عوامل ازدهار النثر في العصر العباسي الأول

كتابة:
عوامل ازدهار النثر في العصر العباسي الأول


عوامل ازدهار النثر في العصر العباسي الأول

العوامل الّتي ساهمت في تطوّر النّثر وازدهاره عديدة فيما يأتي:[١][٢][٣]


الترجمة من مختلف المجالات

في مجال الطّب، والفلك، والهندسة، من مختلف اللغات الفارسيّة، والهنديّة، واليونانيّة إلى اللّغة العربيّة.


استقرار الدولة العباسية

الأمر الذي ساهم في زيادة نشاط حركة الثّقافة، مما أدّى إلى الرّخاء والتّرف والتّقدم في المجتمع.


الاهتمام بالثقافة والأدب

اهتمام الخلفاء والأمراء وكبار رجال الدّولة في العصر العبّاسيّ بالثّقافة وشؤونها، حيثُ قاموا على تشجيع الأدباء على الكتابة، والنّهوض بالأدب على مختلف مستوياته.


الانفتاح على الثقافات الأخرى

نتيجة المزج الّذي حصل بين الثّقافات العربيّة والغربيّة ظهرت الفنون النثرية الجديدة من ثقافات الفُرس، والهند، واليونان.


الاهتمام بإجادة الكتابة

حيثُ كانت من شروط تولّي المناصب العليا في ذلك الوقت، ما أدّى إلى النهوض بالأدب، والارتقاء بالفنون النّثريّة.


الاهتمام بالفصاحة

اهتمّ النّثر في هذا العصر بفصاحة الألفاظ ورصانتها، والانسجام في اختيار الكلمة ورديفتها في الجرْس الصّوتي.


الانسجام مع مقتضى الحال

التّعبير في النّثر يَأتي منسجمًا مع مقتضى الحال ففي مواضع يَقتضي الإيجاز وأخرى يَقتضي الإسهاب، إلى جانب وضوح الأسلوب، ودقّة المعنى، وتنظيم الأفكار وترتيبها.


الاهتمام بالبلاغة

من خلال استخدام المحسّنات البديعيّة، والزخارف اللّفظيّة بشكلٍ ملحوظٍ في النّصوص النّثريّة.


الفنون النثرية في العصر العباسي الأول

ظهر في العصر العبّاسيّ العديد من الفنون على النّحو الآتي:[٣]

  • فنّ الخطابة

يعد فن الخطابة من أرقى الفنون وأكثرها تأثيرًا في النّفوس؛ لما عُنيَ هذا الفنّ في أكثره بأهدافٍ دينيّة كالوعظ والإرشاد، ولغاياتٍ أخرى تمثّلت في خُطَب الولاة والخلفاء، وذلك لرفع مكانتهم وشأنهم، فكانوا مضربًا للأمثال، ومن أشهرهم: الإمام ابن الجوزي، والمأمون، وأبي العبّاس السّفاح.

  • فنّ الوصايا

اختلف هذا الفنّ عن غيره بما فيه من الحكمة والهدوء، وفنّ الوصايا قولٌ بين شخصين أو بين شخصٍ يَمتلك الخبرة والتّجربة والنّصح لغيره، والعبارات فيه موجزةٌ واضحة المعنى تَتخلّلها الموسيقى، تَكون الوصيّة ممّن يَمتلكون ناصية اللّغة الفصيحة، واختصّ بهذا الفنّ حكّام بني العبّاس، ومنهم الخليفة المنصور ووصيته لابنه المهدي.

  • فنّ الرّسائل

ظهر نوعان من الرّسائل في ذلك العصر: الرّسائل الدّيوانيّة، والرّسائل الإخوانيّة وهذه الرّسائل تُكتب لأغراضٍ مختلفةٍ كرسائل العهود، ورسائل البيعة، ويَتمّ اختيار أكثر الكتّاب إتقانًا لعلوم اللّغة العربيّة والفقه لكتابة هذه الرّسائل، ومن أشهر كتّابها: غسّان بن الحميد كاتب المنصور، أبو عبيد الله بن معاوية بن يَسار كاتب المهدي، يحيى البرمكي كاتب الوليد.

  • فنّ التّوقيعات

وهو عبارة عن جملٍ قصيرةٍ تَتميّز بالبلاغة، وهي بمثابة ردود الخلفاء على رسائل الشّكوى من المظلومين، ومن الأمثلة عليها: ردّ طاهر بني الحسين على رسالة من أحد عمّاله.

  • فنّ المناظرات

هو مقابلة أو مناقشة بين خصمين كلّ منهما يَحمل رأيه ويُدافع عنه، كانت المناظرات تَدور في مجالات الفقه، والفلسفة، والعقيدة، والنّحو، ومن أشهر الأماكن الّتي جرت فيها المناظرات: قصر البرامكة، وقصر المأمون.

  • فنّ المقامات

يعرف بأنه مجموعةٌ من الأقوال تُسرد على مسمع الجماعات من الأشخاص في مجالات العلم والفكر والأدب، واشتهر بديع الزّمان الهمذاني في هذا الفنّ في ذلك العصر، والبعض يَنسب هذا الفنّ للحريري المعروف بسلاسة أسلوبه.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 32. بتصرّف.
  2. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النثر العربي، صفحة 125. بتصرّف.
  3. ^ أ ب بدرية المالكي، الأدب العباسي الأول، صفحة 74. بتصرّف.
6885 مشاهدة
للأعلى للسفل
×