علم الدلالة في اللغة العربية

كتابة:
علم الدلالة في اللغة العربية

تعريف عِلم الدّلالة

يُقصد بالدّلالة لغةً الإرشاد إلى الشّيء والإبانة عنه، واشتُقّت هذه الكلمة بالأصل من الفعل (دَلَلَ) بمعنى استيضاح الأمر بدليل نفهمه، والدّليل: ما يُستَدَلّ به، فدّله على الشَّارع؛ أيّ يدلّه دِلالة ودَلالة،[١] أمّا اصطلاحاً فهو العِلم الذي يبحث في "المعنى"، ونظرياته مع كيفيّة جعل المُفردات ذات معنى، كما تُعرَّف الدّلالة بأنّها استخدام المُفردات استخداماً مُعيّناً ضمن نَسَق لُغويّ مع مُفردات أخرى مع وُجود علاقات بينهم، كذلك ذُكِر في كتاب (التّعريفات) لصاحبه الجرجانيّ تعريفٌ للدّلالة أشار إليه السّيد الشّريف قائلاً: "الدّلالة هي كَون الشّيء بحالة يلزم مِن العلم به بشيء آخر، والأول هو الدّال، والثّاني هو المدلول".[٢]


أنواع الدّلالات اللغويّة

هُناك العديد من الأنواع للدّلالة عند أهل اللغة، وبرز هذا التنوع نتيجة الاختلاف في الأمور التي تتعلّق في كيفيّة تشكيل معنى الكلمة، فللكلمة الواحدة أبعاد مُختلفة من النّاحية الدّلاليّة في العِبارة الواحدة، وهذا ما دعى عُلماء الّلغة إلى تقسيمها، وهي خمسة أنواع:[٣]


الدّلالة المعجميّة

هي الدّلالة المُتعلّقة بتعدُّد المعاني للمُفردة الواحدة، وذلك بناءً على سياق الكلام الّلغويّ التي تُوجد فيه، وهذه الدّلالة أحد أهمّ الأسباب في وُجود عدد هائل من المعاني في المُعجم العربيّ،[٤] ومِثال ذلك المعاني المُختلفة لكلمة (تولّى):[٥]


الجُملة معنى كلمة (تولّى)
قال تعالى (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا).[٦] استولى على المُلك وأصبح والياً.
قال تعالى: (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّ).[٧] أعرض.
قال تعالى: (وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ).[٨] بدأ به وتحمّل معظم الأمر.
قال تعالى: (وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ).[٩] انصرف.
قال تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).[١٠] القيام بطاعة الله، ونصرة رسوله والمؤمنين.


اذكر/ي معنى (أخذ) في الجمل الآتية:
الجُملة معنى كلمة (أخذ)
أَخَذَ أحمد كتابي. (....................)
أَخَذَ أخي الصّغير في البكاء. (....................)
أَخَذَ المُعلّمُ حاتمَ على إهمالهِ. (....................)
أَخَذَ المظلوم حقّه. (....................)
وقعتُ فأَخَذَ صديقي بيدي. (....................)
أخذْتُ رأي أبي في الفكرة. (....................)


الدّلالة الصّوتيّة

هي الدّلالة التي تعتمد على القيمة الصّوتيّة للحرف الواحد وما يُعبّر عنه، وذَكَر ابن جني في كتابه (الخصائص) العديد من الأمثلة عليها منها الفعلين (قَضَم- خَضَم)، فالفعل الأول يُقصدُ به: (أكل الشّيء اليابس)، أمّا الثّاني فهو: (أكل الشّيء الرّطب)، وقد أدّى هذا الاختلاف في وُجود حرفيّ (القاف-الخاء) في معنى الفعلين؛ لما يراه العرب في حرف الخاء أنّه حرف (رخو)، وأنّ حرف القاف حرف (صلب)، وهذا ما يؤكّده كتاب (الخصائص) الذي يقول إنّ العرب كانوا يأخذون: "مسموع الأصوات إلى محسوس الأحداث"، كما يُذكر في الكتاب نفسه أنّ هذا النّوع من الدّلالات الّلغويّة تشتهر في الحُروف التي تُعبّر عن الأصوات الطّبيعيّة، مِثل: (الخرير، والحفيف، والعواء، كذلك الصّرير، والقلقة، وغيرها)، وفيما يلي أمثلة على ذلك:[٣]


