علم الفراسة وقراءة الأفكار

كتابة:
علم الفراسة وقراءة الأفكار

علم الفراسة

برعَ العرب قديمًا في علم الفراسة، فالعربيّ الفطن البارع كان يعرف من أين قدم الشخص من خلال رؤية وجهه، وقد عرّف العرب الفراسة أنها فكرة تقفز إلى الوعي فجأة وتنبئ صاحبها بشيء لم يصل إلى فهم وإدراك غيره وهي قد تكون فطرية أو مكتسبة مثل الذكاء الذي تصقله التجربة والخبرة الطويلة بالحياة، وتعرف الفراسة اصطلاحًا على أنها الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الباطنة، وهناك فرق بين علم الفراسة وبين التنجيم فالفراسة يتضح معناها من اسمها فهي التفرّس في الشيء أي النظر إليه ومعرفة ماهيته وهي تختلف عن الظن فعلم الفراسة وقراءة الأفكار تكون بفهم وإدراك الإيماءات.[١]

علم الفراسة وقراءة الأفكار

يُقال إنّ وجوه الناس كتاب مفتوح، أي أن الفرد يستطيع أن يستدل على ما هو داخل الناس من خلال النظر إلى وجوههم وملاحظة حركاتهم وهذا هو علم الفراسة وقراءة الأفكار، وإن أول أداة من أدوات الفراسة هي العيون نافذة الروح فإن العينيْن تدلّان على الإحساس والشعور والتصرف العام والطبع، وإن الفم والجبهة أيضًا من أدوات الفراسة، فيُستدلّ على الأفكار من خلاله، وإن من المهم الانتباه إلى الحركات أي الوقفة والمشية وطريقة الجلوس ويجب استخدام كل أدوات الفراسة معًا، فمثلًا أن فهناك وقفة المتقدم إلى الأمام مع النظر إلى العينين، فهذا يدل على الاهتمام والمحبة ودفء الشخصية وهناك وقفة المنسحب وهذا يدل على الخجل.[٢]

وقد يُستَدلّ على الشخص السعيد من مشيته وفمه، فهو يتمتع بخطوات خفيفة وفم مستريح بعكس الشخص المقهور والذي يحمل أفكار سلبية فمشيته بطيئة ووقفته منحنية وفمه مشدود، وقد يظن البعض أن من يمشي ورأسه منحنية إلى الأسفل ويفكر تفكيرًا عميقًا ويحملق بالأرض دون تركيز أن هذا اكتئاب ولكنه ليس كذلك إنما يفكر بوضوح أكثر ولا يريد شيئًا يشتت أفكاره، ومن يغلق عيناه أثناء المناقشة، فهو لا يكذب ولكن يحاول تذكر شيء ما أو يستعيد المعلومات بشكل مركز، ولكن العين التي تغير اتجاهها وتحملق بسرعة ذهابًا وإيابًا أثناء الكلام يعطي انطباعًا هروبيًا ومحاولة إيجاد مخرج.[٢]

كشف الكذب

كشف الكذب هو جزء من علم الفراسة وقراءة الأفكار؛ فإن معرفة ايماءات الخداع والكذب غير الشفهية قد تكون إحدى أهم مهارات الملاحظة التي يمكن أن يتعلمها الفرد ويكشف كذب الأشخاص من حوله، إن من أهم أجزاء الجسد التي يجب التركيز عليها في عملية كشف الكذب هم الفم والعيون والأذن وأيضًا يجب الانتباه لحركة اليد، إن أول يمكن تعلمها هي حركة تسمى حماية الفم وتكون بنغطية الفم أثناء التحدث فاليد تخطي الفم والإبهام يضغط على الخد أو تغطية الفم ببعض الأصابع أو بقبضة اليد؛ لأن الدماغ يحاول قمع الكلمات الخادعة، وقد تكون هذه الحركة مشهورة عند الصغار أكثر؛ لأن الكبار يتعلمون كيف يقمعون هذه الحركة بافتعال سعال زائف.[٣]

