عمليات ترميم الثدي

كتابة:
عمليات ترميم الثدي

عملية ترميم الثدي

تُعرَف عملية ترميم الثدي بأنّها إجراء جراحي تُراد منه إعادة بناء الثدي بعد استئصاله كاملًا بهدف علاجه من السرطان أو الوقاية منه[١]، حيث النساء اللواتي أُخضِعن لهذه الجراحة يخترن عملية الترميم المناسبة لهن؛ نظرًا لوجود عدّة خيارات متاحة، ولتحديد الأفضل يجب التحدث إلى الطبيب عن الوضع الصحي للمُصابة بالسرطان والخيار الأنسب لها قبل اتخاذ اي قرار؛ ومن هذه الجراحات [٢] عملية الترميم بجراحة شريحة، والتي تتضمن أخذ جزء من الأنسجة من منطقة واحدة من الجسم، وغالبًا ما تؤخذ من البطن، ونقلها إلى منطقة الثدي لإنشاء كتلة جديدة تملأ تجويف الثدي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ النتائج المرجوّة من عمليات الترميم تبدو أفضل عند إجرائها مباشرة بعد عملية استئصال الثدي على الرغم من إمكانيّة إجراء عملية الترميم في شكل خطوة منفصلة لاحقًا[١]، ومن الخيارات الأخرى المًتاحة أيضًا لعمليات الترميم جراحة الغرسات الأخرى؛ إذ تُستخدم أجهزة سيليكون مملوءة بهلام السيليكون أو المحلول الملحي لإعادة تشكيل الثدي[٣]، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة احتياج المرأة إلى إجراء عملية جراحة لإعادة بناء الحلمة أيضًا[٢].


أهداف عملية الترميم وأنواعها

عند خضوع المرأة لاستئصال الثدي بسبب السرطان تبدو عملية الترميم خيارًا مُتاحًا؛ إذ تساعد هذه العملية في إعادة التناظر بين الثديين بعد جراحة الاستئصال -وتعتمد مساحة الثدي المرادة إعادة ترميمها على عرض الورم المُستأصل وحجمه وموقعه-، فإمكانيّة العيش بعدم وجود الثدي كله أو جزء منه تؤثر في كل امرأة على المدى البعيد بشكلٍ مختلف، ومع التطورات الحاصلة مؤخرًا في الجراحة التجميليّة أصبحت النتائج المرجوّة من إعادة الترميم أفضل مما سبق، وعلى الرغم من أهمية العمليّة في تغيير المظهر، لكنّ لها فوائد نفسيّة أيضًا تنعكس على المرأة وعائلتها.[٤]


التحضير لعملية ترميم الثدي

قبل استئصال الثدي سيوصي الجرّاح المسؤول عن عملية الاستئصال المرأة بمقابلة الجراح التجميلي والمتمرس في عمليات ترميم الثدي، ومن الناحية المثاليّة يجب أن يعمل جراح الثدي والجراح التجميلي معًا لتطوير أفضل استراتيجية جراحيّة لإعادة الترميم، وسيصف الجراح التجميلي الخيارات المناسبة للمرأة اعتمادا على تقييمه، ويعرض بعض الصور لنساء نفّذن الجراحة سابقًا، وتقديم معلومات عن التخدير، وأين سيُجري الجراحة، ونوع الإجراءات المُتبعة قبل الجراحة والتي قد تبدو ضروريّة[١].

وربما يناقش أيضًا إيجابيّات إجراء الجراحة التجميلية وسلبياتها على الثدي الآخر -حتى لو كان الثدي صحيًا وسليمًا-، والتي تجرى بهدف الحصول على أكبر تطابق بينه وبين شكل الثدي المُرمم وحجمه، وقد يطرح خيار استئصال الثدي الصحي أيضًا، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ استئصاله قد يزيد من مخاطر حدوث مضاعفات أثناء العمليّة؛ كالنزيف والعدوى، وقد تبدو المرأة أقل رضى عن نتائج التجميل بعد الجراحة، ويجب على المرأة اتباع تعليمات الطبيب قبل الجراحة؛ كالإرشادات الواجب اتباعها بما يتعلق بالطعام والشراب والأدوية المأخوذة حاليًا، والإقلاع عن التدخين[١].


أنواع عمليات الترميم

تُعدّ جراحة الترميم جزءًا من علاج مرضى السرطان وليس إجراءً تجميليًا فقط، ويعتمد الوقت المناسب لإجراء الجراحة على الحالة الصحيّة للمرأة، والوقت المناسب لها، وعلاج المصاب بالسرطان، فيُنفّذ الترميم مباشرة بعد استئصال الثدي، أو ينتظر لعدّة أشهر أو سنوات لتنفيذها، وفي حال أنّ المرأة بدأت بـالعلاج الإشعاعي أو الكيمياوي فإنّ الجراحة تُؤجل حتى إكمالها للعلاج، وبعدها يختار الجرّاح الوقت المناسب للجراحة[٤].

قد يستغرق التحضير للعمليّة شاملًا التخدير ساعتين، وتتراوح مدّة الجراحة من ساعة إلى ست ساعات، وتوجد طريقتان لإجراء جراحة الترميم بالإضافة إلى وجود خيارٍ ثالث يُجرى بعد عمليات ترميم الثدي وهو عملية ترميم الحلمة، وهذه الجراحات تُذكَر في ما يأتي:[٤].