أمثلة على استخدام مُفردات الأصوات الطّبيعيّة:[١١]
الجُملة الكلمة + المعنى الصّوت المقصود التّوضيح
قال تعالى (الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ).[١٢] خرَّ: سقط. الخَرير: هو صوت الماء. دلالة كلمة (خرَّ) هُنا السّقوط، بينما (الخَرير) يُستعمل لصوت الماء، وهُنا تحصل الإضافة الصّوتيّة، فالآية التي بعدها تقول: (وسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، وكأنّ صوت الخَرير هُنا هو التّسبيح، فكان للكملة دلالة صوتيّة هي: (السّقوط + التّسبيح).
قوله تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ).[١٣] صَرْصَر: باردة. الصّرير: هو صوت الرّياح. دلالة كلمة (صرصر) هُنا البرد، بينما (الصّرير) يُستعمل لصوت الرّيح الشّديدة، وهُنا تحصل الدّلالة الصّوتيّة وهي: (البرد+ شِدة الرِّيح)، فالآية تصِف شِّدة برودة الرّياح لدرجة يُخيّل للقارئ سماع صوتها.


أمثلة على إبدال الأحرف الصّوتيّة:[١٤]
الكلمتان الأحرف المُبدلة الخصائص الصّوتيّة للأحرف التّوضيح
سَدَّ - صَدَّ السّين-الصّاد الصّاد أقوى من السّين صوتيّاً بناءً على الخصائص الصّوتيّة، تمّ استعمال كلمة (سدّ): لما (يسهل إيقافه وإغلاقه)، مِثل رأس القارورة، الباب، وغيرها، أمّا كلمة (صدّ): (لما يصعب إيقافه وإغلاقه)، مِثل الجبل، والوادي، وغيرها.
نَضَحَ-نَضَخَ الحاء-الخاء الخاء أقوى من الحاء صوتيّاً بناءً على الخصائص الصّوتيّة، تمّ استعمال كلمة (نَضَحَ): عند الحديث عن (الماء الضّعيف والقليل)، أمّا كلمة (نَضَخَ): عند الحديث عن (الماء القويّ والكثير).


اذكر/ي اسم صاحب الأصوات الآتية:
الجملة الصّوت صاحب الصّوت
صاح الولد على صديقه. (صياح) (الدّيك)
طنّت فوق رأسه حتّى أقنعته. (....................) (....................)
غرّد صباحاً ليؤنِسنا. (....................) (....................)
دوّت كلماته في أذني. (....................) (....................)


الدّلالة السّياقيّة

هي الدّلالة التي يكون فيها المعنى المقصود والمفهوم واحد، فالمُتحدث يقصد معنى، والمُتلقّي يفهمه ذاته من خلال صيغة الكلام، كما ذَكَر تمام حسّان في كتابه (اللغة العربية: معناها ومبناها) أنّ لهذه الدّلالة مفهوماً يُسمّى بـ (المَقام)، وذلك انطلاقاً من أنّ "لكلّ مقام مقال"، كما أشار كذلك إلى أنّ أهل النّحو من العرب القُدماء كانوا سبّاقين إلى هذا المفهوم، وأنّه ليس (مالينوفسكي) الذي نُسب إليه إيجاد المُصطلح المعروف سياق الموقف (بالإنجليزيّة: Contact of situation)، فبرأي تمام حسّان لم يعرف مالينوفسكي أنّ هذا المُصطلح سُبَق الحديث عنه قبله بقرون عديدة، وأنّ العرب كتبوا فيه كُتباً لم تلقَ العناية الكافية في الدّعاية على المستوى العالميّ كما أُتيحت له، وهذا ما جعل المُصطلح مرتبط به.[٤]


