عملية البواسير للنساء

كتابة:
عملية البواسير للنساء

البواسير

تمثل البواسير (Hemorrhoids) الأوردة المنتفخة التي تقع أسفل الأغشية المخاطية التي تُبطّن الجزء الأدنى من المستقيم والشرج، وهي شبيهة بحالات الدوالي التي تحدث في أوردة الساقين، كما أنها من الحالات واسعة الانتشار في جميع الأعمار، إلّا أنّها أكثر شيوعًا لدى البالغين وكبار السن، ويوجد نوعان من البواسير، هما؛ البواسير الداخلية، التي تحدث داخل فتحة الشرج أو في المستقيم السفلي، والبواسير الخارجية التي تحدث تحت الجلد خارج فتحة الشرج.

البواسير الخارجية هي الأكثر شيوعًا والأكثر إثارةً للقلق؛ لأن الجلد المغطّى يُصبح متهيجًا ومتآكلًا، مسببًا الألم الشديد والحكة في فتحة الشرج، بالإضافة إلى تكوّن كتلة مزعجة حول فتحة الشرج تُسبب إزعاجًا شديدًا للمصاب، وصعوبةً في التحرّك والجلوس، وعادةً ما تتم معالجة حالات البواسير بالعلاجات المنزلية أولًا، لكن في حال فشلها يُلجَأ للإجراءات الجراحية عن طريق العديد من العمليات المختلفة.[١]،[٢]


عملية البواسير للنساء

عمليات البواسير للنساء لا تختلف عن عمليات البواسير للرجال، فكلاهما يمكنه الخضوع للإجراءات ذاتها، مع وجود بعض الاعتبارات الخاصة للنساء الحوامل،[٣] وجراحات البواسير هي إجراء طبي يتمّ من خلاله استئصال البواسير وإزالتها، ويوجد العديد من الخيارات العلاجية لهذه العمليات، التي تختلف حسب الحالة ودرجة تقدّمها، والصحة العامّة للمصابة، وغيرها من العوامل، وقد يُجرى بعض هذه العمليات تحت تأثير التخدير، أو دون تخدير، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[٤]،[٥]


عمليات البواسير الجراحية دون تخدير

يمكن إجراء مجموعة من العمليات لمعالجة البواسير في مكتب الطبيب أو العيادات الخارجية دون تخدير، من ضمنها ما يأتي:[٤]

  • الربط بالشريط المطاطي: هو إجراء مكتبي يُستخدم لعلاج البواسير الداخلية، يتمّ بربط شريط مطاطي ضيق حول قاعدة البواسير لقطع التروية الدموية عنها، وعادةً ما يتم إجراؤه في جلستين تفصل بينهما مدّة شهرين تقريبًا، ولا تُسبِّ هذه الألم عادةً، وإنما قد يتسبّب ببعض الضغط أو الانزعاج، وتجدر الإشارة إلى عدم استخدام هذه الطريقة للنساء اللاتي يتناولن الأدوية المميعة للدم؛ وذلك بسبب ارتفاع مخاطر حدوث مضاعفات النزيف.
  • التصليب: ينطوي هذا الإجراء على حقن مادة كيميائية في البواسير تتسبب بتقلّصها ، وتوقف النزيف في حال حدوثه، وعادةً ما يتسّبب هذه الإجراء بألم بسيط، ويُعدّ العلاج بالتصليب من أفضل العلاجات لمعالجة البواسير الداخلية الصغيرة، بالإضافة إلى أنَّه لخيار الأفضل في حال كان المُصاب يتناول الأدوية المميعة للدم.
  • التخثير الضوئي: يستخدم هذا العلاج ضوء الأشعة تحت الحمراء، أو الليزر، أو الحرارة، أو البرودة الشديدة لجعل البواسير تتراجع وتتقلص، وعادةً ما يتم تنفيذه مع التنظير الداخلي لمنطقة الشرج والمستقيم.
  • ربط الشريان الباسوري: يستخدم هذا العلاج الموجات فوق الصوتية لإغلاق الأوعية الدموية المتضخمة التي تُسبّب البواسير، ويُعدّ أكثر فعاليةً من التطويق بالشريط المطاطي، لكنّه أكثر كلفةً، وينتج عنه ألم طويل الأمد.


