محتويات
المهبل
يُعرّف المهبل بأنه القناة المتمدّدة التي تصل ما بين منطقة عنق الرحم إلى خارج جسم المرأة، ويُطلق عليه مجرى الولادة؛ فالجنين عند الولادة يخرج من هذه المنطقة[١]، وتتوسع بسبب تعدّد الحمل والإنجاب عند النساء، ممّا يُؤثر على الوظيفة الجنسيّة للمرأة، وقد يسبّب الإزعاج للزوج والزوجة، فبعد الولادة قد تتعرض عضلات المهبل للارتخاء، ممّا يُؤدي إلى توسعه،[٢] أو يكون بسبب التقدم بالعمر،[٣] وتهدف عملية تضييق فتحة المهبل إلى زيادة قوة عضلاته، بشدّها وشد الأنسجة الدّاعمة لها.[٢]
عملية تضييق المهبل هي إجراء تجميلي يهدف إلى تضييق المهبل الذي أصبح واسعًا نتيجة الولادة الطبيعيّة المتكررة، والتقدم بالعمر، وتجدر الإشارة إلى أنّ إجراء العملية لا يعني الوصول إلى الاستجابة الجنسيّة التامّة؛ لأن ذلك يختلف من شخصٍ إلى آخر، ويكون مشروطًا بالعديد من العوامل العاطفيّة أو النفسيّة، وبالرغم من فاعلية هذا الإجراء التجميلي في تحسين حساسيّة المرأة الجنسيّة أثناء العلاقة، إلّا أنّ ذلك لا يؤدي إلى الوصول إلى المزيد من المتعة، بل قد يؤدي أحيانًا إلى شعورها بالمزيد من الألم أثناء الجماع.[٤]
ويمكن إجراء الجراحة التجميليّة لمنطقة الشفرتين المحيطة بالمهبل مع إجراء عملية التضييق أو دونها، ويمكن أيضًا إجراء الجراحة لمنطقة الشفرات الكبيرة الخارجيّة لجعلها أصغر، ولزيادة التناسق بينها،[٤] لكن يجب التنويه إلى ارتباط هذا النوع من العمليات بالكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة، لذا يجب التروّي قبل الإقدام على إجرائها.[٥]
عمليات تضييق المهبل
توجد عدّة أنواع لهذه الجراحة تعتمد على الهدف؛ فقد يكون الهدف تجميليًا فتسمى جراحة المهبل التجميليّة، أو يكون الهدف ترميميًّا لتحسين وظيفة العضو فتسمى الجراحة الترميميّة، بالإضافة إلى الخيارات غير الجراحيّة، ويمكن توضيح هذه الإجراءات على النحو الآتي:[٤]
- الجراحة الترميمّة للمهبل: تهدف الجراحة الترميميّة إلى تحسين الأداء الوظيفي للعضو، لذا قام الأطباء بتطوير بعض عمليات التجميل الترميميّة لإصلاح عيوب المهبل الخلقيّة، كتشوه المهبل، أو قصره، أو عدم وجوده، حتى تستطيع الفتاة الحصول على وظائف مهبليّة طبيعيّة، منها ممارسة الجنس، والتبوّل، ودورات الحيض الطبيعية.
- جراحة المهبل التجميليّة: التي تهدف إلى تجميل شكل المهبل، كتضييق فتحته، ويُدعى أنّها تزيد من ثقة المرأة بنفسها وجمالها،[٤] وتُجرى هذه العملية بتجميع عضلات المهبل المنفصلة عن بعضها وإزالة جلد الغشاء المخاطي الإضافي من الجانب الخلفي للمهبل، وفي بعض الأحيان تطلب المرأة إزالة الجلد الخارجي للغشاء زيادةً لجمالية المهبل، ويُحدد مقدار التشديد المطلوب، ويضع الطبيب علامةً على شكل إسفين دائري؛ لتحديد الجلد الزائد المراد إزالته من داخل المهبل، ثم تشديد الأنسجة المطلوبة بخيوط قوية، وبمجرد تشديد القناة المهبلية يُغلق الغشاء المخاطي. وفي الحقيقة يُمكن إجراء العملية باستخدام تخدير موضعي، إلا أنّ العديد من النساء يطلبن التخدير العام، وقد تترافق مع عملية تضييق المهبل بعض المخاطر، كالنزيف المهبلي والإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى ألم شديد في بعض الأحيان، وتحتاج المرأة من أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية للتعافي تمامًا، بالإضافة إلى الشعور بالألم في الأيام الأولى، ويُنبه الأطباء النساء اللواتي يخضعن لعمليات تضييق المهبل بعدم استخدام السدادات المهبلية أو الجماع لحوالي ثماني أسابيع من العملية؛ لتجنب حدوث المضاعفات أو الإصابة بعدوى مهبلية.[٢]
