عملية تبديل مفصل الورك

كتابة:
عملية تبديل مفصل الورك

مفصل الورك

يعد مفصل الورك مفصلًا زليليًّا من نوع الكرة والمقبس، والكرة هي رأس الفخذ، أما المقبس فهو الجزء من عظمة الحوض، ويمثّل مفصل الورك نقطة التقاء الحوض مع عظم الفخذ، ويربط الهيكل العظمي المحوري مع الطرف السفلي، ويتشكل عظم الورك الناضج بدمج عظمة الحرقفة، وعظمة الإسك، وعظمة العانة، ويحدث ذلك في نهاية سنوات المراهقة، وتشكّل هذه العملية الورك الحوضي العظمي، الذي يتحد مع عظم العجز، وعظم العصعص، ويتحد جزءا الورك الحوضي العظمي من الوسط بالارتفاق العاني.[١]


عملية تبديل مفصل الورك

تُعد جراحة استبدال مفصل الورك عمليةً تُجرى لاستبدال الأجزاء التالفة من الكرة والمقبس المكوِّنَين للمفصل بأجزاء صناعية جديدة ومتينة تُحاكي الأجزاء التالفة، وفي بعض الأحيان إما أن يكون مفصل الفخذ أو عظم الفخذ مصابًا، مما قد يُؤدي إلى الألم، أو مواجهة مشكلات في المشي، أو صعوبة في أداء المهام اليومية.

يمكن أن يكون الشخص قد جرب بالفعل طرق تخفيف الألم المعتادة، مثل: الأدوية، أو العلاج الطبيعي، أو الدعامات، أو المشدات، وإذا لم يخف الألم يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء جراحة استبدال مفصل الورك، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام فإنّ معظم الأشخاص الذين لديهم مفصل الورك مبدل تتراوح أعمارهم بين 50-80 عامًا، وعادةً ما تُجرى هذه العمليات الجراحية للتخلص من التهاب المفاصل في الورك.

يعد التهاب المفاصل مرضًا يُدمر الغضروف، وهو الوسادة الموجودة بين العظام، ويؤدي تلفه إلى احتكاك العظام مع بعضها البعض، ممّا قد يُسبب ألمًا شديدًا، ويمكن إجراء عملية استبدال الورك لثلاثة أنواع من التهاب المفاصل، وهي كما يأتي:[٢]

عند فشل تدابير العلاج الأخرى قد يلجأ الطبيب إلى استبدال مفصل الورك، كما يجب التفكير في استبدال المفصل إذا كان الشخص يُعاني من صعوبة النوم، أو الجلوس براحة، أو إذا كان التهاب المفاصل يحد من أداء الأنشطة والمهام اليومية، ويمكن أيضًا استبدال الورك في الحالات الصحية الأخرى؛ إذ يُمكن إجراء هذه العملية أحيانًا في حالة نمو ورم في مفصل الورك، ويمكن أيضًا إجراؤها في حالات الطوارئ لإصلاح الكسر في هذا المفصل، كما قد يُصيب الورك مرض نخر العظام، ممّا يتطلب استبداله كاملًا.[٢]


ما قبل عملية تبديل مفصل الورك

يعد التقييم الطبي قبل الجراحة فرصةً جيدةً لطرح أي أسئلة على الطبيب حول الإجراء، والتأكد من معرفة الأدوية التي يجب تجنبها، أو الاستمرار بتناولها في الفترة السابقة للجراحة، لذا يمكن أن يجتمع المصاب مع الطبيب قبل الجراحة لتقييم حالته الصحية، ويمكن أن يُجري ما يأتي:[٣]

  • السؤال عن التاريخ الطبي، والأدوية الحالية.
  • إجراء فحص بدني عام وجيز؛ للتأكد من أن المصاب بصحة جيدة بما يكفي للخضوع لعملية جراحية.
  • فحص الورك، مع الانتباه إلى المدى الحركي للمفصل، وقوة العضلات المحيطة.
  • طلب إجراء اختبارات الدم، والأشعة السينية، وأحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي.


ما بعد عملية تبديل مفصل الورك

يمكن أن يحتاج المصاب إلى البقاء في المستشفى مدة 4-6 أيام، وقد يضطر إلى البقاء في السرير مع استخدام وسادة بين الساقين؛ للحفاظ على مفصل الورك الجديد في مكانه، كما قد يحتاج الشخص إلى وضع أنبوب تصريف في المثانة؛ للمساعدة على إخراج البول، وعادةً ما يبدأ العلاج الطبيعي في اليوم التالي للجراحة، ومع مرور الأيام يمكن للشخص المشي باستخدام عكاز، وسيستمر العلاج الطبيعي أسابيع أو أشهر بعد الجراحة.[٤]

وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تجنب أداء بعض الحركات بعد إجراء العملية في فترة تتراوح بين 6-12 شهرًا، ويجب تجنب دوران الساق أو لويها، كما يجب عدم ثني الساق عبر خط وسط الجسم، وعدم تحريكها إلى الداخل، ويجب أيضًا ألا يحني الشخص الورك أكثر من تسعين درجةً، ويتضمن ذلك كلًّا من الانحناء إلى الأمام، أو القرفصاء، وسيوفر المعالج الطبيعي تقنيات ومعدات للمساعدة على اتباع أي إرشادات واحتياطات أثناء القيام بالأنشطة اليومية.

