محتويات
عملية المنظار للمعدة
عملية المنظار للمعدة أو تنظير المعدة هي عملية استكشافية وعلاجية، يفحص الطبيب المختص من خلالها الجهاز الهضمي العلوي والذي يتكون من المريء، والمعدة، وأول أجزاء الأمعاء الدقيقة المعروف باسم الاثني عشر. يستخدم الطبيب المختص في هذه العملية أنبوبًا مرنًا قطره أقل من واحد سنتيمتر، ينقسم إلى قناتين؛ إحداها تحتوي على كاميرا وضوء في نهايتها، والأخرى تتيح للطبيب استخدام أدوات أخرى تستخدم عدة إجراءات، مثل: سحب خزعة من الأنسجة، وإزالة أي شيء متعلق بالقناة الهضمية، مثل الطعام، وحقن هواء أو سائل، وإيقاف النزيف إن وجد، والعلاج بالليزر وتوسيع أي مكان ضيق، كما يتصل الأنبوب من الجهة الأخرى بشاشة خارجية يرى الطبيب من خلالها الأجزاء المذكورة سابقًا من الجهاز الهضمي.[١]
أسباب إجراء منظار المعدة
يقرر الطبيب اللجوء إلى عملية تنظير المعدة لتشخيص وعلاج الأعراض والاضطرابات التي تصيب المريء والمعدة والاثنى عشر، كما يلي:[٢]
- تشخيص سبب الأعراض: كالآلام المستمرة أو المتكررة في المنطقة العلوية من البطن، أو مواجهة صعوبات في البلع، أو في حالات التقيّؤ الشديد والمتكرر، أو حرقة المعدة المستمرة، أو النزيف، أو خسارة الوزن دون سبب واضح.
- تشخيص حالات مرضية معينة: الشائع منها التهاب حاد أو مزمن في المريء، والقرحة، والالتهابات المعديَّة، وقرحة والتهابات الاثني عشر، وسرطان المريء والمعدة والاثني عشر، والارتجاع المعدي المريئي، والاضطرابات ما قبل السرطان، مثل: مريء باريت، ومرض سيلياك، وتضيّق المريء، واستكشاف الضرر الذي لحق بالجهاز الهضمي بعد ابتلاع مواد كيميائية ضارة.
- علاج بعض الاضطرابات: مثل النزيف المصاحب لقرحة المعدة أو دوالي المريء، وتوسيع أي تضيّق باستخدام بالون يدخله الطبيب عبر أنبوب المنظار، وإزالة أي شيء متعلق بالقناة الهضمية، وإزالة أي سلائل أو زوائد، ووضع أنابيب تصريف السوائل أو أنابيب التغذية، وأخيرًا يستخدم المنظار في عمليات خفض الوزن المختلفة.
تحضيرات ما قبل منظار المعدة
يجب على المريض عدم تناول أي شيء عن طريق الفم مدة 8-12 ساعةً، ويجب إعلام الطبيب بكل العقاقير التي يتناولها المريض بشكل روتيني في حياته اليومية، وإذا كانت المريضة حاملًا، أو المريض يعاني من أمراض الرئة أو القلب، أو يعاني من حساسية تجاه أي دواء، ويستطيع المريض تناول أدويته الخاصة بأمراض القلب أو الغدة الدرقية أو ضغط الدم المرتفع مع رشفة ماء صغيرة قبل المنظار.
إذا كان المريض مصابًا بالسكري عليه استشارة طبيبه لتعديل جرعة الدواء أو الأنسولين في يوم إجراء المنظار، ويجب إحضار الدواء إلى المستشفى لتناوله بعد الخروج من التنظير، كما يجب وجود شخص من المقربين من المريض معه ليساعده في العودة إلى منزله بعد الانتهاء من التنظير؛ إذ يكون المريض مصابًا بالدوخة فلا يكون قادرًا على قيادة السيارة لمدة ثماني ساعات بعد التنظير.[٣]
مُجريات عملية منظار المعدة
يعدّ التنظير إجراءًا روتينيًا يتم تطبيقه في أقسام عيادات الجهاز الهضمي الخارجية، وتتم العملية بتخدير موضعي عن طريق رش رذاذ مخدر في الحلق مع حقن المريض بمهدئ بسيط في الوريد لكي يسترخي المريض، أو باستخدام التخدير قصير المدى عن طريق أدوية مخدرة تُعطى في الوريد، ولا يتحتم مبيت المريض في المستشفى، وقبل إجراء التنظير سيخبر الطبيب المريض بكل الخطوات والمضاعفات التي قد تحدث.