- طرق تضييق المهبل غير الجراحيّة: ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من طرق تضييق المهبل غير الجراحيّة، منها ما يأتي:
- تضييق المهبل بالليزر، تُعرف هذه التقنية بعمليات تجديد المهبل[٤]؛ لتحسين جمالية المهبل والوظيفة الجنسيّة له، وعلاج الارتخاء الحاصل فيه[٦]، وغالبًا يُجرى هذا النوع من العمليات في عيادة طبيب النسائية، وتُجرى لعلاج مشكلات طبية أخرى تعاني منها المرأة، مثل: سلس البول، وارتخاء الشفرات وتوسّعها ما بعد عمليات الولادة، وبالرغم من الإقبال على هذا النوع من الجراحات، إلّا أنّه لا توجد أدلة علميّة مؤكدة على سلامته في علاج التراخي المهبلي لدى النساء، بالإضافة إلى احتمالية ظهور بعض الأعراض الجانبيّة مع الوقت، كتندب أنسجة المهبل.[٧]
- استخدام أجهزة الترددات الراديوية، التي تكون إمّا أحادية القطب، أو ثنائية القطب، أو متعددة الأقطاب.[٨]
- حقن الدهون في منطقة المهبل لتضييقها.[٨]
- التحفيز الكهربائي العصبي العضلي، الذي يمكن أن يساعد على تقوية عضلات المهبل، بإرسال تيار كهربائي عبر قاع الحوض؛ إذ سيُؤدي التحفيز الكهربائي إلى تقلص عضلات قاع الحوض واسترخائها، وتستمر الجلسة الواحدة مدة 20 دقيقةً، ويُنصَح بتطبيقها مرّةً واحدةً كل أربعة أيام لعدة أسابيع، وفي الحقيقة يمكن تطبيقها في عيادة الطبيب أو في المنزل بعد شراء الجهاز الخاصّ بذلك.[٣]
دواعي إجراء تضييق المهبل
يوجد العديد من الأسباب التي تدفع المرأة إلى إجراء عملية تضييق المهبل، منها ما يأتي:
- التغيّرات التي تصيب المهبل بعد عملية الولادة، فهي تؤدي إلى ضعف قوة عضلات المهبل وتوسّعه.[١]
- مشكلات خلقية للمهبل أو مشكلات خلقيّة في الشفرتين، ممّا يُسبب مشكلات للمرأة، خاصةً عند ممارسة الجنس، أو الشّعور بعدم الراحة عند أداء بعض الأنشطة الأخرى.[٤].
- تجميل شكل المهبل.[٤]
- ارتخاء عضلات المهبل الناتج عن ضعف عضلات الحوض.[١]
- الإصابة بسلس البول، وهو عدم القدرة على التحكم بالبول.[٧]
- الشعور بعدم الراحة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية عند الطرفين؛ نتيجة توسع فتحة المهبل.[٢]
- التعرُّض لإصابة مباشرة شديدة على المنطقة التناسلية للمرأة.[٥]
مضاعفات تجميل المهبل
كما هو الحال مع أي عملية جراحية أخرى فإنّ جراحات تضييق المهبل تحمل مخاطر عامّة، مثل: حدوث النزيف، أو العدوى، والمشكلات المتعقلة بالتخدير، بالإضافة إلى تشكّل الندوب العميقة، وتجعل هذه التندبات إجراء العمليات الجراحية التصحيحية المستقبلية مستحيلةً، وقد تحدث التجلطات الدموية بعد الجراحة، وهذه المخاطر تقل في حال كانت المرأة بصحة جيدّة قبل إجراء العمليّة، وبالإضافة إلى هذه المخاطر توجد مخاطر أخرى تحملها عمليات تضييق المهبل، منها ما يأتي:[٥]
- الإصابة ببعض المخاطر والمضاعفات الطبيّة: ذلك في منطقة المهبل، منها ما يأتي:
- النّاسور المهبلي.
- هبوط الرحم.
- التهاب القولون.
- التهاب الصفاق.
- الإمساك.
- صعوبة التبول.
- ازدياد الإفرازات المهبليّة لدرجة تؤدي إلى الحاجة إلى ارتداء الفوط الصحيّة دائمًا.
- التضيق المهبلي: هو من الأعراض الشائعة بعد إجراء عملية تضييق المهبل، ويجب تصحيحه في الوقت المناسب، وتصيحيح هذه الحالة من الأمور المهمة للجماع وانتظام الدورة الشهريّة.
- تضرّر بعض الأعصاب في منطقة المهبل: ممّا قد يُقلل من الإحساس في هذه المنطقة، وقد يؤدي إلى انخفاض الإحساس، أو الشعور بالألم المزمن.
