غذاء الام المرضعة

كتابة:
غذاء الام المرضعة

أهمية الرضاعة الطبيعية

ينصح العديد من الخبراء في المجال الطبي ومنهم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والأكاديمية الأمريكية للتوليد والأمراض النسائية بضرورة حصول الطفل على تغذيته من الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الست الأولى من عمره، والاستمرار بإرضاعه طبيعيًّا مدة عام إلى جانب حصوله على الأطعمة الأخرى المناسبة التي ينبغي تقديمها له حال بلوغه الشهر السادس من عمره، مثل: الحبوب، والبروتينات، والفاكهة،[١] وتقدم الرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد لصحة الطفل والأم؛ فتُعزز مناعة الطّفل وتجعله أقل عُرضةً للإصابة بالأمراض.

يتغير حليب الثدي باستمرار ليتلائم مع احتياجات الطفل المختلفة من الغذاء، وهو دائم التوفّر ونظيف وبدرجة حرارة ملائمة للرضيع، ويُساعد على بناء رابطة عاطفية قوية بين الأم والرضيع، ويُساعد الرحم على العودة إلى حجمه الطبيعي خلال فترة أقصر، ويُقلل من احتمال الإصابة بسرطان المبايض والثدي، وهشاشة العظام، ومرض السكري من النوع الثاني الذي يمكن أن يصيب المرأة مع التقدّم بالعمر.[٢]


النظام الغذائي للأم المرضع

يُؤدي الغذاء الذي تحصل عليه الأم المرضع دورًا مهمًا في الرضاعة الطبيعية، وكلما كانت الأم تتمتع بمستوى جيد من الصحة امتلكت قدرًا أكبر من الطاقة للاهتمام برضيعها الصغير، وأظهرت الدراسات أنّ حصولها على نظام غذائي عالي الجودة يزيد من الجودة الغذائية للحليب الذي تقدمه لرضيعها، لذا يجب على المرأة المرضع الاهتمام بنفسها جيّدًا من خلال الحصول على نظام غذائي متوازن، وعادةً ما تحتاج إلى ما بين 300 - 500 سعرة حرارية إضافية في كل يوم، بالإضافة إلى شرب كميات وفيرة من الماء، وأخذ قسط كافٍ من الراحة.[٣]

تفضل العديد من المرضعات تناول الفيتامينات المتعددة من أجل ضمان الحصول على كمية كافية من العناصر الغذائية التي تحتاجها للحفاظ على صحتها وإنتاج الحليب بجودة عالية، وتتناول بعض النساء الفيتامينات المتعددة العادية أو الفيتامينات المخصصة لفترة الحمل، كما تتوفر فيتامينات مخصصة لمرحلة الرضاعة، تقدم للمرضع 100% من غالبية الفيتامينات التي يجب أن تحصل عليها يوميًّا، بالإضافة إلى مقدار أكبر من بعض الفيتامينات الضرورية بصورة خاصّة للمرضعات، مثل: فيتامين د، وفيتامين (ب).[٣]


الطعام والشراب الجيد للمرأة المرضع

ليس من الضروري اتّباع المرأة المرضع نظامًا غذائيًا خاصًا بالرضاعة الطبيعية، وكل ما تحتاجه هو إضافة مجموعة من الأطعمة الصحية والمتوازنة إلى النظام الغذائي اليومي الخاص بها، مثل:[٤]

  • الفاكهة والخضروات: يجب على المرضع تناول 5-6 حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا، ويمكن تناول الطازجة منها أو المجففة أو المعلبة أو عصائر الفواكه والخضروات، لكن تجنّب تلك التي تحتوي على ملح أو سكّر مضاف.
  • الأطعمة النشوية: تقدم الأطعمة النشوية للجسم كميات كبيرةً من الطاقة، بالإضافة إلى العديد من الألياف والفيتامينات، ومن أهم هذه الأطعمة الخبز، والأرز، والشعيرية، والبطاطا، وحبوب الإفطار، والمعكرونة، ويجب التركيز على الحصول على السلع المصنعة من الدقيق الكامل عوضًا عن السلع المصنعة من الإصدارات النشوية البيضاء المكررة.
  • البروتين: تعدّ اللحوم، والأسماك، والبيض، والمكسرات، والدجاج، والبقوليات من أكثر الأطعمة احتواءً على البروتين، ويجب على المرضع الحصول على حصتين من الأسماك الزيتية أسبوعيًا، مثل السلمون والماكريل، وتجنب تناول الأسماك التي تحتوي على الزئبق أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، مثل: سمك أبو سيف، وسمك المارلين.
  • الألبان: تتعدد منتجات الألبان ما بين الزبادي والحليب والجبن، وتعد مصدرًا غنيًا بالكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى، وتُنصَح المرضع بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل: الجبن قليل الدسم، والحليب الخالي من الدسم، والجبن الصلب قليل الدسم، كما يمكن لها استخدام المنتجات البديلة لمنتجات الألبان، مثل: حليب الصويا، وزبادي الصويا، بشرط أن يكون غير محلى ومدعّمًا بالكالسيوم.