عمليات البواسير الجراحية تحت التخدير

يمكن أن تتم العملية الجراحية لعلاج البواسير باستخدام التخدير الموضعي أو التخدير النصفي أو العام، ومن ضمن العمليات التي تحتاج إلى تخدير ما يأتي:[٤]،[٥]

  • الاستئصال الجراحي: يتضمّن استئصال الباسور الخارجية الكبيرة أو البواسير الداخلية التي تتسبّب بحدوث بعض المشكلات التي لا يُمكن حلّها إلّا عن طريق العمليات الجراحية، ويتمّ هذا الإجراء تحت التخدير، ويمكن استخدام التخدير العام، أو التخدير النصفي، الذي يتضمن تخدير الجسم من منطقة الخصر إلى الأسفل، أو التخدير الموضعي، الذي يُخدّر فتحة الشرج والمستقيم فقط، ويتمّ استئصال البواسير وإزالتها جراحيًا، ويُمكن للمصابة العودة إلى المنزل في نفس اليوم، بعد التأكد من صحتها، واستقرار جميع العمليات الحيوية.
  • التدبيس الجراحي: يتطلّب هذا الإجراء تخديرًا عامًا أو نصفيًا أو موضعيًا، يتضمّن تثبيت البواسير الداخلية المندفعة عبر فتحة الشرج في مكانها داخل المستقيم، وقطع وصول إمدادات الدم إليها، حيث تتقلّص الأنسجة ويصغر حجمها.


إجراءات ما قبل عملية البواسير

قبل إجراء العمليات الجراحية يجب اتباع عدة خطوات، منها:[٦]

  • في اليوم الذي يسبق العملية الجراحية يُفرّغ الجهاز الهضمي من البراز عن طريق تناول محلول يساعد في حركة الأمعاء، أو حقنة في فتحة الشرج.
  • يقوم الطبيب بمناقشة المخاطر التي يمكن أن تحدث أثناء العملية الجراحية أو بعدها، وصحة الشخص ونوع التخدير الذي سوف يُستخدَم خلال العملية الجراحية.
  • إذا كان الشخص يتناول مسكنات للألم كالأيبوبروفين والأسبرين أو الأدوية مميعة للدم، والتي من الممكن أن تسبب نزيفًا أثناء العملية الجراحية فيطلب الطبيب توقيف هذه الأدوية.


إجراءات ما بعد عملية البواسير

عادةً ما تستغرق عملية الشفاء من علاج أو جراحة البواسير من أسبوع إلى ستة أسابيع، وهذا يعتمد على نوع العلاج وشدّة الحالة، وعدد البواسير الذي تمت إزالته، وتستطيع المريضة العودة إلى الأنشطة اليومية غير المُتعبة بعد أسبوع من العلاج، واستئناف جميع الأنشطة الطبيعية خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

عادةً ما يكون هناك ألم شديد وانزعاج بعد إجراء العمليات الجراحية المعالِجة للبواسير، ويزداد هذا الألم في حال أصبح البراز صلبًا أو أصيبت المريضة بالإمساك، لذا يُنصح باتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، وشرب كميات كافية من الماء يوميًا؛ وذلك لضمان بقاء البراز لينًا، ويُمكن استخدام الأدوية المُلّينة والمُسّهلة لحركة الأمعاء؛ وذلك تجنبًا للضغط الذي يتسبب بألمٍ شديد مكان العملية، إضافةً إلى ضرورة إنقاص الوزن، والانتظام بممارسة التمارين الرياضية، واتباع نمط حياة صحي وغير مُجهد بعد التعافي من الجراحة.[٥]،[٧]


مخاطر عملية البواسير

قد تُعاني بعض النساء من بعض المضاعفات بعد إجراء العمليات الجراحية لمعالجة البواسير، من ضمنها ما يأتي:[٧]

  • سلس البراز.
  • الحكة الشديدة.
  • النزيف خلال أو بعد العملية.
  • ألم أثناء التبرز.
  • العدوى والالتهاب.


