محتويات
نيجيريا
نيجيريا بلدٌ واقعٌ على الساحل الغربيّ لشمال إفريقيا، عاصمتها أبوجا تقع في إقليم العاصمة الاتّحاديّة، أمّا المدينة التي تعدّ الرائدة في نيجيريا في مجالالتجارة والصّناعة فهي العاصمة القديمة لاجوس، يحدّ نيجيريا من الشمال النيجر ومن الشرق تشاد والكاميرون ومن الجنوب خليج غينيا منالمحيط الأطلسي ومن الغرب بنين، وتتميّز نيجيريا بتنوّع جغرافيّتها، والذي يؤدي إلى تنوّعٍ واسعٍ في المناخ؛ فيوجد فيها المناخُ القاحل الصحراويّ والاستوائيّ والرّطب، ومما يميّز نيجيريا أيضًا تنوّعُ شعبها؛ حيث تتكوّن من عددٍ كبيرٍ من المجموعات، فمنها المجموعات الإثنية ومنها مجموعة اليوروبا ومجموعة إيغبو، ويتحدّث شعبها بمئات اللغات كاليوروبا وIgbo وفولا وإيدو وإيبيبيو وتيف والإنجليزية، واللغة الأكثر انتشارًا هي الهوسا، واللغة التي تعدّ اللغة الرسميّة في نيجيريا هي الإنجليزيّة، والغالبيّة العظمى من سكانها يدينون بالديانة المسيحيّة أو الإسلاميّة، على أنّ غالبيتهم كانوا يؤدون طقوسًا لدياناتٍ تقليديّةٍ أخرى، ولكنّ الحريّة الدينيّة مكفولةٌ في نيجيريا بموجب الدستور، وتمتلك البلاد مواردَ طبيعيّةً كثيرةً وأهمها النفط والغاز الطبيعيّ.
تاريخ علم نيجيريا، وسبب اختيار هذا الشكل له
نيجيريا كغيرها من الدول تعرّضت للاحتلال، وكانت كغيرها من الدّول الإفريقيّة؛ حيث كانت تشكّل مستعمرةً لإحدى الدول الأجنبيّة، لذلك مرّ علمُها بعدّة مراحلَ للوصول إلى ما هو عليه اليوم، فكان له شكلان: شكلٌ خلال الاستعمار وشكلٌ بعد الاستقلال، وفيما يأتي سيعرض المقالُ تاريخ علم نيجيريا بالتّفصيل، وهو كالـآتي:[١]
علم نيجيريا في الفترة 1914-1960
كان البريطانيّون يعملون في تجارة الرّقيق في أفريقيّا، وحصلوا فيها على العديد من المحميّات التي أصبحت تابعةً لهم، وبسبب اشتمال تلك الولايات والمحميّات على الكثير من الأديان والمجموعات العرقيّة المختلفة لم يكن هنالك شعارٌ أو علمٌ موحّدٌ يجمعها، ولكن اختلف الأمر عام 1914م عندما تأسّست محميّةُ نيجيريا، وكان الحاكم الأول لها آنذاك د.لوغارد؛ حيث اختار شعارًا يوحّد جميع الدول المستعمرة ويظهر على جميع أعلامها، وكان الشعار عبارةً عن قرصٍ أحمرَ وبداخل القرص يوجد نجمةٌ سداسيّةٌ ذات لونٍ أخضر سميَّت باسم بخاتم سليمان، وبداخل النّجمة تاجٌ ملكيٌّ واسمُ نيجيريا، فكان ذلك أوّلَ شعارٍ لنيجيريا، ولكنه مشتركٌ بين جميع المستعمرات.
علم نيجيريا من 1960 حتى الآن
بقيت نيجيريا تسعى للحصول على استقلالها إلى أن شكّلت لجنةً وطنيّةً للتخطيط والتنسيق، والتي دعت عام 1958م إلى إنشاء مسابقةٍ لتقديم تصاميم أعلام؛ لاختيار أحدها ليكون علمًا لنيجيريا، وذلك ما حصل فعلًا؛ فقد قُدِّمَ حوالي 3000 تصميم، وقد تميّزت غالبيّةُ تلك التصاميم بالتعقيد الكبير، ففاز أقلُّها تعقيدًا وأكثرها بساطةً وهو علمٌ لطالبٍ يُدعى مايكل تايو أكينكونمي؛ وهو طالبٌ نيجيريّ يقيم في لندن، قدّم تصميمًا لعلمٍ يتكوّن من خطوطٍ خضراءَ وبيضاءَ عمودية، وشمس الربع الأحمر على القسم الأبيض من العلم، فوافقت اللجنة الوطنيّة على ذلك العلم مع إجراء تعديلٍ بسيطٍ وهو إلغاء الشمس منه، وقد رُفِع العلم في سماء نيجيريا في يوم الاستقلال 1أكتوبر عام 1960م، وبذلك أصبح ذلك العلمَ الرسميَّ لدولة نيجيريّا.
