علم البرتغال ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

البرتغال

تعرف رسميًّا أيضًا بالجمهورية البرتغالية، تقع على طول ساحل المحيط الأطلسي لشبه الجزيرة الأيبيرية في جنوب غرب أوروبا، وتحتل سدسها تقريبًا، وتعد من أعظم القوى في القارة الأوروبيّة، وتشترك مع دول شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط في الجغرافيا والثقافة، بالرغم من أنّها صغيرة المساحة، إلّا أنّها تقدم تنوعًا طبيعيًّا يشمل مناظرها الطبيعيّة والبريّة ومناخها الدافئ وتربتها الخصبة، كما تحتوي على جبال إستريلا الوعرة التي تقع بين نهري تاغوس ومونديغو، تعد لشبونة العاصمة الوطنية وتمثل المركز الاقتصادي والثقافي لها، اختلطت الشعوب الوافدة من الفينيقيون واليونانيون والسلتيون مع السكان الأصليين البرتغاليين والمستقرين قديمًا، مما أدّى لتنوع الديانات واللغات، لكن تعد اللغة البرتغاليّة؛ هي الرئيسة والروم الكاثوليك؛ هي الديانة السائدة، أمّا الثقافة؛ فهي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ إلى عصور الغزو الروماني والمغربي، ويعتمد اقتصادها بصورة أساسيّة على صناعة المنسوجات والفخار وتربية المواشي، تشهر تقليديًّا بطعامها الرائع والموسيقى الحزينة والرومانسية والرقص والرياضة الشعبيّة لديها هي مصارعة الثيران، أمّا عملتها فهي اليورو.^[١]

تاريخ علم البرتغال، وسبب اختيار هذا الشكل له

يعود تاريخ العلم لعام 1910 أثناء الثورة الجمهوريّة البرتغاليّة التي طالبت باستبدال الرموز الملكيّة القديمة والتي تمثّلت بالعلم الوطني والنشيد الوطني أيضًا، ولكنّها أدت لنشوب صراع كبير بين المقاومة البرتغاليّة التي عارضت الثورة، وذلك لأنّ الألوان التقليديّة تحمل معانٍ قويّة ودينيّة، وبعد عرض ومناقشة العديد من الاقتراحات تم تشكيل لجنة حكوميّة في 25 أكتوبر عام 1910 ضمّت مجموعة كبيرة تمثّلت بالرسام كولومبانو بوردالو بينهيرو والصحفي جواو شاغاس والكاتب أبيل بوتيلو واثنين من القادة العسكريين، اختارت اللجنة في نهاية المطاف اللونين الأخضر والأحمر للحزب الجمهوري البرتغالي وقدّمت تفسيرًا مشيرًا لأسباب وطنيّة مخفيةً وراءها المغزى السياسي حيث كانت هذه الألوان موجودة في لافتات المتمردين عام 1891 في بورتو أثناء الثورة التي تم من خلالها إسقاط الحكم في لشبونة،^[٢] وبعد ذلك تتابعت الأحداث الآتية:

علم البرتغال في عام 1891

قررت اللجنة المشكلة في ذلك الوقت بضرورة حضور اللون الأحمر في العلم كأحد الألوان الرئيسة، وذلك لأنّه يشير للقتال، وكان من الصعب الوصول لتفسير اتخاذ اللون الأخضر نظرًا لغيابه عن تاريخ العلم البرتغالي القديم ولكن بعد البحث والتدقيق تم تبرير اتخاذه عل أنّه لون النصر خلال انتفاضة عام 1891 وكان موجودًا على العلم الثوري أمّا اللون الأبيض الموجود على الدّرع فهو يعبّر عن الأخوّة والبساطة والانسجام والسلام، تم بعد ذلك إعادة إحياء ذكرى الشعار وهو ذراع مانويل الذي يعد من أقوى رموز البرتغال الوطنيّة التي تعبر عن النزاهة والتي كانت موجودة على العلم الوطني قديمًا في عهد جون السادس، وذلك لأنّها كرست تاريخ البرتغال المعاصر، وتم وضعه في العلم لتخليد هذه الذكرى والمعاني.^[٢]

