محتويات
اليمن
تقع اليمن في الجزء الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربيّة، وتعد منطقة جبليّة وقاحلة بشكلٍ عامٍ، وتشمل أراضيها العديد من الجزر، ويعد موقعها الاستراتيجي الواقع على البحر الأحمر السبب في إحداث تاريخًا قيّمًا ومعاصرًا من الناحية الاقتصادية والتجاريّة فهي تمثل ملتقى لطرق التجارة الحديثة والقديمة، وهذا السبب الذي أدّى إلى احتلالها ورغبة الدول العظمى قديمًا بالسيطرة عليها، بالإضافة إلى خصوبة أرضها وأمطارها الوفيرة وازدهارها تجاريًا، كما نشأت على أرضها مختلف الممالك القديمة وتعاقبت العديد من الحضارات في ربوعها، مما أدّى لتنوع العادات والثقافات والفنون فيها، واشتهر اليمنيون بالهندسة المعماريّة والتصميم وبرعوا في الشعر والأدب وسرد القصص الشعبيّة والكتابة العلمية، ومن الناحية الفنيّة اشتهر أهلها بالرقصات الشعبية المرافقة للمناسبات الاجتماعيّة والوطنيّة، كما وتعد اليوم صنعاء هي العاصمة السياسيّة للبلاد، أمّا عدن فهي المركز الاقتصادي الرئيس لليمن، ويقسّم شعب اليمن أنفسهم بين مجموعتين شماليّة وجنوبيّة ويتحدث فيها السكان العديد من اللهجات العربيّة وأغلب السكان فيها هم مسلمون، أمّا عملتها فهي الريال اليمني.[١]
تاريخ العلم اليمني، وسبب اختيار هذا الشكل له
شهدت اليمن تاريخًا حافلًا ومختلفًا عن باقي دول العالم من الأحداث؛ فهي مكونة من جزئين الشمالي والجنوبي، والجدير بالذكر أن الجزء الشمالي منها لم يمر بأي فترة من فترات الإدارة الاستعمارية الأوروبيّة أو النزاعات الخارجيّة الاستعماريّة كالجزء الجنوبي الذي شهد العديد من الصراعات المتمثلة باستعمار الإمبراطوريّة البريطانيّة لليمن منذ عام 1839 ولغاية عام 1967 والتي من خلالها شهد علم اليمن تاريخًا كبيرًا في جزئيه الشمالي والجنوبي لغاية توحيد اليمن عام 1990،[١] وفيما يأتي توضيحًا لأبرز الأحداث التي شهدها العلم اليمني في جزئيه:
علم اليمن في الجزء الشمالي
بعد استقلال الجزء الشمالي من اليمن وانفصاله عن الإمبراطوريّة العثمانيّة، تم تأسيس المملكة المتوكليّة اليمنيّة والتي رفعت رايةٍ حمراء اللون تحتوي على نقوش بيضاء، وكان ذلك خلال الفترة الزمنيّة من عام 1927 ولغاية عام 1962، وابتداءً من تاريخه تم اندلاع ثورة في الجزء الشمالي مدعومة من مصر، مما أدى إلى إنشاء جمهورية يمنيّة ورفع رايات تمثل العلم الوطني الذي تمثّل بثلاث ألوان أفقية؛ اللون الأحمر الأبيض والأسود، وإضافة نجمة خضراء في وسط الشريط الأبيض من العلم.[٢]
علم اليمن في الجزء الجنوبي
في عام 1967 نجحت قوى قومية مماثلة للقوى الشماليّة في الجزء الجنوبي من اليمن عرفت باسم اتحاد جنوب شبه الجزيرة العربية واستطاعت إسقاط الحكم البريطاني وإعلان جمهورية جنوب اليمن الشعبية بدايةً إلى أن أصبحت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية رسميًّا في 30 تشرين الثاني عام 1967، وكان علمها أيضًا من نفس الألوان الثلاثة؛ الأحمر والأبيض والأسود، ولكن كان يحمل مثلثًا أزرق اللون ونجمة حمراء في المنتصف.[٢]