- عدم الرضا الجنسي: فعدم الرضا عن نتيجة الجراحة من الأخطار التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فعدم الرضا الجنسي يرجع عادةً إلى التراخي المفرط أو ضيق المهبل الجديد الشديد؛ فالترهل يتعارض مع الجمالية التي تبحث عنها المرأة، والتضيّق الزائد قد يؤثر على الجماع وقدرة المرأة على استخدام السدادات القطنيّة أثناء الدورة الشهريّة.
- خطر الإصابة بسرطان القولون: قد يحدث تطور لخلايا سرطانية في القطع السيني من القولون على المدى الطويل، لكن من الجدير بالذكر أنَّه لم يتم إلى الآن تسجيل درجة الخطر بناءً على دراسات علمية موثوقة.[٥]
ما هي العوامل المؤثرة على صحة المهبل
تُعدّ صحة المهبل جزءًا مهمًا من الصحة العامة للمرأة، فمشكلاته تُؤثر على الخصوبة والرغبة بالجماع والقدرة على الوصول إلى الرعشة الجنسية، ويمكن أن تؤدي المشكلات الصحية المستمرة في المهبل إلى ضغط نفسي أو مشكلات في العلاقات، بالإضافة إلى تأثيرها على الثقة بالنفس، لذا يجب على النساء معرفة المشكلات التي قد تتعرض لها لمعرفة كيفية تجنبها ومعالجتها سريعًا، ومن العوامل التي تُؤثر على صحة المهبل منها ما يأتي:[١]
- الجماع: إذ تعد ممارسة الجماع غير المحمي من أسباب العدوى المنقولة جنسيًا، كذلك يمكن أن يؤدي الجماع العنيف أو التعرض للإصابة في منطقة الحوض لتعرض المهبل لمشكلات صحية.
- بعض الحالات أو العلاجات الصحية: إذ قد تسبب بعض الحالات مثل الانتباذ البطاني الرحمي والتهاب الحوض ألمًا عند الجماع، ويُمكن أن تُؤدي الندبات الناتجة عن جراحة الحوض أو علاجات معينة للسرطان إلى الألم أثناء الجماع، وقد يزيد استخدام بعض المضادات الحيوية من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية.
- منتجات النظافة الأنثوية ومنع الحمل: إذ يمكن أن تؤدي وسائل منع الحمل مثل الواقي والحجاب العازل ومبيد النطاف المتعلق بمنع الحمل إلى تهيج المهبل، وقد يسبب استخدام البخاخات أو مزيلات العرق أو الغسول المهبلي حدوث تهيج أو تفاقم حالة تهيج موجودة سابقًا.
- الحمل والولادة: إذ ينقطع دم الحيض عند الحمل إلى حين ولادة الجنين، وأثناء الحمل غالبًا ما تزداد الإفرازات المهبلية، وتشيع حالات تمزّق المهبل نسبيًا أثناء الولادة، وفي بعض الحالات يلزم إجراء بضع الفرج، وهو شق يُجرى في أنسجة فتحة المهبل أثناء الولادة.
- المشكلات النفسية: إذ يمكن أن يُسهم القلق والاكتئاب في تقليل مستوى الإثارة الجنسية، بالإضافة إلى التسبّب بعدم الراحة أثناء الجماع، أو الشعور بالألم خلاله، وقد تؤدي الصدمة النفسية كالتعرض لاعتداء جنسي أو تجربة جنسية أولية مؤلمة إلى الشعور بألم دائم أثناء الجماع.
- مستويات الهرمونات: إذ يُمكن أن تُؤثر التغيرات في مستويات الهرمونات على المهبل؛ مثلًا قلّة إفراز الإستروجين بعد انقطاع الطمث وأثناء الرضاعة الطبيعية قد تؤدي إلى ترقق بطانة الرحم، والتسبُّب بما يسمى الضمور المهبلي، ممّا يُسبب الألم أثناء الجماع وعدم الراحة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Vagina: What's normal, what's not", mayoclinic, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Plastic and reconstructive surgery", plasticsurgery, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ^ أ ب Annamarya Scaccia (2018-1-23), "Is It Possible to Have a Loose Vagina?"، healthline, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Vaginoplasty and Labiaplasty", webmd, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ^ أ ب ت ث Liji Thomas, "Vaginoplasty - Risks and Complications"، news-medical, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ↑ Al-Badr A, "Laser Vaginal Tightening Complications: Report of Three Cases."، ncbi, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ^ أ ب Ahmed Al‐Badr, "Lasers in Surgery and MedicineLaser Vaginal Tightening Complications: Report of ThreeCases"، researchgate, Retrieved 2019-11-25. Edited.
- ^ أ ب "Non-surgical Vaginal Tightening Procedures", springer,2010-9-11، Retrieved 2019-11-25. Edited.