محتويات
عملية الطهارة للبنات
تعدّ عملية الطهارة للبنات أو كما تُسمى ختان الأعضاء التناسلية، عملية يُجرى فيها قطع أو إزالة أو خياطة أو غلق الجهاز التناسلي الخاص بالأنثى دون أيّ دواعي طبية، وهي عادة متوارثة منذ القدم تُجرى في العديد من دول العالم، وتُعدّ جزء من ثقافة بعض الشعوب، وتنتشر أكثر في دول شمال ووسط أفريقيا، وبعض دول الشرق الأوسط ودول آسيا، وقد خضعت لها أكثر من 140 مليون امرأةٍ على مستوى العالم، وهو إجراءٌ ليس له أيّ فائدة طبية، وعلى العكس له العديد من الأضرار، والآثار الجانبية طويلة الأجل على صحّة الأنثى التي قد تصل إلى حدّ الوفاة في بعض الحالات، لذا صدرت قوانين في العديد من الدول لتجريم هذه العملية، والعديد من منظمات حقوق الإنسان؛ إذ لا تناسب هذه العملية صحة المرأة، وتعدّ تشويهًا وتعديًا على حقوقها واستغلالًا للطفولة.[١][٢]
أسباب إجراء عملية الطهارة للبنات
لا يوجد أيّ سببٍ طبي لإجراء هذه العملية؛ إلّا أنّه يوجد العديد من الأسباب التي يتخذها البعض دافعًا لإجرائها، وهي أسباب ترتبط بمعتقدات اجتماعية أو ثقافية أو دينية مثل:[٣]
- تُجرَى هذه العملية للحفاظ على عذرية الأنثى، بالحدّ من رغبتها الجنسية وتضييق فتحة المهبل الخاصة بها.
- بعض الطوائف تقوم بإجراء عملية الطهارة للإناث علامة على البلوغ وانتقالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة أو الشباب، أو إشارةَ على بدء الحياة الجنسية لديها.
- الاعتقاد الخاطئ أن هذه العادة توصي بها الأديان، إلّا أنّه لا وجود لأي دين سماوي، يُوصي بإجرائها، وحاليًا يواجه ويحارب العديد من علماء الدين هذه العادة السيئة.
مضاعفات عملية الطهارة للبنات
الختان؛ هو من العمليات التي قد تُسبب مخاطر على حياة الأنثى سواء على المدى القريب أو البعيد،؛ إذ تتضمن استئصال وتدمير أنسجة سليمة وصحية، ممّا يعيق الوظائف الطبيعية لجسم الأنثى، ويعتمد الخطر الذي تتعرض له الأنثى على عدة عوامل هي:[١]
- مدى نظافة وتعقيم المكان الذي تُجرى فيه العملية، ففي معظم الدول يعدّ الختان غير قانونيًا، لذا يُجرى في سريّة تامة، وفي أماكن غير معقمة مثل؛ الأرض أو طاولة أو سرير غير نظيف خارج المستشفى.
- مدى خبرة الشخص الذي يقوم بالختان، فغالبًا يقوم بها ممارسين شعبيين ليس لهم أيّ خبرة طبية، إلّا في بعض الدول التي تسمح للأطباء بالقيام بهذه العملية داخل المؤسسات الصحية المعقمة، بسبب ثغرة في قانون هذه الدول.
- نوع الأدوات المستخدمة التي غالبًا تكون شفرة أو سكين أو مقص أو قطعة زجاج، والتي لا تعقم بين كل عملية والثانية. وعند الحاجة إلى القيام ببعض القطب تكون الأداة والخيط المستخدم في الخياطة غير معقم.
- الصحة العامة للفتاة التي خُتنت.
المخاطر الصحية قريبة الأجل
- الآلام الحادة بسبب عدم تناول دواء مسكن أو مخدر قبل وبعد العملية.
- النزيف الخطير.
- عدوى تصيب الجرح، ممّا يُسبب ارتفاع حرارة جسم الفتاة، وإصابتها بتعفن الدم، والوفاة في بعض الحالات، إن لم تعالج العدوى.
