محتويات
عوامل النصر في معركة اليرموك
يعتبر غالبية المؤرخين أن معركة اليرموك، التي وقعت في العام الخامس عشر من الهجرة، بين المسلمين والروم، من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي؛ لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وبداية تقدم الإسلام في بلاد الشام.
ودارت المعركة في منطقة اليرموك، وهو واد فسيح تحيط به من الجهات الثلاث جبال مرتفعة شاهقة الارتفاع، ويقع في الجهة اليسرى، وقد اختار الروم هذا الوادي ليتناسب مع حجم جيشهم الضخم.
تأييد الله تعالى للمسلمين
لقد أيد الله -تعالى- المسلمين في معركة اليرموك بالنصر المبين؛ تحقيقاً لقوله -سبحانه وتعالى-: (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)،[١] وتأكيداً للشرط والجواب في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)،[٢] ولأنهم كانوا في معية الله التي طلبها منهم فكان النصر الأكيد لهم، كما جاء في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ)،[٣] وهذا السبب لا يحتاج إلى تزكية للنفس فالله أعلم بخلقه الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم فقر.[٤]
حسن التخطيط والتنظيم
من الأسباب التي أدت إلى انتصار المسلمين على الروم في معركة اليرموك حسن التخطيط للقتال، وتنظيم صفوف المقاتلين، فقد واجه خَالِد بن الوليد مسيرَة الرّوم، الَّتِي حملت على ميمنة الْمُسلمين، فَقتل مِنْهُم عددًا كبيرًا.[٥]
والتفت إِلَى صَاحبه وَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لم يبْق عِنْدهم من الصَّبْر وَالْجَلد إِلَّا مَا رَأَيْتُمْ، وَإِنِّي لأرجو أَن يمنحكم الله أكتافهم، ثم قام باعتراضهم وقاتل عدداً منهم بشجاعة حتى انقض عليهم، فقام المسلمون يقاتلون بشجاعة حتى انهزم الروم وولوا مدبرين.[٥]
الثقة بالله والتوكل عليه والأخذ بأسباب النصر
من الأسباب التي أدت إلى انتصار المسلمين على الروم في معركة اليرموك الثقة بالله، ووعده بنصر المؤمنين على عدوهم، وحسن التوكل على الله، والأخذ بأسباب النصر من إعداد جيد، وخطط منظمة، وقتال ببسالة وشجاعة، وإقدام وعدم فرار من الزحف، وصبر على شدائد القتال، واختيار الرجل الكفء المناسب في المكان المناسب.[٦] قال -تعالى-: (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ، وَما جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلّا بُشرى وَلِتَطمَئِنَّ بِهِ قُلوبُكُم وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ).[٧]
الأسباب الأخرى لنصر المسلمين في معركة اليرموك
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى انتصار المسلمين على الروم ما يأتي:[٨]
- قوة العقيدة والإيمان الصادق بنصر الله للمؤمنين.
- القيادة الحكيمة وحسن التدبير.
- اتخاذ مبدأ الشورى مبدأ في القتال.
- تقوى الله والابتعاد عن المعاصي.
- الثبات والإقدام وعدم الضعف والتقاعس عن القتال.
- الوحدة وعدم التفرقة والاختلاف وتنظيم الصفوف واجتماع الكلمة.
- العبادة الخالصة لله -تعالى-.
- الصبر والتحمل وقوة العزيمة والشجاعة.
- التضحيات التي قدمها المسلمون في القتال.
المراجع
- ↑ سورة ص ، آية:173
- ↑ سورة سورة الفتح ، آية:7
- ↑ سورة سورة النحل ، آية:128
- ↑ علي القرني، دروس للشيخ علي القرني، صفحة 9. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد السيد الوكيل ، كتاب موقعة اليرموك دراسة وتحليل، صفحة 183. بتصرّف.
- ↑ ابن الاثير (1993)، الكامل في التاريخ (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتاب العربي ، صفحة 255، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الانفال ، آية:9-10
- ↑ عبد اللطيف حسن محمد مرشود (2007)، النصر والهزيمة دراسة قرانية، فلسطين :جامعة النجاح ، صفحة 116-138. بتصرّف.