يجب الإشارة إلى أنّه ذُكِر في كتاب (المُفردات) أنّ سياق الكلام أكثر قُدرة على توضيح المعنى من إيراد اللفظ وحده مُنفرداً، وأنّه في أحيانٍ كثيرة قد لا يستطيع اللفظ إيصال المعنى أصلاً إلّا من خلال النّظر إلى سياق الكلام، الجدير بالذِّكر أنّ على سياق الكلام أن يُعنى بترتيب الألفاظ فيه ترتيباً كافياً يُفضي إلى معنى كامل.[١٥]


أمثلة على الدّلالة السِّياقيّة
الكلمة احتمالات معنى الكلمة الكلمة في جُملة المعنى في الجملة التّوضيح
قريب المسافة/النّسب/المحبّة هو قريب إلى قلبي. المحبّة هُناك العديد من الاحتمالات لمعنى كلمة (قريب)، ولكنْ وُرود كلمة (قلبي) جعلت المعنى أكثر وُضوحاً.
عين عين الماء/عين الإنسان/قرص الشّمس/ الإنسان الوجيه شربتُ من عين بجوارنا. عين الماء هُناك العديد من الاحتمالات لمعنى كلمة (عين)، ولكنْ وُرود كلمة (شربتُ) جعلت المعنى أكثر وُضوحاً.
ذَكَر ذَكَر الحيوان/ذَكَر الإنسان قال تعالى: ( إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ).[١٦] (.............) هُناك العديد من الاحتمالات لمعنى كلمة (ذَكَر)، ولكنْ وُرود كلمة (.............) جعلت المعنى أكثر وُضوحاً.
الإدراك الّلحاق بالشّيء/فهم الشّيء/عاصر فُلان في وقته أدركتُ المُعلِّم قبل خُروجه من المدرسة. (.............) هُناك العديد من الاحتمالات لمعنى كلمة (الإدراك)، ولكنْ من خِلال (السِّياق) أصبح المعنى أكثر وُضوحاً.


الدّلالة الاجتماعيّة

هي الدّلالة التي تأخذ الحياة الإنسانيّة وشُعوره بعين الاعتبار في تعيين المعنى المُراد، ويُمكن حصرها بأنّها تطوّر المعنى عبر الزّمن باعتبار تطوّر الإنسان، كما ذُكِر في كتاب (مفاهيم القرآن) لصاحبه السّبحانيّ بعض المعاني الجديدة التي ارتبط وُجودها بتطوّر الإنسان الاجتماعيّ، ومِثال ذلك إيراده لمعاني كلمة (الكلام) التي تطوّرت، فهو عند عوام النّاس مجموعة من الحروف والأصوات التي تخرج من المُتكلّم، وأنّه إذا زالت الأصوات ذهبت صفة الكلام عنه، ولكن مع تطوّر الإنسان اجتماعيّاً توسّع المفهوم إلى الخُطب المنقولة، والشِّعر الذي رُوي عن فُلان، والأحاديث النّبويّة، وغيرها، ومع عدم صدور أصوات عن هذه الأمور إلّا أنّها تُسمّى كلاماً. ويجب الإشارة إلى أنّ الدّلالة الاجتماعيّة للمُفردة تحتاج مدّة -لا بأس بها- لتتطوّر من معنى إلى آخر، وفيما يلي أمثلة على الدّلالة الاجتماعيّة:[١٧]


أمثلة على الدّلالة الاجتماعيّة:[١٨]
الكلمة المعنى القديم المعنى الجديد (المُطوّر)
الحريم الشّيء المُحرّم مسّه، أو الدّنو منه. النّساء.
حرامي الشّيء المنسوب للحرام. الّلص.
الصّحابة الصُّحبة مُطلقاً. أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
التّوبة الرّجوع. الرّجوع عن الذّنب.


اذكر/ي المعنى الجديد للكلمات التالية:
الكلمة المعنى القديم المعنى الجديد (المُطوّر)
الرّسول الرّسالة أو المُرسل لتتبّع الأخبار. (................)
الصّلاة الدّعاء. (................)
السّبت الدّهر. (................)
االشّريف المُرتفع عن الأرض. (................)


