فضل التمسك بالدين في آخر الزمان

كتابة:
فضل التمسك بالدين في آخر الزمان

فضل التمسك بالدين في كتاب الله

التمسك بالدين آخر الزمان له فضلٌ عظيمٌ يعود على صاحبه وعلى المجتمع، فلا يستوحش المسلم ولا يحمل همًّا عظيمًا، ويعيش بخوفٍ، وإنّ أعظم ما يثبّت العبد هو التمسك بكتاب الله -عزّ وجلّ- وبالأخص إذا اشتدت غربة الزمان، ومن الفضائل الواردة في هذا الباب:

الأجر العظيم من الله

إنّ المتمسّك في الدين له ثوابٌ عظيمٌ عند الله كما قال ربنا: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)،[١]يمسِّكون وكأنّ الآية توحي لك أنّ الأمر عظيمٌ وشديدٌ وأنّ التمسّك عزيزٌ؛ فاستمسك وشدّ على دينك بنواجذك، وإيّاك أن يتفلّت منك في آخر الزمان وفي كلّ زمانٍ.

عدم الخوف والحزن

إنّ المتمسّك المتّبع لا يخاف ولا يحزن مع شدَّة الأمر وعظمته في آخر الزمان وفي كلّ زمانٍ، قال -تعالى-: (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[٢] وفي تفسير الآية معنى جميلٌ أنّ الله نفى الخوف والحزن عنهم ومعنى ذلك أنّهم في أمنٍ تامٍّ؛ لأنّ الخوف يكون على أمرٍ في المستقبل والحزن على أمرٍ مضى، فانتفى هذا وذاك فحصل الأمن التام.[٣]

فضل التمسك بدين الله في السنة

أمّا في السنّة النبويّة؛ فقد جاءت بعض الأحاديث التي تدلّ على عظم أجر المتمسّك بالدين آخر الزمان، ومنها ما يأتي:

  • إنّ التمسك بالعبادة في آخر الزمان الذي يكثر فيه الهرج له فضلٌ عظيمٌ، ولا يتمسّك إلّا قلَّةٌ؛ فالمتمسك في هذا الزمن عند اختلاط الأمور والتهاء الناس عن الدين؛ كالمهاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفضل والأجر؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (الْعِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إلَيَّ).[٤][٥]
  • وُعِدَ المتمسّكون في الدين بطوبى؛ وهي شجرةٌ في الجنّة، وقيل معناها من الطيب، وقد ورد هذا في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ).[٦][٧]
  • إنّ المتمسّك لشدَّة الغربة في الدين يبشّره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأجرٍ عظيمٍ، ومن المعلوم أنّ الأمر كلّما اشتدّ زاد الأجر؛ فهذا حديثٌ صحّحه الألباني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم)،[٨] وفي رواياتٍ أخرى للحديث أنّ له أجر خمسين منكم دون ذكر كلمة أجر خمسين شهيدًا.[٩]

وفي آخر الزمن يصبح الناس في غربةٍ كما ذكرنا في الحديث، وهذه الغربة علّمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما يوحى إليه من ربّه فكان من رحمته وشفقته علينا -صلى الله عليه وسلم- أن أخبر بأحاديث تثبّتنا في آخر الزمن، وكأنه بين الناس صلوات ربي وسلامه عليه؛ فتسلّي هذه الأحاديث المسلم الصابر الثابت.

المراجع

  1. سورة الأعراف ، آية:170
  2. سورة البقرة ، آية:38
  3. السعدي ، تيسير الكريم الرحمن، صفحة 50. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن معقل بن يسار ، الصفحة أو الرقم:2948.
  5. النووي ، شرح مسلم، صفحة 88. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:145.
  7. عبدالحق الدهلوي، لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، صفحة 476.
  8. رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:2234، صحيح .
  9. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب ، عن أبي ثعلبة، الصفحة أو الرقم:3172.
10701 مشاهدة
للأعلى للسفل
×