فضائل الحمد

كتابة:
فضائل الحمد

الفضائل العامة للحمد

ومن الفضائل العامة للحمد ما يأتي:

  • الحمد لله فيها إقرار بعبودية العبد لربه سبحانه وتعالى؛ ومعنى ذلك أنّ العبد حينما يحمد الله تعالى على نعمه، يعلن بذلك استحقاق ربوبية الله تعالى، ويقر أنّه عبد لله تعالى؛ فالحمد في حقيقته شكل من أشكال العبادة، بل هو أسمى أنواع العبادة.
  • ابتداء القرآن الكريم بالحمد، دليل على أفضليته وتقديمه على كثير من الأعمال، حيث افتتحت سورة الفاتحة بقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[١] وليس هذا فحسب، بل قد ابتدأت أربع سور من القرآن الكريم بحمد الله وهي؛ سورة الأنعام، وسورة الكهف وسورة سبأ، وسورة فاطر.
  • جعلت الشريعة حمد الله تعالى سنة وعبادة متعلقة بكثير من الأحوال والأعمال، فحمد الله يأتي بعد العطاس، وبعد الطعام، وبعد لبس الجديد، وأول خطبة الجمعة، وغيرها من الأعمال؛ وبعد كل نعمة ينعمها الله على عبده، وذلك إظهاراً لأهمية جريان الحمد على لسان العبد وجعله ديدناً وعادة للمسلم.
  • حمد الله هو أفضل كلام الناس وذلك: (أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قالَ: ما اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).[٢]
  • حمد الله تعالى هو أحب الكلام إلى الله تعالى؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).[٢]
  • حمد الله هو صفة المؤمنين الدائمة، يقول الله تعالى عندما وصف المؤمنين: (التّائِبونَ العابِدونَ الحامِدونَ السّائِحونَ الرّاكِعونَ السّاجِدونَ الآمِرونَ بِالمَعروفِ وَالنّاهونَ عَنِ المُنكَرِ وَالحافِظونَ لِحُدودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ)،[٣] فقد وصف الله تعالى المؤمنين بهذه الأوصاف ومن ضمنها صفة حمد الله، وقد أكد الله على إيمانيتهم في نهاية الآية بقوله: (وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ).

فضائل الحمد في الدنيا

حمد الله أهم أسباب زيادة الرزق والبركة والخير من الله تعالى،[٤] وقد وعد الله تعالى بذلك يقول سبحانه وتعالى: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم)،[٥] فالمسلم يستطيع جلب الرزق، وإحلال البركة فيه، من خلال كثرة حمده لله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

فضائل الحمد في الآخرة

  • ترتب الأجر العظيم على حمد الله، ونيل الدرجات العظيمة عليه؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ).[٦]
  • حمد الله من أثقل حسنات المسلم في الميزان يوم القيامة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ)،[٧] ففي آخر الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم أهمية حمد الله.
  • حمد الله تعالى من أهم أسباب مغفرة الذنوب، حتى لو كانت كثيرة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).[٨]
  • حمد الله سبب لتكثير المسلم لنخله في الجنة، إذ هو غراس الجنة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قال سُبحانَ اللهِ العظيمِ وبحَمدِه غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنةِ).[٩]

فضائل أخرى للحمد

وهناك فضائل كثيرة جداً لحمد الله تعالى لا يتسع المقام لذكرها هنا، فهو شعار المسلم وبه يُبدأ الحديث، وهو سبب نيل رضا الله تعالى، وحمد الله تعالى لا يكون بمجرد الكلام فقط، بل بالعمل بما يرضي الله تعالى، واستعمال هذه النعم في طاعة الله تعالى، حيث قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا).[١٠]

المراجع

  1. سورة الفاتحة، آية:2
  2. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2731 ، صحيح.
  3. سورة التوبة، آية:112
  4. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 111-112. بتصرّف.
  5. سورة إبراهيم، آية:7
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:223 ، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6406، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6405 ، صحيح.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3464 ، حسن صحيح.
  10. جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 680. بتصرّف.
3824 مشاهدة
للأعلى للسفل
×