عملية الفتاق

كتابة:
عملية الفتاق

الفتاق

يُعدّ الفتق أو الفتاق (Hernia) مشكلةً مرضيّةً شائعةً بكثرة، مُسبِّبةً ظهور تورُّم وانتفاخات في منطقة الفخذ أو البطن، ويحدث نتيجة وجود ضعف أو ثقب في الصفاق، الذي يُعرَف بأنَّه الجدار العضلي للبطن يساهم في إبقاء أعضائه في مكانها، ويسمح هذا الضعف في الصفاق للأعضاء والأنسجة بالبروز عبره، مُسبِّبًا انتفاخًا موضعيًا في البطن أو الفخذ، ويختفي الورم بمجرد أن يستلقي الشخص، وأحيانًا يتمكّن الطبيب من دفعه إلى الداخل مرةً أخرى، كما أنّ السعال يساهم في إعادة ظهوره.

لا يشكل الفتق ضررًا ولا يسبب الألم في معظم الحالات، لكن وجود بعض الأعراض يستدعي مراجعة الطبيب على الفور، وذلك عند إحساس المُصاب بألم شديد في البطن، والغثيان، والتقيؤ، وعدم القدرة على إعادة الانتفاخ إلى مكانه في البطن عند الضغط عليه، الأمر الذي يُشير إلى انسداد جزء من الأمعاء أو اختناقها، مما يعني الحاجة الفورية إلى العمليات الجراحية، ويزداد شيوع جراحة الفتق الإربي في مرحلة الطفولة وعند كبار السن، بينما تشيع جراحة الفتق الفخذي مع التقدم بالعمر.[١]


أنواع عملية الفتاق

يقرر الجراح إجراء العملية الجراحية لتصحيح الفتاق إذا كان حجمه يتزايد، أو إذا سبب الألم، ويُصلَح إمّا عن طريق الجراحة المفتوحة، أو جراحة المنظار، ويستخدم الجرّاح في جراحة المنظار كاميرا رقمية صغيرة ومعدات جراحة مصغّرة لإصلاح الفتق، ذلك عن طريق عمل شق صغير للغاية في البطن، إذ تُعدّ هذه الجراحة أقلّ ضررًا للنسيج المحيط، أما في الجراحة المفتوحة يعمل الجرّاح شقًا قريبًا من موقع الفتق، ثم يدفع الأنسجة المنتفخة إلى البطن، ثم يخيط المنطقة، وقد يعزّزها بشبكة جراحية في بعض الحالات لدعم الأنسجة في أماكنها، وفي النهاية يُغلَق الجرح بالخياطة، ولا تناسب حالات الفتق جميعها الجراحة بالمنظار؛ فإذا كان الفتق يحتاج إلى فتح البطن يناقش الجرّاح الشخص المصاب لتحديد نوع الجراحة الأفضل لحالته.[٢]

كما يمكن تقسيم عملية الفتاق بطريقة أخرى إلى نوعين، هما: رَفوُ الفتق بإصلاح الأنسجة، ورأب الفتق باستخدام الشبكة، وفي ما يأتي توضيح لهما بشيء من التفصيل:[٣]:

  • رَفوُ الفتق بإصلاح الأنسجة: يُشار إليها أيضًا باسم ترقيع الفتاق (Herniorrhaphy)، ويُعدّ هذا أقدم إجراء لإصلاح الفتق، ويقوم فيه الطبيب بعمل شقّ طويل فوق مكان الفتق مباشرةً باستخدام أدوات الجراحة بهدف الوصول إليه، وبعدها يعيد الأنسجة أو الأعضاء المنفتقة للخارج إلى مكانها الأصلي ويزيل كيس الفتق، ثم يغلق الشق في العضلات الذي انبثقت منها الأنسجة بخياطته بعدة قطب بعد التأكد من تعقيم الجرح جيدًا.
  • رأب الفتق باستخدام الشبكة (Hernioplasty): لا تستخدم القُطَب في هذا الإجراء لإغلاق الفتحة في العضلات، بل يغطّيها الطبيب بشبكة معقمة مصنوعة من البلاستيك المرن كالبولي بروبلين، أو مصنوعة من أنسجة الحيوانات، ويعمل الطبيب شقًّا مناسبًا للشبكة، ثم يصلها بالأنسجة السليمة المحيطة بالفتق؛ إذ تساعد الشبكة على تقوية الأنسجة ودعمها ومنع بروزها من مكانها من جديد.


