عملية قيصرية كاملة

كتابة:
عملية قيصرية كاملة

الولادة القيصرية

العملية القيصرية هي عملية توليد الجنين عن طريق شق البطن وجدار الرحم بدلًا من المرور بالجهاز التناسلي، وتعرف أيضًا بالولادة البطنية، ويستغرق إخراج الجنين من بطن أمه بعد شق الرحم ما معدله 53 ثانيةً فقط، وأصبحت الولادة القيصرية شائعةً في جميع أنحاء العالم. تُتجنَّب الولادة القيصرية عمومًا قبل الأسبوع 39 من الحمل؛ حتى يكون لدى الطفل وقت مناسب للنمو في الرحم، لكن في بعض الأحيان تحدث مضاعفات توجب إجراءها.[١][٢][٣]


عملية قيصرية كاملة

قبل الذهاب إلى المستشفى تُوصَى الأم بضرورة غسل منطقة البطن والعانة بصابونة مطهِّرة، كما ينبغي عدم حلق شعر العانة قبل العملية بـ 24 ساعةً؛ لأن ذلك يزيد من خطر العدوى والالتهاب في جرح العملية القيصرية، وإذا كان شعر العانة يحتاج إلى إزالة سيُزيله الفريق في غرفة العمليات قبل إجراء العملية، كما يُركَّب أنبوب رفيع للبول وتُعلَّق إبرة المغذي في اليد.[٤][١].

بعدها تُعطى التخدير، ويتناقش طبيب التخدير مع الأم حول آلية التخدير الأفضل ما بين التخدير النصفي أو التخدير الكامل، وعادةً ما يُستبعد خيار التخدير الكلي، وفي النصفي لا تشعر الأم بالألم في الجزء السفلي من جسمها بعد تخديرها بواسطة إبرة في العمود الفقري، وتبقى مستيقظةً وواعيةً لما يحصل، وربما تشعر بالشد والسحب أثناء العملية لكن دون أي ألم.[٤][١]

كما قد يضع الطبيب في بعض الأحيان حاجزًا لمنع رؤية الأم للعمليّة؛ لأنّ ذلك قد يسبّب الضّيق على الرّغم من أنّه غير مؤلم، وتكون خطوات إجراء الولادة القيصرية بعد إجراء شقٍ جراحي واحدٍ في البطن والآخر في الرحم لإخراج الطفل كالآتي:[٢]

  • الشقّ الجراحي في البطن: يعمل الطبيب شقًا جراحيًا في جدار البطن، وغالبًا ما يكون ذلك أفقيًا بالقرب من منبت شعر العانة، أو قد يكون شقًّا جراحيًّا رأسيًّا من تحت السُرة مباشرةً إلى ما فوق عظم العانة، وسيُجري الطّبيب بعد ذلك عدّة شقوق في طبقات البطن الواحدة تلو الأخرى، وعبر النسيج الدهني والنسيج الضامّ، ثمّ يفصل عضلات البطن للوصول إلى تجويف البطن.
  • الشق الجراحي في الرحم: يعمل الطّبيب بعد ذلك شقًّا في الرّحم أفقيًا، وعادةً عبر الجزء السفلي للرحم، إذ يكون شقًا مستعرضًا منخفضًا، وقد تُجرى شقوق أخرى في الرّحم بالاعتماد على وضعية الطفل داخله، وإذا توجد مضاعفات أم لا، مثل حالة انزياح المشيمة.
  • الولادة: يُخرج الطبيب الطفل بعد ذلك عبر الشّقوق، ثمّ ينظّف فمه وأنفه من تراكم السّوائل، بعد ذلك يربط الحبل السُرّي ويقطعه، ثمّ تُزال المَشيمة من الرحم وينظّف، ويُغلَق الشق بالغُرز الجراحية.
  • تقطيب الجرح: تستغرق الولادة القيصرية في العادة عشر دقائق، تليها 30 دقيقةً لتقطيب الجرح وإتمام العملية.[٥]

أمّا ما بعد العملية ستظلّ الأم في المستشفى لبضعة أيامٍ غالبًا بعد الولادة القيصرية، وفور بدء زوال آثار التخدير يجب على الأم الإكثار من شرب السوائل والمشي، إذ يساعد ذلك على الوقاية من حدوث الإمساك والتخثّر الوريدي العميق، كما يُراقب الطّبيب الشقّ الجراحي تحسّبًا لأي أعراضٍ أو علاماتٍ تدلّ على وجود العدوى.[٢][٤]


