عملية التلقيح الصناعي

كتابة:

عملية التلقيح الاصطناعي

تُعرف عملية التلقيح الاصطناعي أو أطفال الأنابيب بأنها إحدى وسائل المساعدة على الإنجاب، التي يُجرى فيها تلقيح أو تخصيب بويضات المرأة بالحيوانات المنوية من الرجل داخل المختبر وخارج جسم المرأة، وبعد عدة أيام من الإخصاب تُنقل البويضة المخصبة إلى الرّحم.[١]

تعتمد فرص نجاح عملية التلقيح الاصطناعي وإنجاب طفل سليم على العديد من العوامل، مثل: عمر المرأة، وأسباب عدم الإنجاب طبيعيًا، وتستغرق الدّورة الواحدة لعلمية التّلقيح الصناعي قُرابة ثلاثة أسابيع، وقد تمتد مدتها إذ ما تمّت تجزئة المراحل.[١]


حالات إجراء التلقيح الاصطناعي

يمكن استخدام التلقيح الاصطناعي لعلاج الحالات الآتية:[٢]

  • انسداد قناتي فالوب أو حدوث ضرر فيها: إذ قد تصيب هذه المشكلات قنوات فالوب، وتمنع البويضات التي ينتجها المبيضان من الوصول إلى الرحم، فتُجرى عملية التلقيح الاصطناعي بأخذ البويضات من المبيض وزرعها مباشرةً في الرحم.
  • العقم: يتضمّن تشوّه شكل الحيوانات المنوية، وانخفاض عددها أو وجود مشكلات في حركتها، وكذلك لحالات العقم غير المبرر وغير واضح الأسباب عند كلا الجنسين.
  • اضطرابات عملية الإباضة: تتعلق اضطرابات الإباضة بفشل المبيض المبكر، والألياف الرحمية.
  • العمليات الجراحية: تخضع النساء اللواتي تعرّضن لعملية ربط قنوات فالوب أو إزالتها للتلقيح الاصطناعي.
  • المشكلات الوراثية في العائلة: عند وجود اضرابات وراثية في العائلة قد يلجأ الزوجان إلى عملية التلقيح الاصطناعي؛ إذ تُفحص الأجنة قبل نقلها إلى رحم الزوجة، مع التأكّد من خلوها من أي اضطرابات جينية أو وراثية.


فحوصات التلقيح الاصطناعي

قبل البدء بعملية التلقيح الاصطناعي قد يحتاج الزوجان إلى الخضوع لعدة فحوصات مختلفة، تتضمّن ما يأتي:[١][٣]

  • اختبار احتياطي المبيض؛ للمساعدة على تحديد عدد البويضات ونوعيّتها.
  • فحوصات الدم للمرأة؛ لمعرفة تركيز هرمون تحفيز الجريبات.
  • فحص الموجات فوق الصوتية للمِبيضين، الذي يساهم في الكشف عن استجابة المِبيضين لأدوية الخصوبة.
  • فحص الموجات الصوتية للرحم والبطانة الداخلية له.
  • تحليل السائل المنوي للرجل.
  • فحص للكشف عن الأمراض المعدية للزوجين.
  • فحص لمعرفة عمق تجويف الرحم والطريقة المناسبة لإعادة الأجنة إلى الرحم بنجاح، بتجربة نقل أجنّة وهمية.
  • تنظير الرحم عبر المِهبل وعنق الرحم.


دورة عملية التلقيح الاصطناعي

تتضمن دورة عملية التلقيج الاصطناعي 5 خطوات رئيسة، هي:[١][٣][٤]


تحفيز الإباضة

ترتكز عملية تحفيز المبيض على إنتاج عدة بويضات بدلًا من بويضة واحدة شهريًا من خلال العلاج بعدد من الأدوية المكوّنة من الهرمونات الصناعية، ومن هذه الأدوية ما يأتي:

  • أدوية تحفيز المِبيض، بالحقن بهرمون FSH أو هرمون LH أو كليهما معًا.
  • أدوية إنضاج البويضات، بأخذ الهرمون الموجه للغدد المشيمائية البشرية HCG.
  • أدوية منع الإباضة المُبكرة، إذ تمنع هذه الأدوية جسم المرأة من إطلاق البويضات في وقت مبكر.
  • أدوية إعداد بطانة الرحم بتناول مُكملات هرمون البروجسترون؛ لجعل بطانة الرحم أكثر تقبُّلاً للزرع.

قد تحتاج المرأة من أسبوع إلى أسبوعين بعد عملية تحفيز المبيض لتكون البويضات قد نضجت وأصبحت جاهزةً للاسترجاع، ولتحديد موعد تجميع البويضات فقد يُجري الطبيب بعض الفحوصات، التي تتضمن ما يأتي:

  • فحص الموجات فوق الصوتية عبر المهبل؛ لمُراقبة تطوُّر الجريبات ونمو البويضات.
  • اختبارات الدم لمعرفة مدى الاستجابة لأدوية التحفيز؛ إذ ترفع الأدوية مستويات هرمون الإستروجين مع نمو الجريبات، وتنحفض مستويات البروجسترون.