العلاجات المنزلية للبواسير

يمكن تخفيف الألم والتورّم والتهاب البواسير الخفيف بالعلاجات المنزلية البسيطة، وفي كثيرٍ من الأحيان تكون هذه العلاجات فعّالةً في معالجة الحالات البسيطة، ومن ضمن هذه العلاجات ما يأتي:[٥][٢]

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفاكهة، والخضروات، والحبوب الكاملة.
  • تجنّب الضغط والإجهاد.
  • استخدام العلاجات الموضعية التي تُصرف دون وصفة طبية.
  • الاستحمام بالماء الدافئ، أو الاستلقاء في حوض يحتوي على الماء الدافئ، ويمكن استخدام حوض المقعدة لذلك.
  • المحافظة على نظافة منطقة الشرج، والاغتسال يوميًا، وتنظيف المنطقة بلطف بالماء الدافئ فقط.
  • تجنّب استخدام المناديل المبللة العطرية أو التي تحتوي على كحول.
  • تطبيق الكمادات الباردة أو أكياس الثلج على فتحة الشرج لتخفيف التورّم.
  • تناول مسكنات الألم، لتخفيف الألم، وتوفير الراحة للمصابة.


أسباب تكوّن البواسير

تتكوّن البواسير نتيجةً لزيادة الضغط على الأوردة في المستقيم والشرج، ويوجد العديد من الحالات التي تزيد من الضغط على هذه الأوردة وتُساهم في تكوّن البواسير، من ضمنها:[٨][٩]

  • العوامل الوراثية، إذ قد يرث بعض الأشخاص الاستعداد الوراثي للإصابة بالبواسير.
  • الحمل؛ نتيجةً لتوسّع الرحم خلال فترة الحمل، مما يتسبّب بزيادة الضغط على الأوردة.
  • العمر، فالبواسير قد تحدث في أي عمر، إلّا أنّها أكثر شيوعًا بين البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين 45-65 سنةً.
  • حالات الإسهال المزمنة، أو الإمساك المزمن.
  • الجلوس لفترة طويلة جدًا، والبقاء لفترات طويلة في المرحاض.
  • نمط الحياة الكسول، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • اتباع نظام غذائي منخفض الألياف.
  • رفع الأحمال الثقيلة بصورة متكرر.
  • زيادة الوزن، والسمنة.
  • سرطان القولون.
  • أمراض الكبد، ومرض التهاب الأمعاء.
  • إصابة الحبل الشوكي.


نصائح للوقاية من الإصابة بالبواسير

يُمكن تقليل خطر الإصابة بالبواسير باتباع مجموعة من التدابير المنزلية السهلة، من ضمنها ما يأتي:[٩][١٠]

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة.
  • تجنب الإجهاد الزائد عند استخدام المرحاض.
  • الذهاب إلى المرحاض عند الحاجة؛ وذلك لتجنّب تحوّل البراز إلى براز صلب وجاف في الأمعاء.
  • النشاط البدني، وممارسة التمارين الرياضية.
  • الحفاظ على وزن صحي للجسم، وضرورة فقدان الوزن في حالات السمنة والوزن الزائد.
  • مراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة أيٍ من أعراض البواسير.
  • عدم البقاء لمدة طويلة في المرحاض، وعدم أخذ كتاب أو مجلة أو الهاتف إلى الحمام.


المراجع

  1. "Hemorrhoids and what to do about them", harvard, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  2. ^ أ ب April Kahn,Tim Jewell (2016-10-7)، "Hemorrhoids"، healthline, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  3. Natalie Silver (4-4-2019), "Pregnancy Hemorrhoids: What You Need to Know"، healthline, Retrieved 4-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Debra Stang (2017-8-24), "Hemorrhoid Surgery"، healthline, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Hemorrhoids", mayoclinic, Retrieved 20 19-12-8. Edited.
  6. Richard N. Fogoros (10-8-2018), "What You Need To Know About Hemorrhoidectomy Surgery"، www.verywellhealth.com, Retrieved 15-11-2018. Edited.
  7. ^ أ ب Jennifer Whitlock (2019-11-10), "Recovering After Hemorrhoid Surgery Treatment "، verywellhealth, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  8. Benjamin Wedro, "Hemorrhoids"، emedicinehealth, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  9. ^ أ ب Adam Felman (2017-11-23), "What to know about hemorrhoids"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  10. "5 Simple Ways You Can Prevent Hemorrhoids", clevelandclinic,2018-8-27، Retrieved 2019-12-8. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×