سبب اختيار الشكل النهائيّ للعلم النيجيريّ
لا بدّ لكلّ لونٍ أو رمزٍ في أيّ علمٍ كان من دلالةٍ ومعنى، وكذلك في العلم النيجيريّ كان لكلّ لونٍ دلالةٌ معيّنة، ولكن كان ما يميّزه عدم وجود أيّ رمزٍ داخله، بل كان عبارةً عن لونين فقط لا ثالث لهما، وقد كانت نيجيريا كغيرها من الدّول المتنوّعة ثقافيًّا وبشريًا هدفُها اختيار علمٍ بسيطٍ لا تعقيد فيه، باستطاعته تمثيل كلّ تلك الثقافات والتنوّعات البشريّة هناك.
وصف علم نيجيريا، ألوانه ومعانيها
فاز الطالبُ النيجيريُّ بمسابقة أفضل تصميمٍ للأعلام، وكان العلمُ الذي اختاره يتميّز بالبساطة؛ وذلك ما كانت تبحث عنه دولةُ نيجيريا، وكان لكلّ لونٍ من ألوان العلم رمزٌ ودلالةٌ تعكس طبيعة نيجيريا وتنوّعها، وقبل الحديث عن دلالة كلّ لونٍ من ألوان العلم، لا بدّ من وصف شكله عمومًا.
وصف علم نيجيريا
علم نيجيريا كغيره من الأعلام عبارةٌ عن قطعةٍ مستطيلةِ الشّكل، وتلك القطعة تحتوي على ثلاثة أشرطةٍ عموديّة، وقد احتلّ اللونُ الأخضر طرفي العلم، بينما احتلّ الأبيضُ المساحة الواقعة بينهما، ونسبة العلم هي:
دلالة ألوان علم نيجيريا
لكل من ألوان أعلام الدول دلالة على أحداث تاريخية مرت بها، ونيجيريا دولةٌ عاركت العديد من الأحداث، وبناءً عليه تمّ اختيار ألوان العلم الخاص بها، وفيما يأتي ألوان علم نيجيريا ومعانيها بالتفضيل:
- اللون الأخضر: يرمز اللّون الأخضر عمومًا إلى المساحات الخضراء والطبيعة، وكذلك الأمر في نيجيريا؛ فيرمز اللون الأخضر إلى ما تحتويه نيجيريا من مساحاتٍ خضراءَ كبيرةٍ متمثّلةٍ في الغابات الواسعة، وما تحتويه من مواردَ طبيعية، فغلب اللونُ الأخضر على العلم.
- اللون الأبيض: يعدّ اللون الأبيض رمزًا للسلام والطمأنينة، ولأهميّة الحياة والرغبة الدائمة في تنميتها وتطويرها، كما يدلّ على الوحدة الوطنيّة والاستقلال بعد ما عانته من احتلالٍ واستعمار.
تحيّة العلم في نيجيريا واستخداماته
عمومًا وفي ما يُسمّى بالعرض العامّ يُرفع العلم النيجيريّ على المباني وعلى حاملات الأعلام من شروق الشمس حتّى غروبها، وإن كان العلم مُضاءً بشكل كافٍ فمن الممكن رفعه 24 ساعةً كاملة، ويجب رفعه بشكلٍ احتفاليٍّ لإظهار البهجة والسرور؛ وذلك برفعه وخفضه سريعًا، وفي أيام الانتخابات يُرفع العلم يوميًّا فوق مباني المؤسسات العامة وفوق مراكز الاقتراع، ولا يُوضَع أيُّ علمٍ آخرَ فوقه أو جانبه باستثناء رفع راية الكنيسة فوقه خلال قيام القساوسة البحريّين بخدمة الكنيسة، كما لا يجب أن يلمس العلمَ أيُّ شيءٍ تحته أو فوقه كالأرض أو بضائعَ أو غير ذلك.
أمّا في حالة المسيرات والاحتفالات فيجب عرض العلم على يمين المسيرة، وإن كان هناك خطٌّ من الأعلام الأخرى فيجب وضع العلم النيجيريّ أمام مركز ذلك الخطّ، أمّا في أثناء أداء النشيد الوطنيّ ورفع العلم، يجب على جميع الواقفين باستثناء أولئك الذين يرتدون الزيّ العسكريّ الانتباه إلى موضع العلم مع وضع اليد اليمنى على القلب، وإزالة غطاء رأسهم بيدهم اليمنى وحملِه على كتفهم الأيسر، أمّا الأشخاص الذين يرتدون الزيّ العسكريّ فيجب عليهم تقديم التحية العسكرية في اللحظة الأولى من سماع النشيد والبقاءِ بتلك الوضعيّة حتّى نهايةِ النشيد، وفي حال فَسُد العلم ولم يعد مناسبًا للعرض فمن الأفضل حرقُه أو التخلّص منه بطريقةٍ كريمة.
المراجع
- ↑ "Flag of Nigeria", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-25. Edited.