استرجاع أو استخراج البويضات

يُجرى خلاله إدخال عصا أو مسبار الموجات فوق الصوتية عبر المهبل وتوجية الإبرة إلى المبيض والجريب الذي يحتوي على البويضات، وشفطها مع السوائل المحيطة، وفي هذه العملية قد تُخدر المرأة أو تُعطى أدويةً مسكّنةً للألم.[١]


استعادة أو استخراج الحيوانات المنوية

ذلك بتقديم الزوج عيّنةً من السائل المنوي الطبيعي بالاستمناء، أو بطرق أخرى، مثل: استخراج الحيوانات المنوية من الخصية، واستخدام الإبر أو الإجراء الجراحي لسحب الحيوانات المنوية وجمعها.[١]


الإخصاب أو التلقيح

قد يُجرى باستخدام طريقتين، هما:

  • التلقيح التقليدي، بخلط البويضات مع الحيوانات المنوية في الطبق المخبري وتحضينها طوال الليل.
  • حقْن الحيوانات المنوية داخل البويضة، بحقن حيوان منوي سليم مباشرةً في كل بويضة ناضجة، وتستخدم هذه الطريقة في حالات وجود مشكلات في الحيوانات المنوية من حيث العدد أو النوعية.


نقل الأجنة

عندما يكون عدد الأجنة كبيرًا وكافيًا يمكن البدء بعملية نقلها إلى الرحم وزرعها، ويحدث ذلك تقريبًا بعد 3-5 أيام من الإخصاب، وتُجرى هذه المرحلة بإدخال أنبوب قسطرة في المهبل وعبر عنق الرحم وصولًا إلى الرحم حيث تُطلق الأجنة، ويعدّ الإجراء عادةً غير مؤلم، لكن قد تشعر المرأة بتقلُّصات خفيفة، لذلك قد تُخدّر بمخدر خفيف.[٤]

بعد نقل الجنين قد تتعرض المرأة لبعض الآثار الجانبية، التي تتضمن ما يأتي:[٤]

  • نزول كمية صغيرة من السوائل الصافية أو الدموية؛‎ وذلك بسبب عمل مسحة لعُنق الرحم قبل نقل الجنين.
  • زيادة الاحساس بألم الثدي؛ بسبب ارتفاع مُستويات هرمون الإستروجين.
  • الشعور بالانتفاخ.
  • التشنجات الخفيفة.
  • الإمساك.

يحدث الحمل عند انزراع الجنين في جدار الرحم، وهذا يستغرق 6-10 أيام، ويمكن الكشف عن الحمل بفحص الدم.


مضاعفات التلقيح الاصطناعي

تتضمن مخاطر الإخصاب في المُختبر ما يأتي:[٣][١]

  • ولادة التوائم، إذ ترتبط ارتباطًا مباشرًا بعملية نقل الأجنة المتعددة، وولادة التوائم تؤدي إلى زيادة خطر فقدان الحمل، وزيادة مضاعفات الولادة.
  • الولادة المبكرة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • زيادة نشاط المبيض أو الإصابة بمتلازمة فرط المبيض، خاصّةً إذا استخدم هرمون المشيمائية البشري لتحفيز عملية التبويض.
  • زيادة مخاطر الإجهاض التلقائي، خاصّةً مع زيادة عمر المرأة.
  • قد تتعرض المرأة للنزيف، وتلف في الأمعاء، وتلف المثانة، أو الإصابة بالعدوى أثناء عملية تجميع البويضات وسحبها.
  • زيادة فرص الحمل خارج الرحم.
  • الضغط النفسي؛ إذ إنّ عملية التلقيح الاصطناعي تعدّ مكلفةً ماليًا ومتعبةً على الصعيدين الجسدي والعاطفي.
  • مرض السرطان؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى احتمال وجود صلة بين استخدام بعض الأدوية لتحفيز نمو البُوَيضة والإصابة بسرطان المبيض، والثدي، وبطانة الرّحم أو عنق الرحم.
  • التشوّهات الخَلقية، بغض النظر عن طريقة الحمل، فإنّ عمر المرأة يُعد عامل خطر للإصابة بالتشوّهات الخَلقيّة.[٥]
  • اضطرابات النوم.[٦]
  • قد تحدث لدى بعض النساء ردود فعل على الأدوية التي تُعطى أثناء العلاج، مثل:[٦]
    • الاستفراغ والغثيان.
    • صعوبة في التنفس.
    • التهيّج.
    • الهبّات الساخنة.
    • تضخّم المبيض.
    • الألم في البطن.
    • الكدمات التي تنتج من الحقن اليومية المتكرّرة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "In vitro fertilization (IVF)", mayoclinic, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  2. "In Vitro Fertilization: IVF", americanpregnancy, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "In Vitro Fertilization (IVF)", healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "In vitro fertilization (IVF)", medlineplus, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  5. Davies MJ, " Maternal factors and the risk of birth defects after IVF and ICSI"، mayoclinic, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "IVF: What does it involve?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17/8/2019. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×