوت النون نيابة عن الضمة، فإعراب" يحصدون" في جملة الفلّاحون يحصدون القمح، فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، أمّا إذا سُبقت الأفعال الخمسة بحرفٍ جازمٍ فإنّ النون تحذف منه ويكون حذفها علامة جزم الأفعال الخمسة، وعند حذف النون يجب إضافة ألف التفريق بعد واو الجماعة حتى يتبين أنّ الواو ليست حرفًا أصليًّا بل ضمير في محل رفع فاعل مثل: الطلاب لم يتغيّبوا عن الدّرس، لم: حرف قلب ونفي وجزم، يتغيّبوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو: واو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية" لم بتغيبوا" في محل رفع خبر للمبتدأ" الطلاب"،[٥] ومن حروف جزم الفعل المضارع:[٦]

  • لمْ:وهو حرف نفي وجزم وقلب المضارع ماضيًا، مثل: لم يحصدوا الزرع.
  • لمّا:حرف نفي وجزم وقلب واستغراق، مثل: بل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ[٧]
  • لام الأمر: وهي التي يطلب بها إحداث أمر أو فعل معيّن، مثل: فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[٨]
  • لا الناهية: وهي التي تدلّ على النهي عن فعل أو حدث، مثل: لا تعبدوا غير الله.

أمّا علامة نصب المضارع الأصلية هي الفتحة، مثل: لن أؤذيَ أحدًا، ف" أؤذي" فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أمّا علامة نصب الأفعال الخمسة علامة فرعية وهي حذف النون، فتحذف نون الأفعال الخمسة، و إن كان الفعل متصلًا بواو الجماعة تضاف ألف التفريق بعد حذف النون، وهناك العديد من الحروف التي تنصب المضارع فمنها ما ينصب المضارع مباشرة، وتسمى الحروف الأصلية، ومنها ما ينصب المضارع بأن المضمرة وتاليًا التفصيل:[٩]

  • الحروف الأصلية: وهي الحروف التي تنصب الأفعال المضارعة مباشرة، ومنها:
    • أنْ: وهي أم باب النّصب للفعل المضارع، فهي تنصب الفعل المضارع سواء أكانت ظاهرة أو مضمرة، فهي حرف مصدري- أي يؤول بمصدر- ناصب، مثل: يسرّني أن تنجحوا، فيعرب الفعل تنجحوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ وذلك لأنّ حذف النون علامة نصب الأفعال الخمسة.
    • لنْ: حرف ناصب، يستخدم لنفي المستقبل القريب، مثل: لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون[١٠]
    • إذن: وهي تنصب المضارع لكن بشروط، منها: أن تكون جوابًا ومكافأة لكلام سابق، أو تكون مبتدأة أي تقع في صدارة الجملة، وأن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل، وان يكون زمن الفعل مستقبلًا لا حالًا، مثل: سنجتهدُ في دروسنا، إذن تنجحوا.
  • الحروف الفرعية: وهي التي تنصب الأفعال المضارعة بأن مضمرة؛ ومنها ما يكون النصب بأن مضمرة جوازًا، مثل: لام التعليل: مثل: جِئْتا لِتستفيدا من الدّرسِ، ولام العاقبة، والواو، الفاء، ثمّ، وينصب المضارع بعدها بشرط أن يكون معطوفًا عليه اسم جامدًا محضًا، أمّا الحروف التي تنصب بأن المضمرة وجوبًا: فبعد فاء السببية، وواو المعية، وحتى الجار ة، أو الغائية، أو الاستثنائية، وثمّ الملحقة بواو المعية.