التعافي من العملية القيصرية

يُتوقع عادةً بقاء الأم والطفل في المستشفى مدة يومين إلى أربعة أيام بعد إجراء العملية القيصرية، ومن الطبيعي أن تعاني من الألم والتشنج والنزيف في موقع الجرح لمدة 4-6 أسابيع. وتختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى، لكن يجب أن تخف بسرعة إلى حد ما مع مرور الوقت، لذا ينبغي استشارة الطبيب في حال استمرارها لفترة أطول من المتوقع. وقد يوصي الطبيب بالحد من النشاط البدني عند العودة إلى المنزل، فيمكن استعادة النشاط الطبيعي عادةً بعد 4-6 أسابيع من الجراحة، كما يوصي بتجنب التمارين الرياضية الشاقة أو رفع الأحمال الثقيلة، أو الجماع، كما يمكن للمرأة اتباع خطوات العناية خلال فترة الشفاء، منها ما يأتي:[٢]

  • الحفاظ على الرطوبة عن طريق شرب الكثير من الماء.
  • تناول الأدوية حسب توجيهات الطبيب.
  • الراحة عند الضرورة.
  • دعم مكان الشق والبطن باستخدام حزام أو وسادة الحمل.


نصائح ما بعد الولادة القيصرية

من الضروري أن تُراجع الأم طبيبها بعد الخضوع للعملية القيصرية عند ظهور بعض الأعراض، كالإصابة بالحمّى، أو تفاقم الألم في منطقة الجرح، أو الالتهاب والاحمرار في المنطقة، أو خروج إفرازات مهبليّة كريهة الرائحة، أو الشعور بالألم عند التبوّل، أو صعوبة المشي والحركة، أو الألم في الثدي.[١]

  • الراحة التامة، خاصّةً في الأسابيع الأولى القليلة من الولادة.
  • ممارسة تمارين لشدّ البطن.
  • شرب الكثير من السوائل لتعويض السوائل المفقودة أثناء الولادة، منها عصير التفاح الطبيعي.
  • تجنّب الجماع مدّة 4-6 أسابيع.
  • تناول المسكّنات عند الحاجة فقط.
  • طلب المساعدة الطبية في حال المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة أو من التعب الشديد.


ترتيبات ما قبل الولادة القيصرية

يوجد العديد من الترتيبات التي يجب أن تراعيها المرأة قبل الخضوع لعملية قيصرية، وهي:[١]

  • ذكر السبب الرئيس للجوء إلى العملية القيصرية.
  • ذكر المخاطر التي من الممكن أن تتعرّض لها الأم والجنين.
  • إجراء الفحوصات الطبيّة اللازمة قبل العملية، مثل تحاليل الدم.
  • توضيح الآثار الجانبية بعد العملية القيصرية.
  • إعطاء الأم طلبًا للحصول على موافقتها قبل إجراء العملية.


أنواع التخدير للعملية القيصرية

توجد ثلاثة أنواع من التخدير المستخدم في العملية القصيرية لمنع الشعور بأي ألم، وهي:[٦]

  • التخدير النخاعي: هو الأكثر شيوعًا، إذ يُدخل المختص إبرةً بين عظام العمود الفقري ويحقن المخدر الموضعي من خلالها، مما يمنع الشعور بالألم من منطقة الصدر إلى الأسفل، وتكون المرأة مستيقظةً وقادرةً على التنفس بصورة طبيعية أثناء ولادة الطفل، وقد تشعر بالجذب والدفع لكن دون ألم.
  • إبرة الظهر فوق الجافية: تستخدم في الغالب لتخفيف آلام المخاض، وهي أنبوب بلاستيكي يتم إدخاله في مساحة حول بطانة العمود الفقري، ثم حقن المخدر الموضعي من خلال الأنبوب، مما يمنع أي إحساس بالألم من الوسط إلى الأسفل، وتكون المرأة مستيقظةً وقادرةً على التنفس بصورة طبيعية، مع الشعور بالسحب والدفع أثناء ولادة الطفل لكن دون ألم.
  • التّخدير العام: يمكن أيضًا إعطاء مخدر عام إذا كان الطفل بحاجة إلى الولادة بسرعة كبيرة، وذلك بتزويد المرأة بقناع أكسجين مع مخدر للشعور بالنعاس والنوم السريع والاستيقاظ بعد الولادة.


أسباب إجراء الولادة القيصرية

عادةً ما يُلجَأ إلى الولادة القيصرية عند تعرّض الأم والطفل للخطر أو عند حدوث مضاعفاتٍ أثناء الولادة الطبيعية، منها[٤][٧]:

  • ضيق عنق الرحم أثناء المخاض، على الرغم من وجود تقلّصات قوية على مدى عدّة ساعات.
  • حدوث تغيّر في معدّل ضربات قلب الجنين.
  • الأوضاع غير الطّبيعية للجنين.
  • إذا كانت الأم حاملًا بتوأم وواحد منهما كان بوضع غير طبيعي، أو كانت حاملًا بثلاثة توائم فأكثر.
  • حالات التفاف الحبل السُري حول رقبة الجنين، مما يعرّضه للخطر.
  • ينصح الأطباء الأم التي أُجريَت لها عملية قلب مفتوح أو نقل كلية أو استئصال ورم في المخ أن تُوَلَّد قيصريًا؛ لتفادي متاعب الطلق في الولادة الطبيعية.
  • إذا كانت الأم تعاني من وجود ورم ليفي كبير يضيّق طريق مرور الجنين في الولادة الطبيعية أو كسر حاد في الحوض، أو إذا كان رأس الجنين كبيرًا.


