فضائل أبي موسى الأشعري

كتابة:
فضائل أبي موسى الأشعري

أبو موسى الأشعري

هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، كان عالماً فقيهاً وَرِعاً، قال عنه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: "الإمام الكبير، صاحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أبو موسى الأشعريّ التميميّ الفقيه المقرئ"، حدَّث عنه كبار الصحابة والتابعين؛ كأبي أمامة الباهلي، وَأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيّب وغيرهم الكثير، قرأ القرآن على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأقرأه -رضي الله عنه- لأهل الكوفة والبصرة وفقّههم بدِينهم، وكان ممّن قرأ القرآن عليه حطّان الرقاشي، خصّه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالدعاء، فقال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وأَدْخِلْهُ يَومَ القِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا)،[١] ولَّاه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- القضاء على مناطق من اليمن كزبيد وعدن، وتولّى في عهد عمر بن الخطاب إمارة الكوفة والبصرة، أخذ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- العلم الكثير، وشارك معه في الغزو والجهاد في سبيل الله.[٢]


فضائل أبي موسى الأشعري

أوتي مزماراً من مزامير آل داود

أُوتي أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- مزماراً من مزامير آل النبي داود؛ وذلك لحُسن صوته وجودته في تلاوة القرآن الكريم، فقد كان -رضي الله عنه- حافظاً لكتاب الله -تعالى-، حيث أقرأه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- القرآن فحفظه وأتقنه، واشتهر -رضي الله عنه- بكثرة تلاوته لكتاب الله، وقيام الليل به، ثمّ أقرأه للناس حتى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أرسله قاضياً ومعلّماً إلى أهل اليمن، يقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي موسى: (يا أبا مُوسَى لقَدْ أُوتِيتَ مِزْمارًا مِن مَزامِيرِ آلِ داوُدَ)،[٣] قال ابن حجر في معنى المزمار: "الصوت الحُسن، وأصله الآلة؛ أُطلق على الصوت للمشابهة"، فقد كان -رضي الله عنه- عذب الصوت بالقرآن.[٢][٤]


سعة العلم

كان أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- واسع العلم، وعُرف بعلمه وفقهه، وتميّز بالإفتاء والقضاء، قال في وصفه الشعبيّ: "قضاة هذه الأمة أربعة: عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"، جمع أهل البصرة حينما كان والياً عليها وخطبهم قائلاً: "إنّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم، أعلّمكم كتاب ربكم، وسنّة نبيّكم، وأنظف لكم طرقكم".[٥]


مدح النبي وثناؤه عليه

كان أبو موسى -رضي الله عنه- من الأشعريين الذين امتدحهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لصفةٍ عظيمةٍ تميزوا بها، وهي: الإيثار ومواساتهم لبعضهم، حتى أنّه -صلّى الله عليه وسلّم- نسبهم وأضافهم إلى نفسه، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ)،[٦] ومعنى أرملوا: أي نفدَ طعامهم أو قلَّ.[٧]

المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:4323، صحيح.
  2. ^ أ ب [الذهبي، شمس الدين]، كتاب سير أعلام النبلاء ط الحديث، صفحة 40. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:5048، خلاصة حكم المحدث صحيح .
  4. مجموعة من العلماء (27\05\2001)، "فضل أبي موسى الأشعري"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022. بتصرّف.
  5. "أبو موسى الأشعري"، قصة الإسلام، 24/3/2013، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2486، صحيح .
  7. مجموعة من العلماء، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2022. بتصرّف.
5102 مشاهدة
للأعلى للسفل
×