علم البرتغال عام 1910

تم اعتماد العلم الوطني وتقديمه رسميًّا في 1 ديسمبر عام 1910 بمناسبة مرور 270 عامًا على استعادة الاستقلال وأعلنت الحكومة هذا اليوم على أنه يوم العلم رسميًّا في العاصمة، وتم عرضه من قاعة المدينة ورفعه وأصدرت الحكومة بيانًا لكافة المؤسسات الحكوميّة والتعليميّة بنموذج العلم ورموزه وتمت إضافته إلى المناهج الدراسيّة وإعلان أن 1 ديسمبر هو اليوم الوطني للعلم ولا تغيير عليه.^[٢]

سبب اختيار العلم بهذا الشكل

يعد السبب الرئيس لاختيار شكل العلم الحالي وألوانه هو فك الارتباط بالعلم القديم الذي يحتوي على اللونين الأزرق والأبيض بشكلٍ رئيسٍ وإلى الأحداث السياسيّة القديمة وإلى رايات الثوار والمعارضين، إذ منذ تأسيس الدولة تطور العلم الوطني من الراية الزرقاء المربعة للراية البيضاء للملك أفونسو الأول ثم إلى أذرع الملكية الليبرالية على شكل مستطيل أزرق وأبيض، فهذه التغييرات الرئيسة المرتبطة بالأحداث السياسية هي من أسهم في شكل العلم وتصميمه الحالي.^[٢]

وصف علم البرتغال، ألوانه ومعانيها

بعد ثورة أكتوبر 1910 التي أطاحت بالملكية وجعلت البرتغال جمهورية تم استبدال الألوان الزرقاء والبيضاء للعلم باللونين الأخضر والأحمر وتمثّل اللون الأحمر بالثوار وأضيف اللون الأخضر حتى لا يتم الخلط بين العلم الوطني الجديد بالأعلام القياسيّة القديمة التي لها خلفية حمراء واضحة، كما وقد ظهر اللونين الأخضر والأحمر في العديد من الأعلام البرتغالية المبكرة كالتي كانت تحمل وسام المسيح أو التي تظهر صلبان أفيس.^[٣]

ألوان علم البرتغال

تم اعتماد علم البرتغال في 30 يونيو عام 1911 ويعد العلم مستطيل الشكل مكون من اللونين الأحمر والأخضر بشكلٍ عموديٍّ، يقع اللون الأحمر في الجهة اليمنى للعلم ويمثل ضعف اللون الأخضر، ويحتوي العلم على شعار النبالة المتمركز بين على الخطين وتقدر نسبة عرض العلم إلى طوله بحوالي 2 إلى 3،^[٣] أمّا شعار النبالة فتم اعتماده أيضًا في 30 يونيو عام 1911، وهو عبارة عن تصميم مخططٍ بشكلٍ متساوٍ يحتوي على طبقة من الأذرع ويعرض لفافة بيضاء تحمل شعار Esta é a ditosa pátria minha amada والتي تعني هذا هو وطني الحبيب السعيد ونسبة العرض إلى الطول هي 12 إلى 13،^[٢] أمّا معاني ألوان ورموز العلم فهي كالآتي:^[٢]

• اللون الأخضر: يشير إلى أمل الأمة والمستقبل المشرق.
• اللون الأحمر: يعبر عن دماء الشهداء التي تم سفكها في سبيل نيل الحريّة والاستقلال.
• شعار النبالة: يمثل ذراع مانويل والذي يعبّر عن الشجاعة والإيجابية والمثابرة والدبلوماسية والجرأة.

تحية علم البرتغال

يحتفل البرتغاليون بذكرى يوم العلم في كل عام وأنشأت البرتغال نشيدًا وطنيًّا خلال الحركة القوميّة عام 1890 من تأليف هنريك لوبس دي مندونسا وألحان ألفريدو كيل واستخدمت قديمًا نشيدًا للتمرّد الجمهوري عام 1891 في بورتو، ثم تم تبنيها كنشيد وطني لجمهورية البرتغال الجديدة في عام 1911 لتحل محل نشيد الميثاق القديم للملكيّة الدستوريّة البرتغالية القديمة،^[٤] يتم في ذكري يوم العلم رفع راية العلم على أنغام النشيد بموجب القانون البرتغالي الذي حدد الاستخدامات والقواعد المتعلّقة بالعلم في الأعياد والمناسبات الوطنيّة وفي الأيام العاديّة أيضًا.

المراجع

1. ↑ " Portugal", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-30. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح} "Flag of Portugal", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-30. Edited.
3. ^ ^{أ ب} " Flag of Portugal", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-30. Edited.
4. ↑ "نشيد البرتغال الوطني"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-30. بتصرّف.