يرتدي المريض الملابس المعقمة ويخلع النظارات وأطقم الأسنان، وتوضع قطعة مخصصة داخل فمه تبقيه مفتوحًا خلال التنظير، ويستلقى المريض على جانبه الأيسر، ثم يقوم الطبيب بإدخال المنظار في فم المريض خلال المريء حتى يصل إلى المعدة والاثني عشر، وفي هذه الأثناء ترسل الكاميرا الصورة إلى شاشة العرض، بعد ذلك يتم تمرير الهواء عبر القناة حتى تتضح الصورة أكثر، ويبدأ الطبيب المختص منذ بداية الإجراء باستكشاف الأجزاء المذكورة وأخذ عينة من أنسجة المعدة وإرسالها إلى المختبر بغرض التحليل عند الحاجة.
مدة الإجراء لا تتجاوز ربع ساعة، لكن باحتساب مدة التحضير وفترة العناية يحتاج المريض من ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين للانتهاء، وهو إجراء غير مؤلم، لكن قد يشعر المريض ببعض الانزعاج البسيط والاحتقان في الحلق، والغثيان، والنعاس، والرغبة بالتجشؤ لمدة يوم أو نصف اليوم، كما يشعر بتنميل في الفم والحلق لعدة ساعات بعد التنظير، لذا لن يكون قادرًا على تناول الطعام حتى زوال هذا التنميل.[٤]
يُفضل أن يستريح المريض مدة 24 ساعةً بعد الإجراء، ويُمنع تمامًا من القيادة أو استخدام أي أداة كهربائية حادة أو تسبب الحرائق، إلى جانب عدم شرب المشروبات الكحولية خلال هذه المدة، ثمّ متابعة حياته الطبيعية في اليوم التالي، ويخبر الطبيب المريض بنتائج التنظير فورًا، ويحدد إجراءات أو ترتيبات أخرى في حالة اكتشاف مشكلة في التنظير، لكن قد يستغرق ظهور نتائج الخزعة بعض الأيام.[٣]
مخاطر منظار المعدة
تنظير المعدة إجراء آمن تمامًا، لكن في حالات نادرة جدًا قد يصاحبه حدوث بعض المضاعفات أو التعقيدات، مثل:[٥]
- النزيف: يزيد خطر الإصابة به في حال إزالة جزء من الأنسجة خلال التنظير، أو في حال علاج بعض الأمراض، وقد يضطر الطبيب لنقل بعض وحدات الدم إلى المريض في حالة النزيف الشديد.
- العدوى: فرص الإصابة بالعدوى مع تنظير الاستكشاف أو سحب الخزعة منخفضة جدًا، لكن قد تحدث العدوى في حالة القيام بإجراءات أخرى خلال التنظير، وهي غالبًا عدوى بسيطة تُعالَج بالمضادات الحيوية، وإذا كان المريض في خطر عالٍ للإصابة بمثل هذه العدوى يصف له الطبيب مضادًّا حيويًّا وقائيًّا قبل الدخول إلى التنظير.
- ثقب القناة الهضمية: قد يتعرض المريء أو أي جزء آخر من القناة الهضمية للثقب خلال التنظير، مما يتطلب حجز المريض في المستشفى، وقد يحتاج إلى الجراحة لإصلاح هذا الثقب، وفرص حدوث هذا التعقيد منخفضة جدًا، إلا أنها قد تصاحب توسيع المريء.
- رد فعل تجاه المهدئ: قد يعاني المريض في حالات نادرة من ظهور أعراض جانبية للمهدئ الذي يحصل عليه قبل الجراحة، لذا يتابعه طبيب التخدير عن كثب أثناء التنظير.
يجب مراجعة الطبيب في حال شعر المريض بأي من الأعراض التالية خلال الأيام الأربعة الأولى بعد الإجراء؛ لأنها تكون دلالةً على وقوع تعقيد ما:[٥]
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- آلام حادة ومستمرة في منطقة البطن.
- في حال تقيّأ المريض دمًا.
- ألم في الصدر.
- صعوبة التنفس.
- ظهور براز دموي عند التبرز، أو براز أسود اللون.
يستطيع المريض تجنب وقوع هذه المضاعفات باتباع تعليمات الطبيب جيدًا قبل التنظير مثل الامتناع عن تناول الطعام وعن تناول بعض الأدوية، لكن عند ظهور أي من هذه الأعراض يجب أن يراجع المريض الطبيب على الفور أو التوجه إلى غرفة الطوارئ في المستشفى.
المراجع
- ↑ "Upper GI Endoscopy", hopkinsmedicine, Retrieved 2019-10-4. Edited.
- ↑ "Upper GI Endoscopy", niddk.nih,2017-7، Retrieved 2019-10-4. Edited.
- ^ أ ب Nayana Ambardekar (2018-9-9), "Upper Endoscopy to Detect Digestive Problems"، webmd, Retrieved 2019-10-4. Edited.
- ↑ "Upper Endoscopy", cancer,2019-1-14، Retrieved 2019-10-4. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2018-9-29), "Upper endoscopy"، mayoclinic, Retrieved 2019-10-4. Edited.