مخاطر الولادة القيصرية

تنقسم مخاطر الولادة القيصرية إلى نوعين؛ مخاطر على الطفل، ومخاطر على الأم، وفي ما يأتي تفصيل للمخاطر المحتملة[٤]:

  • المخاطر على الطفل: من المخاطر التي تحملها العملية القيصرية للطفل ما يأتي:
    • حدوث مشكلة في التنفس؛ إذ يصاب الطفل في بعض الأحيان بتسارع التنفس العابر، وهو مشكلة تنفسية تحدث في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة؛ إذ يصبح التنفس سريعًا وغير طبيعي.
    • إصابة جلد الطفل بخدوش عرضية خلال العملية الجراحية، إلّا أنّ هذه الحالة نادرة الحدوث.
  • المخاطر على الأم: تتضمن مخاطر العملية القيصرية على الأم ما يأتي:
    • احتمال إصابة الأم بالتهاب بطانة الرحم.
    • احتمال الإصابة بنزيف حاد خلال الولادة وبعدها؛ بسبب الشق في البطن والرحم.
    • احتمال لوجود تفاعلات عكسية مع المخدر.
    • احتمال الإصابة بتجلطات دموية في الوريد العميق، يمكن أن تتطور إلى تخثرات في أعضاء الحوض، أو تنتقل إلى الرئتين مسببةً انسدادًا رئويًا، وخطرًا كبيرًا على صحة الأم.
    • حدوث بعض الإصابات الجراحية في الأمعاء أو المثانة خلال العملية الجراحية، وفي حال حدوث ذلك فقد تظهر حاجة إلى إجراء جراحة إضافية.
    • ارتفاع المخاطر في الحمل المستقبلي بعد العمليات القيصرية، فيزداد احتمال حدوث تمزقات للرحم إذا ما أجريت للأم بولادة مهبلية بعد القيصرية، وارتفاع احتمالية الإصابة بالمشيمة المنزاحة والإصابة بحالة تتصل فيها المشيمة بصورة غير طبيعية بجدار الرحم، وهو ما يُعرف بالمشيمة الملتصقة.
    • التعرض لعدوى في مكان الجرح، ويعتمد ذلك على وجود عوامل خطر؛ إذ إنّ العملية القيصرية الطارئة تزيد من خطر حدوث العدوى.
    • احتمالية الوفاة للأم أكبر 2-4 مرات من الولادة الطبيعية.[٨]


إمكانية الولادة الطبيعية بعد الولادة بالقيصرية

تحاول بعض النساء الولادة طبيعيًّا في حالات الحمل اللاحقة للولادة القيصرية، لكن هذا الأمر يعتمد على عدة عوامل؛ إذ لا يمكن ذلك دائمًا، فيحدد الطبيب إمكانية الولادة الطبيعية من عدمها اعتمادًا على عدة أمور، وفي الحالات الآتية لا يجوز تجربة الولادة الطبيعية:[٩]:

  • إذا كانت الأم تعاني من السمنة؛ أي أنّ مؤشر كتلة الجسم لديها 30 أو أعلى.
  • الأم تعاني من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
  • العمر أكبر من 35 سنةً.
  • كانت القيصرية السابقة في آخر 19 شهرًا.
  • إذا كان شق القيصرية السابقة عمودي الشكل؛ فهذا يزيد من خطر انفجار الرحم وتمزّق مكان العملية أكثر من لو كان الشق أفقيًّا.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Brian Krans, "C-Section (Cesarean Section)"، www.healthline.com, Retrieved 29-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What is a C-section?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-07-2019. Edited.
  3. Dimitrov A, Stamenov G, Krŭsteva K., "[The overall and step-by-step duration of cesarean section."]، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "C-section", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-10-2018. Edited.
  5. "Having a C-Section (Cesarean Section)", www.whattoexpect.com, Retrieved 23-11-2019. Edited.
  6. "Caesarean section", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 26-10-2019. Edited.
  7. "Cesarean Section", medlineplus.gov, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  8. Shearer EL (1993-11), "Cesarean section: medical benefits and costs."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  9. Traci C. Johnson, MD (2018-10-16), "What Are the Risks of a C-Section?"، www.webmd.com, Retrieved 2019-10-15. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×