الدّلالة الصّرفيّة

هي الدّلالة التي تبحث في الأوزان والصِّيغ المُجرّدة ومعانيها المُختلفة، و يعتمد اختلاف هذه المعاني على أصل الكلمة من النّاحية النّحويّة (الإعرابيّة)، ومن النّاحية البنائيّة، وتختلف كذلك بحسب وُجودها ضمن الجملة الاسميّة، أو الفعليّة أو الحرفيّة، وهُناك العديد من المعاني المُستفادة من الصّيغ و الأوزان في عِلم الصّرف، مِثل الصّيرورة، والمُطاوعة، والطّلب، ومنها المعاني التي ترتبط بالعلاقات النّحويّة بين المُفردات، مِثل التّعدية، والتّأكيد، وغيرها، وفيما يلي أمثلة عليها:[١٩]


المعاني المُستفادة لبعض الأوزان الصّرفيّة[٢٠]
الجذر الّلغويّ الجُملة الأصليّة الوزن الصّرفيّ المُراد التّحويل له الجُملة المُعدّلة المعنى المُستفاد من الوزن الصّرفيّ
كَذَبَ كَذَبَ الرَّجُل. فَعّلَ كذَّبتُ الرَّجُل. التّعدية، أصبح الفعلُ مُتعدِّياً (يحتاج إلى وُجود مفعول به).
بكى بكى الطِّفل. تفاعَل تباكى الطِّفل التّظاهر.
كَسَر كسرتُ الكوب. انْفَعَل كسرتُ الكُوب فانكسر. المُطاوعة.
عَلِم عَلِم الدّرس. تَفَعَّلَ تَعَلَّم الدّرس. التّدرُج.


اختر الدّلالة الصّرفيّة المُناسبة للوزن (تفاعل) في كلّ من الجُمل التّالية:
الجملة الدّلالة الصّرفيّة للوزن الصّرفيّ (تفاعل)
تسابق الولدان. (المُشاركة/التّظاهر/التّدرج/المُبالغة/الصّيرورة)
تناسى خالد الامتحان. (المُشاركة/التّظاهر/التّدرج/المُبالغة/الصّيرورة)
توارى أحمد خلف الباب. (المُشاركة/التّظاهر/التّدرج/المُبالغة/الصّيرورة)
تمادى الظّالم في ظُلمه. (المُشاركة/التّظاهر/التّدرج/المُبالغة/الصّيرورة)
تخاذل عن عمله. (المُشاركة/التّظاهر/التّدرج/المُبالغة/الصّيرورة)


الدّلالة النّحويّة

هي الدّلالة التي تعتمد على موقع الكلمة المُفردة الواحدة في الجُملة، ومعناها داخلها، فيكون التّركيب الذي تواجدت فيه هذه الكلمة هو من أعطاها هذا المعنى، كما أشار عبد القاهر الجرجانيّ في كتابه (دلائل الإعجاز) أنّه: "لا يُتصوّر أن يتعلّق الفِكر بمعاني الكَلِم أفراداً ومُجرّدة من معاني النّحو"، وقد قصد الجرجانيّ بجُملته هذه أنّ الّلفظة لا يكفي أن تَرِد لوحدها لتُعطي المعنى، إنّما وُجودها داخل تركيب ما هو ما يُكسبها معناها، وفيما يلي أمثلة على الدّلالة النّحويّة:[٤]


تحليل الجُملة بناءً على الدّلالة النّحويّة
الجملة موقع الكلمة الجملة المُقابلة موقع الكلمة توضيح
أكرم خالدٌ أخاه. خالدٌ: فاعل أكرمتُ خالداً. خالداً: مفعول به بتغيّر موقع كلمة (خالد) انتقل من كونه يقوم بالفعل: (فاعل) إلى شخصٍ وقع عليه الفعل: (مفعول به).
الجوُّ جميلٌ. جميلٌ: خبر كان الجوُّ جميلاً جميلاً: خبر كان عندما تدخل (كان) على الجُملة الاسميّة (الجوُّ جميلٌ) تنصب الخبر، ويُصبح خبرها.
درس الولدُ الامتحانَ. الامتحانَ: مفعول به دُرِسَ الامتحانُ. الامتحانُ: نائب فاعل بتحويل الفعل (درس) إلى فعلٍ مبنيّ للمجهول، حُذف الفاعل وأصبح المفعول به نائباً عنه.
العُلماءُ يتّبعُهم العُقلاءَ. العُلماءُ: مُبتدأ العُلماءَ يتّبعُهم العُقلاءُ. العُلماءَ: مفعول به مُقدّم بتغيّر الحركة الإعرابيّة لكلمة (العُلماءُ ---> العُلماءَ) انتقل المعنى من كون العُلماء هُم الذين يتّبعون العُقلاء إلى أنّ العقلاء هم الذين يتّبعون العُلماء.