الكافيين للأم المرضع

ينقل الجسم الكافيين إلى حليب الثدي، وقد يُؤثر على الطّفل الرّضيع، لذا يجب على الأم التقليل من كمية الكافيين التي تحصل عليها أو التوقف عن تناوله في حال عدم قدرة الطفل على النوم جيّدًا أو كان حادّ المزاج، ومن الممكن أن يُظهِر المواليد الجدد حساسيةً من الكافيين أكثر من الأطفال الأكبر منهم سنًّا.[٥]


الماء للأم المرضع

تسبّب زيادة مستوى هرمون الأوكسيتوسين في جسم المرأة المرضع شعورها بالعطش أكثر من المعتاد، وسيبدأ الجسم بإفراز كميات أكبر من هذا الهرمون حال بدء الطفل بالرضاعة، ويساعد ذلك على زيادة تدفق الحليب في الثدي، لذا يجب الحصول على كميات وفيرة من الماء للتمكن من إنتاج المزيد من الحليب، ولم تُحدد كمية الماء التي ينبغي على المرضع شربها يوميًا، وعمومًا يجب شرب الماء بكميات كافية حال شعورها بالعطش حتى تشعر بالارتواء، كما يجب شرب كميات أكبر من الماء في حال شعورها بالتعب أو الإرهاق الشديد أو تناقص كمية الحليب الذي ينتجه الجسم.

يمكن الاستعانة برائحة البول ولونه لتحديد إذا ما كانت المرضع تحصل على كمية كافية من الماء، ويظهر باللون الأصفر الداكن وتفوح منه رائحة قوية في حال عدم حصولها على كفايتها منه.[٦]


الأطعمة الواجب تجنبها للأم المرضع

يجب أن تحرص الأم على تناول الأطعمة النظيفة والآمنة للطفل؛ لأنّ الإصابة بالتسمم الغذائي تسبب استهلاك كل العناصر الغذائية الموجودة في جسمها، وتُنصح المرضع بتجنب استهلاك الكحول؛ بسبب انتقاله إلى حليب الثدي وتأثيره على مستوى الانتباه للطفل الرضيع، وقدرته على الرضاعة، وتجنب تناول الأسماك الغنية بالزئبق وثنائي الفينيل متعدد الكلور والديوكسين؛ لأنّها تتسبب بالضرر للجهاز العصبي المتنامي للطفل الرضيع، كما تنتقل بعض نكهات الأطعمة القوية مثل الثوم والبصل إلى حليب الثدي، ويُظهِر بعض الأطفال نفورًا للتغيرات التي تطرأ على نكهة الحليب، ممّا يُؤثر على كميته التي ينتجها.[٧]


فوائد الرضاعة للطفل

من أهم فوائد الرضاعة للطفل ما يأتي:[٨]

  • يحتوي حليب الأم على العناصر الغذائية جميعها التي يحتاجها الطفل في الأشهر الستة الأولى.
  • تروي عطش الطفل.
  • تطوّر نمو العيون والدماغ وأجهزة الجسم المختلفة.
  • تساهم في نمو الفك لدى الرضيع.
  • تقاوم العدوى والمرض في وقت لاحق.
  • تقلل خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة.

كما تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة الأطفال بالأمراض الخطيرة الآتية:[٩]

  • الحساسية، والأكزيما، والربو.
  • سرطان الدم، والأورام اللمفاوية.
  • النوعان الأول والثاني من مرض السكري.
  • مرض كرون، والتهاب القولون.
  • أمراض الجهاز التنفسي.
  • مشكلات الأسنان.


فوائد الرضاعة الطبيعية للأم

من أهمّ فوائد الرضاعة للصحتين الجسدية والنفسية للأم ما يأتي:[٩]

  • إنقاص الوزن بسرعة بعد الولادة.
  • تحفيز الرحم للانقباض والعودة إلى الحجم الطبيعي.
  • التقليل من نزيف بعد الولادة.
  • تقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • تقليل خطر الإصابة بفقر الدّم.
  • تقليل احتمال الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • زيادة الثقة بالنفس.
  • التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل: سرطان الثدي، وسرطان المبيض، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، وهشاشة العظام، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • أثناء الرضاعة تنتج هرمونات مهمة -مثل الأوكسيتوسين والبرولاكتين- تساهم في تقليل التوتر، وتزيد الشعور الإيجابي لدى الأم المرضع.


المراجع

  1. "Breastfeeding Overview", www.webmd.com, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  2. "The importance of breastfeeding", www.conditions.health.qld.gov.au, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Nutrition During Breastfeeding", www.americanpregnancy.org, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  4. "Healthy breastfeeding diet", www.nhs.uk, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  5. "Diet for Breastfeeding Mothers", www.chop.edu, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  6. Adda Bjarnadottir (1-6-2017), "Breastfeeding Diet 101 - What to Eat While Breastfeeding"، www.healthline.com, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  7. "AN EATING GUIDE FOR BREASTFEEDING MOTHERS", www.hpb.gov.sg, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  8. "Breastfeeding your baby", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  9. ^ أ ب "The Benefits of Breastfeeding for Baby & for Mom", my.clevelandclinic.org, Retrieved 14-11-2019. Edited.
5969 مشاهدة
للأعلى للسفل
×