الحركة الثانية هي لمس الأنف، وهي نسخة مقنّعة لإيماءة حماية الفم تكون بفرك خفيف تحت الأنف أو بلمسة سريعة تكاد لا تُرى، وتفسير الحركة يكون بأن اللاوعي يعلّم اليد أن تغطي الفم لكن باللحظة الأخيرة، وبمحاولة لأن تكون الحركة أقل وضوحَا يتم لمس الأنف لمسة سريعة، الايماءة الثالثة تكون بحك العين، وتكون محاولة من الدماغ لسد الخداع وعدم رؤية الشخص الذي تردد إليه الكذبة ويمكن أيضَا أن تظهر لكذبة عن طريق حك الأذن، وهكذا يتم استخدام علم الفراسة وقراءة الافكار في كشف الكذب والخداع، ولكن يجب على الشخص أن يكون ذكي في استنتاجاته، فلا بدّ أن ينتبه للمعنى الصحيح لكل حركة.[٣]

الحاسة السادسة

إن الحاسة السادسة عبارة عن معلومات يحصل عليها الانسان بواسطة الأحلام أو شعور فجائيّ يسيطر على الإنسان فهي إحساس لا إرادي بعيد عن المنطق ويمكّن صاحبه من معرفة المجهول وأيضًا التنبؤ بالمستقبل وجميع البشر يملكون هذه الحاسة السادسة، ولكن بدرجات متفاوتة وتتيح هذه الموهبة الخارقة للأشخاص الذين يمتلكونها قدرة على التخاطر وقراءة الأفكار واستبصار أحداث سابقة أو لاحقة، وهذه القدرة تندرج تحت مسمّى علم الباراسيكولوجي والذي يهتمّ بالظواهر الخارقة، مثل أم تجلس في بيتها وفجأة ينتابها شعور بأن ابنها قد أصابه مكروه، وبعد أن تتأكد من الموضوع تجد أن إحساسها صحيح.[٤]

ولم يصل العلماء لأي اتفاق علمي بخصوص هذه الحاسة، ويؤثر على هذه الحاسة صفاء الذهن وهدوء الأعصاب واعتدال المزاج، ويؤكد العلماء تأثير هذه الحاسة بالشعور بالتفاؤل والتشاؤم، ويمكن أن تختلف هذه الحاسة عن علم الفراسة وقراءة الأفكار بأنها بعيدة عن المنطق.[٤]

اليوجا وقراءة الأفكار

اليوجا فلسفة ونظام صحيّ مُعترَف به منذ آلاف السنين وتوارثها الانسان جيلًا بعد جيل، فإن اليوجا تصنع عقل خلاق ومخيلة جبّارة وقد يستطيع الممارسون لليوجا ارسال برقيات فكرية إلى معارفهم وهم يمارسون اليوجا وقراءة ما في الخاطر لشخص يجلس أمامهم حتى يمكنهم معرفة ما في يدك من دون إظهارها وما في جيبك من نقود، وهذا ما يطمح له من يريد قراءة الأفكار فإن اليوجا تدرب العقل وتشحذ المخيلة العقلية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا مع علم الفراسة وقراءة الافكار، فلا يمكن للشخص استخدام الفراسة إلا عندما يصل إلى حالة من الصفاء الذهني الذي توفّره اليوجا للشخص، وجديرٌ بالذكر أن الهند تشتهر في ممارسة اليوجا وتعاطي مسألة قراءة الأفكار.[٥]

المراجع

  1. أحمد بهيج (2000)، الفراسة قراءة البشر عن بعد، القاهرة-مصر: مكتبة الهلال للنشر والتوزيع، صفحة 5،6.بتصرّف
  2. ^ أ ب أحمد بهيج (2000)، الفراسة قراءة البشر عن بعد، مصر-القاهرة: مكتبة الهلال للنشر، صفحة 41. بتصرّف.
  3. ^ أ ب آلن بير (1997)، لغة الجسد كيف تقرأ أفكار الآخرين من خلال إيماءاتهم (الطبعة الثانية)، بيروت-لبنان: الآفاق الجديدة، صفحة 54،55،56،57. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد بهيج (2000)، الفراسة قراءة البشر عن بعد، القاهرة-مصر: مكتبة العلال للنشر والتوزيع، صفحة 393. بتصرّف.
  5. عز العرب ثابت (1991)، فن قراءة الأفكار (الطبعة الأولى)، القاهرة-عمان: دار الفرجاني، صفحة 167،169،170. بتصرّف.
3953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×