عناصر الدّلالة

إنّ للدّلالة ثلاثة عناصر رئيسيّة ترتبط فيما بينها تحت علاقة (الدّال والمدلول والنّسبة)، وفيما يلي العناصر الثّلاثة:[٢١]

  • الدّال: هو العُنصر الذي يحمل المعنى المُراد، من خلال الإشارة إليه أو التّعبير عنه، فإمّا أن يكون الدّال على هيئة منطوق يُسمع سواء كان لفظاً واحداً أو تركيباً، أو أن يكون على هيئة شكل (صورة) أو إشارة، وقد أشار (دي سويسر) أنّ الدّال هو "الصّورة الصّوتيّة"، وقَصَد في هذه الجُملة أنّ الدّال هو الذي يُحدِث أثراً نفسيّاً عند إدراكه، فهو بذلك يُشبه ما يُحدثُه الصّوت، ولم يقصد هُنا الصوت الفيزيائيّ الحقيقيّ.
  • المدلول: هو المعنى المحمول والمقصود من الدّال، كما أنّ لكلّ تّركيب لفظيّ (دالّ) معنى خاصّ به يتشكّل في ذهن المُتلقّي.
  • النّسبة: هي العُنصر الدّلاليّ الذي يجمع بين العُنصر الصّوتيّ الّلفظيّ (الدّال)، وبين العُنصر الذِّهنيّ (المدلول)، وتتمثّل في كونها العلاقة التي تربط بينهما، بحيث لا يُمكن لأحدهما الانفصال عن الآخر، وإلّا ما وُجدت الدّلالة.


أمثلة على تحليل عناصر الدّلالة الثّلاثة
الجملة الدّال المدلول النّسبة (الدّلالة)
نزل المطر اليوم. المطر الماء السّاقط من الغيوم.[٢٢] الماءُ السّاقط من الغيوم هو المطر.
مشينا فوق الجسر. الجسر مكان مُرتفع عن الأرض، يربط بين مكانين.[٢٣] الشّيء المُرتفع عن الأرض، والذي يربط بين مكانين هو الجِسر.
سمعتُ صوت الرَّعد. الرَّعد صوت عالٍ يُصاحب نُزول المطر.[٢٤] الصّوت العالي المسموع أثناء نزول المطر هو الرَّعد.
سافرتُ إلى إسبانيا بالطّائرة. الطّائرة مركبة تُستعمل للتّنقُّل جوّاً.[٢٥] وسيلة التّنقُل في الجوّ هي الطّائرة.


حدِّد/ي عناصر الدّلالة في للكلمات المُحدّدة في الجُمل التّالية على غِرار الأمثلة السّابقة:
الجُملة الدّال المدلول النّسبة (الدّلالة)
كتبتُ بالقلم. (..................) (..................) (......................................) هو: القلم.
قرأتُ العديد من الكُتب. (..................) (..................) (......................................) هو: الكُتب.
ذهبتُ إلى المدرسة بالسَّيارة. (..................) (..................) (......................................) هي: السّيارة.


أقسام عِلم الدّلالة

قسّم ابن جني الدّلالة إلى ثلاثة أقسام، كما رتّبها من الأقوى حتّى الأضعف كالتّالي:[٢]