- الصدمة والرضوض الجسدية والنفسية، بسبب إجبار الفتاة على العملية وتقييدها بشدة خلالها.
- تورم الأعضاء التناسلية.
- صعوبة التبول بسبب الشعور بألم أو حرقان.
- الإصابة بالتيتانوس أو الكزاز والأمراض المعدية الأخرى مثل؛ الإيدز بسبب عدم نظافة الأدوات المستخدمة.
المخاطر بعيدة الأجل
هي مخاطر تصيب الصحة الجسمانية، والنفسية، والجنسية، للفتاة التي خضعت للطهارة، ومنها ما يأتي:[١]
- تكون خرّاج بالأعضاء التناسلية، الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ب والتهاب مجرى البول والتهاب المهبل البكتيري والإيدز.
- سهولة تعرض أنسجة المهبل للتمزق عند ممارسة الجماع، ممّا يزيد خطر الإصابة بالأمراض الجنسية المختلفة.
- مشكلات بالعلاقة الجنسية، بسبب تكوّن أنسجة ندبية بالأعضاء التناسلية، تُسبب الشعور بألم خلال العلاقة، وتفقد الأنسجة ليونتها، ممّا يصعب تمددها خلال العلاقة أو أثناء الولادة الطبيعية.
- فقدان الرغبة في الجماع وجفاف المهبل.
- الاكتئاب والقلق بسبب عدم استيعاب الفتاة لما يجرى لها وسببه، والإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح بعد العملية.
- آلام الدورة الشهرية الشّديدة وطول مدتها، بسبب تضيّق المنطقة بعد الختان، ممّا لا يسمح بمرور الدم جيدًا، ممّا يعرّض البنت للعدوى أكثر.
- بطء وتقييد تدفق البول، ممّا يسبب تكون كريستالات وحصوات داخل مجرى البول والمثانة.
- الناسور، هو ظهور فتحة بين الإحليل والمهبل، ممّا يُسبب تسرب البول إلى داخل المهبل والإصابة بالسلس البولي وظهور روائح كريهة للمهبل، ممّا يجعل البنت منبوذة اجتماعيًا.
- الحاجة إلى إجراء جراحة لاحقًا، لفتح المهبل لكي تستطيع الفتاة ممارسة الجماع والولادة لاحقًا، وقد تخضع الفتاة لعدة جراحات فتح وغلق للمهبل.[٤]
المخاطر التي تؤثر على الحمل والولادة
عادةً لا تسبب الطهارة وقوع أي مخاطر خلال فترة الحمل، لكنها تعرّضها للمخاطر التالية أثناء الولادة الطبيعية:[١]
- طول مدة الولادة واستمرار المخاض لفترةٍ أطول.
- الإصابة بنزيفٍ شديد وحاد خلال الولادة.
- الاضطرار إلى إجراء بضع الفرج، وهي فتحة يُجريها الطبيب في منطقة العجان بين فتحة المهبل وفتحة الشرج، لتسهيل خروج الجنين، كما تكون هذه الفتيات أكثر عرضةً لتمزّق أنسجة العجان خلال الولادة.
- الاضطرار إلى اللجوء للولادة القيصرية عندما يكون الطبيب غير معتاد على تكوين المهبل بعد الطهارة؛ إذ يجب فتح المهبل حتى يستطيع الطبيب توليد الجنين.
- تعرّض الجنين أيضًا لبعض المخاطر مثل؛ انخفاض الوزن عند الولادة، مشكلات بالتنفس، موت الجنين قبل الولادة أو مبكرًا بعد الولادة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Nicole Warren,Cailin Crockett,Wanda K. Jones (2019-4-1), "Female genital mutilation or cutting"، www.womenshealth.gov, Retrieved 2019-12-12. Edited.
- ↑ Jewel Llamas (2017-4), "Female Circumcision: "، med.virginia.edu, Retrieved 2019-12-12. Edited.
- ↑ Alex Novakovic (2017-5-15), "What is female genital mutilation?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-12. Edited.
- ↑ "Female genital mutilation", www.who.int,2018-1-31، Retrieved 2019-12-12. Edited.