نصائح للتعافي بعد عملية الفتاق

يعاني المصاب بعد الجراحة من الألم حول مكان الجراحة، ويصف الطبيب دواءً للمساعدة على تخفيفه أثناء مرحلة التعافي، كما يعطي مجموعةً من التعليمات للمصاب، ولا بُدّ من اتباعها بعناية، تتضمن العناية بالجرح، ويجب مراجعة الطبيب على الفور إذا لاحظ الشخص أيّ علامة للعدوى، كارتفاع درجة الحرارة، أو الاحمرار، أو خروج سائل من الجرح، أو المعاناة من ألم يزداد شدّةً، وفي الحقيقة غالبًا ما تتطلب الجراحة المفتوحة مدةً للتعافي أطول من الجراحة التنظيرية، ويحدد الجرّاح وقت العودة إلى الروتين الطبيعي.[٢]

في الحقيقة تعد عملية الفتق سهلةً وبسيطةً، إذ يستطيع معظم المصابين مغادرة السرير بعد ساعة تقريبًا من الجراحة، ويمكن لمعظمهم أيضًا العودة إلى المنزل في اليوم نفسه، لكن التعافي بصورة كاملة قد يستغرق عدة أسابيع، وفي حالات قليلة يستلزم البقاء في المستشفى مدةً أطول قليلًا؛ إذ قد يواجه بعض الرجال مشكلات في التبول بعد جراحة الفتق، مما يتطلب وضع قسطرة، وهي أنبوب مرن رفيع يوضع في المثانة لتصريف البول، وتجنّبًا للمضاعفات بعد العملية يفضّل اتّباع بعض النصائح حول مدى النشاط المسموح به أثناء التعافي، ومنها ما يأتي:[٤]

  • القيام بالأنشطة الخفيفة بعد وقت قصير من الذهاب إلى المنزل، مع تجنب الأنشطة الشاقّة ورفع ما هو ثقيل لبضعة أسابيع.
  • تجنّب الأنشطة التي يمكن أن تزيد الضغط في الفخذ والبطن، والتحرك ببطء من وضع الاستلقاء إلى وضع الجلوس.
  • تجنّب العطس أو السعال بقوة.
  • شرب الكثير من السوائل وتناول الكثير من الألياف لمنع الإمساك.
  • اتّباع تعليمات العناية الذاتية الأخرى للمساعدة على سرعة الشفاء.


مضاعفات عملية الفتاق

كما هو الحال مع جميع العمليات الجراحية توجد بعض الآثار الجانبية المرتبطة بعمليات إصلاح الفتق؛ إذ من المحتمل أن يتورّم الجرح أو يحمرّ بصورة ملحوظة، كما أنّه عادةً ما يكون مؤلمًا، خاصةً عند اللمس، وقد تساعد العلاجات التي لا تستلزم وصفةً طبيةً أو الأدوية المضادة للالتهابات على الحدّ من الالتهاب والأعراض المرتبطة به، ويمكن أيضًا تقليل الالتهاب فورًا عن طريق وضع الثلج على المنطقة لمدة 10 دقائق مرةً كلّ ساعة، وقد يتفاقم الوضع أحيانًا مسببًا مضاعفات ومخاطر مرتبطةً بعمليات إصلاح الفتق، منها ما يأتي:[٣]