لا بدّ من الحذر من عدم اتباع توصيات الطبيب المعالج؛ إذ يمكن أن يسبب ذلك خلعًا في مفصل الورك الذي استبدل حديثًا، ويمكن أن يحتاج الشخص إلى إجراء عملية جراحية أخرى، كما يجب حتى بعد التئام مفصل الورك تجنب ممارسة بعض الألعاب الرياضية، أو الأنشطة الثقيلة؛ إذ إنّ مفصل الورك الصناعي صُمم لأداء النشاط اليومي المعتاد.[٤]

كما توجد بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن للشخص اتباعها لجعل الحياة أسهل عند العودة إلى المنزل بعد إجراء جراحة استبدال مفصل الورك، ومن أبرز هذه الإجراءات ما يأتي:[٤]

  • التقليل من صعود الدرج إلى أقصى درجة، ويجب إجراء الترتيبات اللازمة حتى لا يضطر الشخص إلى الصعود والنزول إلّا مرةً واحدةً أو مرتين يوميًا.
  • الجلوس على كرسي مستقيم.
  • يجب إزالة جميع السجادات، ​​وإبقاء الأرضيات والغرف خاليةً من الفوضى لتجنب السقوط قدر الإمكان.
  • استخدام مقعد المرحاض مرتفعًا× إذ يمكن أن يساعد ذلك على منع الشخص من الانحناء على الوركين.
  • الابتعاد عن الحيوانات الأليفة؛ تجنبًا للتعرض لأيّ إصابة.


مضاعفات عملية تبديل مفصل الورك

يمكن أن تتضمن المخاطر المرتبطة بعملية استبدال مفصل الورك ما يأتي:[٣]

  • جلطات الدم: قد تتشكل الجلطات في أوردة الساق بعد إجراء الجراحة، ويمكن أن تكون هذه الحالة خطيرةً؛ لأنّه يمكن أن تنفصل قطعة من الجلطة وتنتقل إلى الرئة، أو القلب، أو إلى الدماغ نادرًا، ويمكن أن يصف الطبيب أدويةً لميوعة الدم لتقليل هذا الخطر.
  • العدوى: يمكن أن تحدث التهابات في موقع الجرح، وفي الأنسجة العميقة بالقرب من الفخذ الجديد، ويمكن التعامل مع معظم الإصابات بالمضادات الحيوية، لكن العدوى الشديدة القريبة من الأطراف الصناعية يمكن أن تتطلب إجراء عملية جراحية لإزالة الأطراف الصناعية واستبدالها.
  • الكسور: إذ يمكن أن تتعرض أجزاء سليمة من مفصل الورك أثناء إجراء الجراحة للكسر، وفي بعض الأحيان تكون الكسور صغيرةً جدًا؛ إذ تُشفى تلقائيًا، لكن قد تظهر حاجة إلى تصحيح الكسور الكبيرة بالأسلاك أو المسامير، أو بصفيحة معدنية، أو ترقيع عظمي.
  • خلع المفصل: قد تُؤدي بعض الوضعيات إلى خلع كرة المفصل الجديد، خاصّةً في الأشهر القليلة الأولى بعد الجراحة، وإذا خُلع الورك يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام الدعامة لإبقاء الورك في الموضع الصحيح، وإذا استمر خلع مفصل الورك فغالبًا يحتاج إلى إجراء عملية جراحية لتحقيق الاستقرار فيه.
  • تغير طول الساق: يتخذ الجراح العديد من الخطوات لتفادي هذه المشكلة، إلّا أنّ الفخذ الجديد قد يُسبب زيادةً أو نقصًا في طول إحدى الساقين، ويحدث هذا في بعض الأحيان بسبب تقلص العضلات المحيطة بالورك، وفي هذه الحالة يمكن أن تساعد تقوية تلك العضلات وتمدّدها تدريجيًا على التخلص من فرق الطول.
  • ارتخاء المفصل: بالرغم من أنّ ذلك من المضاعفات نادرة الحدوث في عمليات الزرع الحديثة، إلّا أنّ المفصل الجديد قد لا يكون ثابتًا مع العظام الموجودة، أو يمكن أن يتراخى مع مرور الوقت، ممّا يُسبب ألمًا في الفخذ، وقد تحتاج هذه الحالة إلى إجراء عملية جراحية لعلاجها.


المراجع

  1. "Hip Joint Anatomy", medscape, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Hip Joint Replacement", healthline, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Hip replacement", mayoclinic, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Arthritis and Hip Replacement Surgery", webmd, Retrieved 29-11-2019. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×