علم مصر ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

كتابة:
علم مصر ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

جمهورية مصر العربية

جمهوريّة مصر العربيّة هي واحدة من أعرق وأهمّ مواطن الحضارات التاريخيّة في العالم، فقد ازدهرت في عصر الحضارة الفرعونية لما يُقارب الثلاثة آلاف سنة، كما كانت فيما بعد تابعة للعالم الهلنستي اليونانيّ، وكانت بدورها جزءًا رئيسًا من الحضارتين البيزنطيّة والرومانيّة، قبل أن تفتح أبوابها للحضارة الإسلاميّة، وتقع جمهوريّة مصر العربيّة شمال شرق قارّة أفريقيا، وعاصمتها مدينة القاهرة، كما تعتمد في نظام حكمها الجمهوريّ على تعدّد الأحزاب مع مجلس النوّاب المجلس التشريعيّ الوحيد، وقد جعلت اللغة العربيّة لغةً رسميّةً لها، والدّين الإسلاميّ هو الدّين الرسميّ في البلاد، وتبلغ مساحة مصر أكثر من مليون كيلو متر مربّع، بكثافة سكّانيّة وصلت لما يقارب المئة مليون نسمة بحسب إحصائيّات عام 2019، كما يتداول المواطنون المصريّون عملةً خاصّةً بدولتهم تُدعى الجنيه المصريّ، وفي ظلّ الحديث عن عظمة الجمهوريّة المصريّة وكونها مهدًا للحضارات الكبيرة عبر تاريخها، كان لزامًا الخوض في أهمّ رموز هذه الأمّة "علم مصر"، تاريخه ودلالاته.


تاريخ العلم المصري، وسبب اختيار هذا الشكل له

إنّ جمهوريّة مصر العربيّة خضعت إلى العديد من التغيّرات الحضاريّة عبر تاريخها الطويل، وقد تمّ رفع الكثير من مُختلف الأعلام في سماء مصر العربيّة لمدّة طويلة من الزّمن قد تتجاوز الآلاف من السنين:

تاريخ العلم المصري

على الرّغم من رفع الكثير من الرّايات في سمائها إلّا أنّها لم تتّخذ مصرُ علمًا وطنيًّا حقيقيّ إلّا في العقد الثّاني من القرن العشرين وتحديدًا عام 1915، حيث رفع العلم الذي اتّخذه الخديوي العثمانيّ علمًا وطنيًّا، وقد كان العلم باللون الأحمر وفيه ثلاثة أهلّة بيضاء وبعض النجوم، وبعد أربع أعوام خرجت إحدى ثورات البلاد ورفعت علمًا لونه أخضر وداخله هلال أبيض وصليب، إشارة إلى الوحدة بين الدّين المسيحيّ والإسلاميّ، وفي عام 1923 تمّ إعلان مصر كمملكة ورفعوا في سمائها علمًا أخضر اللون مع ثلاثة تجومٍ بيضاء وهلال أبيض، واستمرّ الحال على ماهو عليه حتّى قامت ثورة التحرير 1952 ميلاديّ، والذي كان عبارة عن الألوان البيضاء والحمراء والسوداء الأفقيّة والنسر الذهبيّ، وفي عام 1958 بعد الوحدة بين سوريا ومصر تمّ اعتماد النجمتين الخضر بدلًا من النسر الذهبيّ، وأخيرًا في عام 1984 تمّ اعتماد العلم الرسميّ الذي يرفرف اليوم في سماء جمهوريّة مصر العربيّة.[١]

سبب اختيار العلم المصري لهذا الشكل

بعد تفكّك الوحدة العربيّة بين مصر وسوريا وليبيا، والتي كانت ترفع علمًا ذو ثلاث ألوان متناسقة ومتساوية فيما بينها، اللون الأسود في الجزء السفليّ والأبيض في الوسط والأحمر في الجزء العلويّ، بالإضافة لوجود رمز صقر قريش في منتصف العلم، تمّ استبدال صقر قريش بالنسر الذهبيّ لصلاح الدّين الأيوبيّ، وذلك تيمّنًا بقوّته حينما حكم مصر وسوريا وفلسطين واليمن في القرن الثاني عشر للميلاديّ.[١]