  • العدوى.
  • تلف العضو أو الأنسجة.
  • تكرار الفتق أو عودته.
  • حدوث تورّم مصلي؛ أي ظهور كيس مليء بالسائل تحت سطح الجلد.
  • تلف في العصب، أو الألم العصبي المسبب للوخز أو الخدر.
  • المعاناة من الإمساك أو بطء حركة الأمعاء.
  • عدم القدرة على التبول أو صعوبته.
  • سلس البول أو تسربه.
  • حدوث نزيف في الجرح، أو نزيف داخلي، أو ورم دموي، أو تجمع دم في الجرح.
  • حدوث تندبات أو التصاقات واسعة النطاق.
  • الإصابة بالفتق الجراحي، وهو الفتق الذي تبرز فيه الأنسجة عبر الشق الجراحي ذاته.
  • الإصابو بالناسور، وهو فتحة غير طبيعية بين عضوين.
  • الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
  • الجلطة الدموية.
  • الالتهاب الرئوي، أو عدوى الرئة، أو صعوبات في التنفس.
  • فشل الكلى أو حدوث مضاعفات فيها.
  • الألم مكان الشبكة.


ما هي أنواع الفتاق

تُقسّم أنواع الفتاق اعتمادًا على مكانه كما يأتي:[٥]

  • الفتق في قاع الحوض: يتضمن ما يأتي:
    • الفتق الإربي، هو أكثر أنواع الفتق البطني شيوعًا، وتُعدّ القناة الإربية فتحةً تسمح للحبل المنوي والخصية بالنزول من البطن إلى كيس الصفن مع تطور الجنين ونضوجه، وبعد نزول الخصية يُفترض أن تُغلَق الفتحة بإحكام، لكن في بعض الأحيان تُصاب العضلات المرتبطة بالحوض بالضعف، وإذا زاد الضغط في وقت لاحق من العمر على تلك المنطقة فإنّ الأنسجة الضعيفة تسمح لجزء من الأمعاء الدقيقة بالانزلاق خلال تلك الفتحة، مما يسبب الألم والانتفاخ.
    • الفتق الفخذي، يحدث عن طريق الفتحة في أرضية البطن، إذ تسمح هذه الفتحة في الأحوال الطبيعية بمرور الشريان والوريد الفخذي من البطن إلى الساق العليا، ويزداد شيوعًا عند النساء.
    • الفتق السّداديّ، هو الأقل شيوعًا في منطقة قاع الحوض، ويحدث غالبًا عند النساء اللاتي تعرّضن لحمل متعدد، أو اللاتي فقدن وزنًا كبيرًا، ويحدث من خلال القناة السدادية الواصلة ما بين التجويف البطني والساق، وتحتوي على شريان، ووريد، والعصب السدادي.
  • الفتق في جدار البطن الأمامي: يتكوّن جدار البطن من مجموعتين من العضلات على كل جانب من الجسم تعكس بعضها بعضًا، وتتضمن العضلة المستقيمة البطنية، والعضلة المائلة الداخلية، والعضلة المائلة الخارجية، والعضلة المستعرضة، وتتضمن أنواع هذا الفتاق ما يأتي:
    • الفتق الشرسوفي (Epigastric hernias)، يحدث عند الرضع نتيجة ضعف في خط وسط جدار البطن، وهو المنطقة التي تلتقي فيها عضلات المستقيم البطنية معًا، وأحيانًا لا يصبح هذا الضعف واضحًا إلّا في مرحلة لاحقة في حياة البالغين؛ إذ يظهر كانتفاخ في الجزء العلوي من البطن، وتحاصر أجزاء من الأمعاء أو الدهون أو الصفاق في هذا الفتق.
    • الفتق السري، تُعدّ السرة المكان الذي يرتبط فيه الحبل السري للجنين، مما يسمح بمرور دورة الدم له، وتؤدي الإصابة بالفتق السري إلى ظهور انتفاخ غير طبيعي في زر البطن، وهو شائع جدًا عند الأطفال حديثي الولادة، وغالبًا لا يحتاجون إلى علاج ما لم تحدث مضاعفات، وفي بعض الحالات يزداد الانتفاخ حجمًا، مما يستدعي الحاجة إلى إصلاح جراحي في وقت لاحق من الحياة.
    • فتق شبيغيلي، يحدث هذا الفتق على الحواف الخارجية لعضلة البطن المستقيمة، وهو نوع نادر.
    • الفتق الجراحي، يحدث كأحد مضاعفات عملية جراحية في البطن، إذ تُقطع عضلات البطن ليصل الجراح إلى تجويف البطن، ورغم إصلاح العضلات أثناء الجراحة، إلا أنّها تصبح منطقة ضعف، مما قد يسمح لأعضاء البطن بالبروز خلال الشق.
  • فتق الحجاب الحاجز: يتضمن ما يأتي:
    • الفتق الحجابي الذي يحدث عندما ينزلق جزء من المعدة من خلال فتحة في الحجاب الحاجز، يمر المريء من خلالها من الصدر إلى البطن طبيعيًا، ويُعدّ الفتق الحجابي المنزلق أكثر الأنواع شيوعًا، ويحدث عندما ينزلق المريء السفلي وأجزاء من المعدة عبر الحجاب الحاجز إلى الصدر، أمّا الفتق جانب المريء فيحدث عند فتق المعدة فقط في الصدر بجانب المريء، ويؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، كالانسداد، أو التواء المعدة على نفسها.
    • فتق الحجاب الحاجز التصادمي، يحدث نتيجة الإصابات المباشرة؛ إذ تضعف عضلة الحجاب الحاجز بسبب الصدمة الحادة أو تتمزّق، مما يؤدي إلى حدوث فتق فوري أو بطيء لأعضاء البطن نحو الصدر، ويحدث هذا أيضًا بعد اختراق جسم غريب لجسم المصاب، كالطلقة النارية، ويتضمن هذا الفتق عادةً الحجاب الحاجز الأيسر؛ لأنّ الكبد -الذي يوجد أسفل الحجاب الحاجز الأيمن- يميل إلى منع بروز الأمعاء عبر الحجاب الحاجز الضعيف نحو الصدر.
    • فتق الحجاب الحاجز الخَلقي، يُعدّ نادر الحدوث، وينجم عن فشل الحجاب الحاجز في التشكّل والإغلاق تمامًا أثناء نمو الجنين، مما قد يؤدي إلى فشل الرئتين في النضج الكامل.