اتصال الأفعال الخمسة بنوني التوكيد

نون التوكيد بنوعيها؛ الثقيلة والخفيفة تعدّ من أدوات التوكيد التي تأتي مع الأفعال، فتضفي زيادة وقوة على المعنى؛ وذلك لأنّ الزيادة في المبنى تعطي زيادة في االمعنى، غير ذلك فهي تؤثر على الفعل الذي تتصل به تأثيرًا لفظيًّا؛ وذلك بإخراج الفعل المضارع من الإعراب إلى البناء، وتأثيرًا معنويًا؛ وذلك بتخصيص الفعل المضارع للحال بعد أن كان للحال والاستقبال. وعند توكيد الأفعال الخمسة بنوني التوكيد تحذف منها نون الرّفع؛ وتفسير ذلك أنّ نون الرّفع علامة إعراب، ونون التوكيد علامة بناء، ويستحيل الجمع بين علامتي بناء وإعراب في كلمة واحدة ، فعند إسناد الفعل المضارع صحيح الآخر لألف الاثنين فعند توكيد الفعل بنون التوكيد، تُحذف نون الرّفع؛ منعًا لتوالي الأمثال، ثم تلحق بها نون التوكيد ويتم بناءها على الكسر مع بقاء الألف، مثل: يكتبانِ، عند إلحاق نون التوكيد بها تصبح يكتبانِّ.[١١]

أمّا إذا كان الفعل المضارع مسند إلى واو الجماعة، فإنّ نون الرّفع تُحذف؛ منعًا لتوالي الأمثال، فإذا كان صحيح الآخر تحذف واو الجماعة منعًا لالتقاء الساكنينِ، مع ضم ما قبلها، ويبقى الفعل المضارع معربًا؛ وذلك لوجود فاصل بين نون التوكيد والفعل، مثل: تكتبون، فعند إلحاقها بنون التوكيد تصبح تكتبوننّ، فتحذف نون الرفع فتصبح تكتبونّ، ثمّ تُحذف الواو منعًا من التقاء الواو السّاكنة بالنّون الأولى، ونضم ما قبلها فتصبح تكتبُنَّ. وأمّا إذا كان الفِعل المضارِع معتلَّ الآخِر، فإنّه يُحذف حرْفُ العلَّة ويُحكم على آخره بما يأتي:[١١]

  • في الفعل المضارع المسند إلى واو الجماعة؛ إذا كان حرْفُ العلَّة المحذوف ألفًا، يُفتح ما قبله، وأُبقيتْ واو الجماعة، وحُرِّكت بحركةٍ مجانِسةٍ لها وهي الضّمّة مع فتح، مثل: يسعَون، بفتح العين ؛ دلالةً على أنَّ حرف العِلَّة المحذوف ألِف، وضمّ الواو، وحذف نون الرّفْع، منعًا لتوالي الأمثال.
  • إذا كان حرْف العِلَّة المحذوف واوًا أو ياءً، يُضمّ ما قبلهما، ثم تُحذفِ واو الجماعة، وأبقيت الضمَّة قبلها دليلاً عليها قبلَ ذلك تُحذف نون الرفْع؛ لتوالي الأمثال أو للجزم، مثل: يرْجون، نقول فيها: يرجُنّ؛ وذلك بحذف نون الرّفْع لتوالي الأمثال، وحذف حرْف العِلَّة لالتِقاء الساكنين، وضمّ ما قبل الواو، دليلاً على الواو المحذوفة.
  • إذا كان الفِعل المضارِع مسندًا إلى ياء المخاطبة، فإنَّ نون الرفْع تُحذَف؛ إمَّا لتوالي الأمثال، أو للجزْم، ويُراعَى في آخِر الفِعل المضارِع الأحكام الآتية:
    • إذا كان الفِعل المضارِع المسنَد إلى ياءِ المخاطبة صحيحًا حُذِفت الياء، وكسْر ما قبلها دليلاً عليها، ويُلاحظ أنَّ نون التوكيد هنا تكون غيرَ مباشرة؛ لذلك يظلُّ الفِعل على حالته الإعرابيَّة قبل نون التوكيد، نقول في نحو" أنت تكتبين الدرس": أنت تكتبِنَّ الدَّرْس، فهنا حذفت نون الرفْع؛ لتوالي الأمثال، وحذفت ياء المخاطَبة لالتِقاء الساكنين، وكسر لام الفعل المضارع" الباء" دلالةً على الباء المحذوفة.
    • إذا كان الفِعل المضارع معتلَّ الآخِر، فإنَّ حرْف العِلَّة يُحذف؛ لإسناد الفعل إلى ياء المخاطَبة؛ فإذا كان حرْف العلَّة ألفًا قبل حذْفه، أُبقيتْ ياء المخاطَبة، وحُرِّكت بحرَكة من جنسها" الكسرة" ، وبقي ما قبلها" عين الكلمة" مفتوحًا، مثل: ترين، نقول فيه: ترَين؛ فقد حذفت نون الرَّفْع لتوالي الأمثال وبَقيتِ الياء وكسرتْ، وبقي الراء" عين الكلمة" مفتوحًا؛ دَلالةً على الألِف المحذوفة.
    • وإذا كان حرْف العِلَّة المحذوف ياءً أو واوًا، فعند التوكيد تحذف ياء المخاطَبة؛ لالتِقاء الساكنين ويبقَى ما قبلها مكسورًا، مثل: أنت تهدين إلى الخير، نقول فيه: أنت تهدِنّ إلى الخير، و" أنتِ ترجين المثوبة" ، نقول فيه: أنتِ ترجِنّ المثوبة.