  • الدّلالة الّلفظيّة (المعنى): هي الدّلالة التي ترتبط بلفظ الكلمة، فهي دلالة الّلفظ على معنى معيّن أو حدث ما، ومأخوذ من المادّة الّلغويّة التي يتكوّن منها، وعلى سبيل المِثال كلمة (قام) دلالتها على حدث مُعين وهو (القيام)، أي عندما يتمّ ذِكر كلمة (قام) يتمّ استحضار عمليّة (القيام) في الذّهن، وسواء ذُكِرت الكلمة (قام) أو أي صيغة أخرى تتعلّق بلفظها مِثل: (قائم، مُقام، يقوم) سيتمّ استحضار نفس المعنى، لأنّها ألفاظ مُشتقّة من الّلفظ الأصليّ نفسه.
  • الدّلالة الصِّناعيّة (الزّمن): هي الدّلالة التي يوضِّحُ فيها الّلفظُ زماناً مُعيّناً للحدث الذي يحمله، وقد أشار ابن جنّي أنّ (المصدر) من الصِيغ الدّالة على الأزمنة الثّلاثة، وعلى سبيل المِثال كلمة (القيام) من ناحية الدّلالة الّلفظيّة تعني أنّ (حَدَث القيام) موجود، إلّا أنّه من ناحية الدّلالة الصِّناعيّة فهي لكونها مصدراً، تُشير إلى احتماليّة حُدوث القيام في الأزمنة كلّها، لكنْ لو كانت الكلمة (قام) لكانت الدّلالة الصِّناعيّة: (هي القيام في الزّمن الماضي).
  • الدّلالة المعنويّة (الفاعل): الدّلالة التي تُعنى بتحديد خصائص فاعل الفِعل (الحدث)، فالسّامعُ لكلمة (قام) يعلم أنّها تدلّ على حَدَث (القيام) الذي يقترن بالزّمن الماضي، ولكنْ لا يُعرف من الذي (قام)!، وعلى هذا النّحو تكون دلالتها المعنويّة أنّ القيام يصلح لكلّ كائن حيّ يستطيع الوُقوف، فلا وُجود لُجملة تُخصِّص هذه الدّلالة وتُحدِّد الفاعل الذي قام بعملية القيام، فلو كانت ضمن جملة مثلاً: (قام المُعلّمون) لكانت الدّلالة المعنويّة: (قيام المُعلمين الذُّكور)، ولو كانت الجُملة: (قامت المُعلّمات) لكانت الدّلالة المعنويّة: (قيام المُعلّمات الإناث)، وهكذا.


حدِّد/ي أقسام الدّلالة في الجُمل الآتية:
الجُملة الدّلالة الّلفظيّة الدّلالة الصِّناعيّة الدّلالة المعنويّة
أكل أسامة باكراً. (..................) (..................) (..................)
يكتب حاتم كلّ مساءٍ بيتاً من الشِّعر. (..................) (..................) (..................)
كان رَسْمُ رَواء جميلاً. (..................) (..................) (..................)


علاقة عِلم الدّلالة بالعُلوم الأخرى

يرتبطُ عِلم الدّلالة مع مجموعة من العلوم المُختلفة، ومنها (علم الرُّموز) الذي يُعدّ عِلم الدّلالة جُزءاً منه، كما ارتبط علم (المنطق والفلسفة) ارتباطاً وثيقاً بعِلم الدّلالة أكثر من غيره من عُلوم المعرفة الأخرى، كذلك (عِلم النّفس)، فقد ارتبط بعِلم الدّلالة من خِلال بحث عُلمائهم في الطُّرق المُختلفة لإدراك البشر للكلمات مع تحديد دلالتها. ويجب الإشارة إلى أنّ عِلم الدّلالة لا ينفصلُ عن أيّ عِلم من عُلوم الّلغة، بل وتشترك معه في الجوانب الصّرفيّة، والنّحويّة، والصّوتيّة.[٢٦]