ما هي أسباب الإصابة بالفتاق

تنجم أنواع الفتاق جميعها من مزيج من العوامل، أبرزها الضغط المتكوّن على المنطقة، ووجود ثقب أو ضعف في عضلات جدار البطن، إذ يدفع الضغط العضو أو الأنسجة من خلال الفتحة الضعيفة، وقد توجد هذه العضلات الضعيفة منذ الولادة، لكن في الكثير من الحالات تحدث في وقت لاحق في الحياة، وتُقسّم أسباب الإصابة بالفتق كما يأتي:[٦]

  • العوامل التي تسبب زيادة الضغط في البطن، أبرزها ما يأتي:
    • رفع الأجسام الثقيلة دون تثبيت عضلات البطن.
    • الإسهال، أو الإمساك.
    • السعال المستمر، أو العطس.
  • العوامل التي تساهم في ضعف عضلات جدار البطن، من أبرزها ما يأتي:


المراجع

  1. Markus MacGill (13-11-2017), "Types and treatments for hernia"، medicalnewstoday, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Carmella Wint and Valencia Higuera (7-11-2019), "Everything You Want to Know About a Hernia"، healthline, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Jennifer Huizen (20-10-2017), "Types of repair"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  4. Debra G. Wechter, MD, FACS (11-2-2017), "After the Procedure"، www.medlineplus.gov, Retrieved 30-1-2019. Edited.
  5. Benjamin Wedro, MD, FACEP, FAAEM (27-9-2019), "Hernia (Abdominal Hernia) 9 Types, Symptoms, Causes, and Surgery"، medicinenet, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  6. Carol DerSarkissian (22-7-2017), "Understanding Hernia -- the Basics"، webmd, Retrieved 19-11-2019. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×