الضمائر المتصلة بالأفعال الخمسة

فيما تقدّم حديث مفصّل عن الأفعال الخمسة وعن علامة نصب الأفعال الخمسة، أمّا الضمائر المتصلة بالأفعال الخمسة فهي معلومة وتامّة، وهي ألف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المخاطبة، في محل رفع فاعل[١٢]، فمثال الفعل المضارع المتّصل بواو الجماعة: لن يقطفوا الأزهارَ، فالفعل" يقطفوا" مسبوق بحرف ناصب" لن" فيكون إعرابه: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: واو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. ومثال المتصل بياء المخاطبة: لِتكتبي الرِّواية بدِّقة، فالفعل" تكتبي" المُتّصل بياء المخاطبة سُبِق بلام الأمر، وهو حرف جازم، فيُعرب الفعل" تكتبي" فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النّون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والياء: ياء المخاطبة، ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل. [٥]

وأمّا مثال الفعل المضارع المتّصل بألف الاثنين: أنْ تشتغِلا بحقّ سمعة طيبة لكما ، فالفعل" تشتغلا" يعرب فعل مضارع منصوبوعلامة نصبه حذف النون؛ لأنّها علامة نصب الأفعال الخمسة، وألف الاثنين: ضمير متّصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

المراجع

  1. "علامات الإعراب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عباس حسن (1975)، النحو الوافي (الطبعة الثالثة)، مصر: المعارف، صفحة 47، 56، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمود مغالسة (1997)، النحو الشافي (الطبعة الثانية)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 52. بتصرّف.
  4. ابن هشام الأنصاري (1971)، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 60، جزء الأول. بتصرّف.
  5. ^ أ ب إبراهيم مصطفى محمد الدهون (2016)، المرجع الميسر في القواعد والإعراب (الطبعة الأولى)، الأردن- إربد: دار الكتاب الثقافي، صفحة 76. بتصرّف.
  6. أحمد بن محمد الجزولي تحقيق خلاف محمود (2019)، تحفة الرب المعبود على تعاريف النحو والحدود (الطبعة الأولى)، لبنان-بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 56. بتصرّف.
  7. سورة صاد، آية: 8.
  8. سورة البقرة، آية: 186.
  9. عزيزة فوال بابتي (1992)، المعجم المفصل في النحو العربي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 491، جزء الأول. بتصرّف.
  10. سورة آل عمران، آية: 92.
  11. ^ أ ب "مبحث حول توكيد الفعل بالنون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-15. بتصرّف.
  12. إبراهيم شمس الدين (2013)، مرجع الطلاب في تصريف الأفعال (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 15. بتصرّف.
4200 مشاهدة
للأعلى للسفل
×