علاقة عِلم الدّلالة بعِلم الّلسانيّات

إنّ لِعلم الدّلالة اتّصالاً قويّاً في عِلم الّلسانيّات الذي يُعنى بدراسة لسان البشر، إلّا أنّ هذا العِلم لم يتطرّق في دراسته للسان البشريّ إلى دلالة الكلمات، وهذا ما جعل عُلماء الّلغة يبحثون عن مجال عِلميّ يُمكنه دراسة دلالة الكلمات؛ ليقوموا بتحديد الموضوعات فيه، والمعايير الّلازم توافرها ليكون عِلماً يجمع بين الّلغة وعِلم الألسنة، فعِلم الألسنة مُتفرّع لكثير من المجالات العلميّة مِثل: (الّلسانيّات النّفسيّة، والعصبيّة، وغيرها). ويجب الإشارة إلى أنّ عِلم الّلسانيّات كان يهتمّ بصورة الكلمة دون الاهتمام إلى معناها؛ لإحاطة الّلغة بجوانب مُختلفة (اجتماعيّة، وثقافيّة، ونفسيّة، وغيرها)، لكنّه مع بروز عِلم الدّلالة أصبح الخوض في المعنى جزءاً مُهمّاً في عِلم الِّلسانيّات، وهذا هو الرّابط الذي يجمع بينهما.[٢٧]


المراجع

  1. د. السيد يوسف، الدلالة وعلم الدلالة (المفهوم والمجال والأنواع)، صفحة 2- 4. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مهين حاجي زاده (2010)، "البحث الدلالي عند ابن الجني"، مجلة اللغة العربية وآدابها، العدد 10، صفحة 9،10،50. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د. السيد العربي يوسف، الدلالة وعلم الدلالة: المفهوم والمجال والأنواع، صفحة 3،4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت نادية معتاقي (2015)، إسهام الدارسين العرب المحدثين في إرساء أسس علم الدلالة، الجزائر: جامعة مولود معمري-تيزي وزو-، صفحة 31،32،33،34. بتصرّف.
  5. "آيات ورد فيها "تولى""، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2020. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية: 205.
  7. سورة طه، آية: 48.
  8. سورة النور، آية: 11.
  9. سورة يوسف، آية: 84.
  10. سورة المائدة ، آية: 56.
  11. د. محمد حسين علي الصّغير، الصوت اللغوي في القرآن، لبنان: دار المؤرّخ العربي، صفحة 186،187. بتصرّف.
  12. سورة السجدة، آية: 15.
  13. سورة الحاقة، آية: 6.
  14. ابن جني، الخصائص، صفحة 262،263. بتصرّف.
  15. د. مصطفى طه رضوان (2009)، "الدلالة السياقية لدى الراغب الأصفهاني في كتابه: المفردات في غريب القرآن"، مجلة الدراسات الاجتماعية، العدد 29، صفحة 251. بتصرّف.
  16. سورة الحجرات، آية: 13.
  17. أ.م.د. حميد عبد الحمزة عبيد الفتلي ، أنواع الدلالة وطرق استعمالها في كتاب مفاهيم القرآن للسبحاني، العراق: جامعة بغداد ، صفحة 2. بتصرّف.
  18. د. حسني حامد الصاح (2003)، "التطور الدلالي في العربية في ضوء علم الّلغة الحديث"، مجلة الدراسات الاجتماعية، العدد 15، صفحة 83. بتصرّف.
  19. نضال سليمان القطامين (10-8-2005)، الدرس الدلالي عند ابن جني، الأردن: جامعة مؤتة، صفحة 37. بتصرّف.
  20. حنان جميل عابد (2011)، الصيغ الصرفية ودلالاتها في ديوان عبد الرحيم محمود -دراسة وصفية-، فلسطين: جامعة الأزهر -غزة، صفحة 32،38،39،40،43. بتصرّف.
  21. محمد بوادي، ألفاظ العقائد والعبادات والمعاملات في صحيح البخاري-دراسة دلالية-، الجزائر: جامعة عباس فرحات سطيف، صفحة 50. بتصرّف.
  22. "تعريف و معنى المطر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2020. بتصرّف.
  23. "تعريف و معنى الجسر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2020. بتصرّف.
  24. "تعريف و معنى الرعد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2020. بتصرّف.
  25. "تعريف و معنى طائرة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com،اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2020. بتصرّف.
  26. وفاء محمد أحمد نصر (2002)، ابن جني وجهوده في علم الدلالة ، السودان: جامعة الخرطوم، صفحة 32. بتصرّف.
  27. منقور عبد الجليل (2001)، علم الدلالة أصوله ومباحثه في التراث العربي ، دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب، صفحة 22،23. بتصرّف.
17705 مشاهدة
للأعلى للسفل
×