اتحاد العلم اليمني
في عام 1990 تم توحيد دولتيّ اليمن الشمالية والجنوبيّة تحت ظل حكومة واحدة باسم الجمهوريّة اليمنيّة وبرأس مال وعلم مشترك، وتم جراء تعديل بسيط على العلم تمثّل بحذف العناصر الإضافيّة كالنجمة واستخدام العلم بألوانه الثلاثة فقط دون أي تغيير لغاية اليوم.[٢]
سبب اختيار العلم بهذا الشكل
لا يوجد سبب أو تصميم فعلي يعود لشخص معين لاختيار علم اليمن، لكن كما ورد بأن العلم اليمني هو في الأساس عبارة عن علم التحرير العربي عام 1952 والذي تم تقديمه أيضًا بعد الثورة المصريّة عام 1952 حيث كانت في ذلك الوقت القوميّة العربيّة أمرًا وسلطةً مهيمنة مما أدّى إلى اتخاذه مصدرًا للإلهام في اتخاذ الأعلام من شمال وجنوب اليمن قبل توحيدها.[٣]
ألوان علم اليمن ومعانيها
تكمن أهمية العلم اليمني بألوانه ومعانيها التي تحمل الدلالة الرمزية التي تختصر تاريخ جمهورية اليمن وحكاية البلاد التي عاصرها الشعب منذ الماضي المليء بدماء الشهداء والحروب والأنظمة والسياسات الظالمة وصولًا للمستقبل المشرق الذي تمثّل بالاستقلال الوطني ورفع راية علم تعبر عن توحّد الشعب اليمني.
ألوان العلم اليمني
تم اعتماد العلم رسميًا في 22 مايو عام 1990 وهو يوم توحيد الجزئين معًا، وضمهم تحت راية واحدة تعبّر عن معاناة الشعب وتاريخه وكفاحه منذ فرض الاستعمار ولغاية إعلان الاستقلال، لذلك تمت اختيار ألوان تسرد قصة النضال وتعبر عن معانة الشعب والتي تلخصّت بالألوان الثلاثة الآتية:[٣]
- اللون الأحمر: يشير اللون الأحمر إلى الوحدة الوطنيّة ودماء الشهداء التي تم سفكها بسبب فترة النضال الطويلة في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
- اللون الأسود: يشير اللون الأسود إلى الماضي الأليم والمظلم والأيام الصعبة التي عاشتها اليمن وشعبها قديمًا.
- اللون الأبيض: يعبر اللون الأبيض عن الأمل والتفاؤل والمستقبل المشرق لليمن.
وصف علم اليمن
يشبه تصميم العلم اليمني تصميم علم الإمبراطورية الألمانية ولكن بالمقلوب، كما أنّه يعد مطابقًا لعلم ليبيا في الفترة من بين عام 1969ولغاية عام 1972، أمّا عن وصف العلم؛ فهو عبارة عن علم يتكون من ثلاثة ألوان بشكلٍ أفقيٍّ اللون الأحمر يقع في الأعلى واللون الأبيض يقع في المنتصف وآخر لون هو الأسود ويقع أسفل اللون الأبيض، نسبة الطول إلى العرض هي من 2 إلى 3 وتم اعتماده منذ 30 عامًا في 22 مايو عام 1990.[٣]
بعد إعلان انسحاب القوات البريطانيّة من اليمن وإنشاء جمهورية اليمن الديمقراطيّة الشعبيّة عام 1967 قبل الوحدة اليمنيّة تم اعتماد نشيد وطني للجهوريّة اليمنيّة وبقي على حاله لحين إعادة اعتماده بعد الوحدة وإعلانه النشيد الوطني والرسمي للجمهوريّة اليمنيّة عام 1990، وذلك لأن كلمات النشيد تعبر عن تاريخ العلم اليمني والأحداث التي شهدها وصولًا لإعلان الاستقلال وتوحيد اليمن وإعلان علم رسمي واحد، تكمن تحيّة العلم اليمنيّة بترديد عبارات الوحدة وغناء النشيد الوطني ورفع راية العلم وإلقاء التحية له وتمارس هذه العادات في مختلف المناسبات الوطنيّة والشعبيّة.