وصف علم مصر، ألوانه ومعانيها

أعلنت جمهوريّة مصر العربيّة في الرّابع من شهر تشرين الأوّل لعام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعٍ وثمانين عن العلم الوطنيّ الرسميّ الجديد، والذي يتألّف من مستطيل نسبة طوله إلى عرضه هي 2:1، وبداخله ثلاث مستطيلات متساوية ومتناسقة فيما بينها بثلاثة ألوان مختلفة هي اللون الأسود في جزئه السفليّ واللون الأبيض في أوسطه واللون الأحمر في جزئه العلويّ، بالإضافة إلى النسر المصريّ أو العقاب الذهبيّ كما يُطلق عليه والموجود في منتصف العلم وفي جزئه ذو اللون الأبيض.[٢]

معاني ألوان علم مصر

نظرًا لكون جمهوريّة مصر مهدًا لحضاراتٍ مختلفة، ومرورها بالكثير من الأحداث التّاريخيّة، كان علم مصر ذو ألوانٍ ورموز لها دلالاتها الخاصّة بمختلف المعاني، وهي:

  • اللون الأسود: والذي يُشير إلى العصور الجاهليّة التي مرّت على مصر، ويُشير أيضًا إلى فترات الاستبداد والاستعمار التي طرأت على البلاد.
  • اللون الأبيض: والذي يُشير دومًا إلى القيم الساميّة من المودّة والطيبة وإرساء السلام.
  • اللون الأحمر: والذي يُشير إلى عديد التضحيات من دم الشهداء المصريين، الذين بذلوا دمائهم في سبيل الوطن، كما يُشير إلى القوّة والأمل.
  • النسر الذهبيّ: والذي يشير إلى القوّة المصريّة، فهو طائرٌ مقدّسٌ لدى الحضارة الفرعونيّة، كما تمّ استخدامه من قبل البطل صلاح الدّين الأيوبيّ في فترة حكمه القويّة للبلاد العربيّة في عصر الدولة الأيوبيّة.

تحية العلم المصري

تعدّ تحيّة العلم لدى الشعب المصريّ من الأساسيّات الحياتيّة التي تجعل المرء مرفوع الرأس، فهو يشير إلى العزّة والبناء والعمل والتنمية، كما يحثّ على رفض دوافع الاحتلال، وعلى ذلك فإنّ رفع العلم وتحيّته من أكثر الأشياء التي تُلقى على الطلاب في المدارس لغرس القيم السامية وحبّ الوطن في قلوبهم منذ الصغر، بالإضافة إلى أنّ تحيّة العلم تُلقى في المباريات الدوليّة المصرية والمناسبات الرسميّة الوطنيّة وغيرها من المناسبات.


حقائق مثيرة عن العلم المصري

الخوض في الحديث عن علم جمهوريّة مصر العربيّة يدفع إلى التقصّي حول الحقائق المثيرة التي تقبع بين حيثيّات هذا العلم، ومن الحقائق المثيرة حول العلم المصريّ:

  • إنّ علم جمهوريّة مصر العربيّة كغيره من الأعلام العالميّة يُرفع على كافّة الأبنية الحكوميّة وفي الجلسات التشريعيّة والمجالس الوطنيّة.
  • يتمّ رفع علم مصر في الثالث والعشرين من يوليو في كلّ عام، وذلك تخليدًا لذكرى الثورة.
  • تُعدّ الإساءة إلى العلم جريمة وانتهاك يُعاقب عليها من أساء إليه.
  • الأعلام التاريخيّة التي رفعت في سماء مصر منذ الإمبراطوريّة العثمانيّة وحتّى هذا الزّمان موجودة في المتحف العسكريّ المصريّ.
  • الألوان المستخدمة في علم الجمهوريّة المصريّة هي الأخضر والأسود والأحمر والأبيض عبر تاريخها هي رموز عربيّة بحتة.
  • تمّ تقديم هذه الألوان من مدينة مكّة المكرّمة عن طريق شريف حسين خلال الحرب العالميّة الثانية، حيث إنّ اللون الأخضر يرمز للفاطميين والأسود للعباسيين والأحمر للهاشميدس السلالة العربيّة، والأبيض إلى الأوماجياديس.

المراجع

  1. ^ أ ب "Flag of Egypt", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-20. Edited.
  2. "علم مصر"، arz.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-20. بتصرّف.
5734 مشاهدة
للأعلى للسفل
×