  • جراحة الغرسات، والتي يوسِّع من خلالها الجرّاح الجلد باستخدام أداة تُعرف بموسع الأنسجة، ثمّ إدخال غرسة من هلام السيليكون أو المحلول الملحي إلى الثدي بعدها بعدّة أسابيع، وبعد ذلك يملأ الطبيب -على مدار عدّة جلسات بمعدل جلسة واحدة أسبوعيًا- موسع الأنسجة بالمحلول المحلي حتى الوصول إلى الحجم المطلوب، وعلى الرغم من أنّ هذه الجراحة قد يرافقها حدوث بعض المخاطر؛ كاحتمال تمزق هذه الغرسات مسببّة الشعور بالألم والإصابة بـالعدوى، وقد تحتاج الغرسة إلى جراحة لإزالتها أو استبدالها، إضافةً إلى الجلسات المؤلمة، لكنّ النتيجة النهائيّة تُشعر النساء بالسعادة.
  • جراحة الشريحة، يُنشئ الطبيب من خلال هذه العملية كومة من الأنسجة بهدف إعادة بناء الثدي من خلالها، والأنسجة المُستخدمة مأخوذة من جسم المرأة نفسها، ويُحصَل عليها من عدّة أماكن في الجسم؛ كالبطن أو الظهر وأحيانًا من الفخذ، فمثلًا، لو كان النسيج مأخوذًا من البطن فهو يُعرَف باسم ترام (TRAM flap)، أمّا الأنسجة المأخوذة من الظهر فتُعرف باسم الأنسجة الظهرية العريضة (latissimus dorsi flap)، وبعض الأحيان تبقى الأنسجة المنقولة موصولة بإمدادات الدم الأصليّة، وفي بعض الأحيان الأخرى تُفصَل عنها، ويُعاد إيصالها بالتروية الدموية القريبة من الموقع المنقولة إليه.
  • بناء الحلمة، قد ترغب المرأة في إعادة بناء الحلمة؛ إذ تُستأصَل الحلمة والهالة المحيطة بها عند استئصال الثدي؛ خوفًا من احتمال عودة السرطان أو تقليل فرص عودته. وتجرى هذه الجراحة في العيادات الخارجية، ويستخدم التخدير الموضعي فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّ ترميم الحلمة يُجرى بعد اكتمال ترميم الثدي للسماح للأنسجة بالشفاء التام والاستقرار في موضعها الجديد، ويُنفّذ الجرّاح بعض التعديلات في حجم الثدي عند إعادة بناء الحلمة والهالة.

وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة استخدام الجرّاح للأنسجة المأخوذة من البطن أو الظهر لإعادة بناء الحلمة، ثمّ وشمها بلون الحلمة لتبدو طبيعيّة، وأحيانًا يلجأ الجرّاحون إلى إعادة وصل الحلمة الأصليّة عند تأكّد الجراح فقط أنّها خالية من الخلايا السرطانيّة، وبسبب نقص التروية العصبيّة في تلك المنطقة فإنّ الحلمة لن تستجيب لأي مثير خارجي؛ كاللمس والحرارة.


نصائح للتعافي بعد العملية

قد تشعر المرأة ببعض الألم بعد الخضوع للجراحة، وستُعطى بعض المسكنات حسب حاجتها، وطوال مدة إقامة المرأة بالمستشفى ستبدو خاضعة للرقابة الطبيّة الكثيفة، وبعد مدة وجيزة من الجراحة سيُطلب من المرأة تحريك ذراعيها، لكن ليس بشكلٍ قوي، فمثلًا، لا يسمح لها بسحب جسمها بذراعيها عند الخروج من السرير وحدها؛ لذلك ستساعدها الممرضات في ذلك، ومن المرُجّح إعطاؤها بعض السوائل الوريديّة خلال يوم إلى يومين بعد الجراحة، بالإضافة إلى إمكانية احتياجها إلى استخدام قسطرة البول طوال الليل أو إلى أنّ تتمكّن من المشي إلى الحمّام. ويُتوقّع الشعور بالألم والتورم ووجود الكدمات حول مكان الجرح لمدّة تصل من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويُطلَب من المرأة تناول بعض الأدوية، أو تغيير الضمادات منزليًا في حال كانت هناك بعض الإفرازات حول منطقة الجرح، وسيُوجِّه الجرّاح بعض النصائح المتعلقة بكيفية الاستحمام[٤].

وتعود معظم النساء إلى ممارسة الأنشطة الطبيعية في غضون من 6 إلى 8 أسابيع بعد الجراحة، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن تتمكّن من ممارسة التمارين الشاقة، وسيترك استئصال الثدي وإعادة ترميمه خدرًا في مكان الجراحة، ومع مرور الوقت سيعود الشعور بالثديين وتختفي الندوب، وسيتحسن مظهر الثدي ويعود إلى الوضع المعتاد تدريجيًا على مدار الأشهر القادمة، وسيُطلب من المرأة إجراء بعض الفحوصات المنتظمة في البداية، وسيوسّع الطبيب الغرسة مرة واحدة أسبوعيًا باستخدام المحلول المحلي حتى الوصول إلى الحجم المطلوب على مدار ست إلى عشر جلسات، مع مراعاة ضرورة إجراء الفحوصات الذاتية وصور الأشعة للثدي شهريًا[٤].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Breast reconstruction with flap surgery", mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  2. ^ أ ب "Breast Reconstruction Options", cancer, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  3. "Breast reconstruction with implants", mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Breast Reconstruction", webmd, Retrieved 2020-5-5. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×