فضل الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة

كتابة:
فضل الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة

فضل الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة

إنّ الدعاء بوجهٍ عامّ عبادةٌ من العبادات الجليلة، وقد وردت أحاديث نبويَّةٌ عدَّةٌ في فضل الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة، وورود هذه الأحاديث يدلّ على فضل الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة وأهميته؛ لأنّ ذِكْر السنَّة لأمرٍ دليلٌ على فضله وأهميته، وقد جاء عن ابن قدامة في كتابه المغني أنَّه قال: "ويستحبُّ الدُّعاء في الطَّواف، والإكثار من ذكر الله تعالى؛ لأنَّ ذلك مستحبٌّ في جميع الأحوال، ففي حال تلبّسه بهذه العبادة أولى، ويستحب أن يَدَعَ الحديثَ الكلام، إلا ذكرَ الله تعالى، أو قراءةَ القرآن، أو أمرًا بمعروف، أو نهيًا عن منكر، أو ما لا بدَّ منهُ"، وفيما يأتي بعض الأحاديث النبوية الواردة في الدعاء أثناء الطواف:[١]

  • جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- طَافَ بالبَيْتِ وهو علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى علَى الرُّكْنِ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ في يَدِهِ، وكَبَّرَ)؛[٢] وإنَّما التكبير نوعٌ من أنواع الذكر والدعاء، فعلى الحاج أن يقتدي بسنّة رسول الله ويفعل مثله أثناء طوافه.
  • وعن عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- قال: (سمعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ بين الرُّكنِ اليَماني والحَجرِ الأسوَدِ: ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةٍ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ)،[٣] وهذا الدعاء كان أكثر دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الطواف.[٤]
  • ما رُوي عن ابن عباسٍ -رضي الله عنه- من قوله: (احفَظوا هذا الحَديثَ، وكان يَرفَعُه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان يَدعُو به بيْنَ الرُّكنَينِ: رَبِّ قَنِّعْني بما رَزَقْتَني، وبارِكْ لي فيه، واخلُفْ عَلَيَّ كلَّ غائبةٍ لي بخَيرٍ).[٥][٤]

تعريف الطواف وكيفيّته

الطواف في اللغة هو الدَّوران حول الشيء، أمَّا في الاصطلاح فهو ركنٌ من أركان الحجّ والعمرة، ولا يصحُّ الحج والعمرة إلَّا بأداء هذا الركن، والطواف هو أن يطوف الحاجُّ أو المعتمر ببيت الله الحرام سبعة أشواطٍ، على أن يبدأ الحاج أو المعتمر الطواف من أمام الحجر الأسود وأن ينتهي عند الحجر الأسود أيضًا، وأن يجعل الكعبة الشريفة على يساره أثناء طوافه، ومن السُّنَّة أن يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى والرمل هو المشي بسرعة وبخطًى متقاربة، وأن يضطبع المعتمر أو الحاجُّ في الطواف، والاضطباع جعل وسط الرداء تحت الكتف الأيمن وطرفي الرداء على الكتف الأيسر.[٦]

أنواع الطواف

إنَّ للطواف في الإسلام أنواعًا كثيرة، تختلف هذه الأنواع فيما بينها من حيث الوجوب وعدم الوجوب، فبعض أنواع الطواف لا يصحُّ الحج أو العمرة إلَّا بها، وبعضها يصحُّ، ولكلِّ طواف حكم ولتارك كلِّ طواف حكم أيضًا، وفيما يأتي أنواع الطواف المشروعة في الإسلام:[٧]

  • طواف القدوم: يكون هذا الطواف للمحرم إلى الحج أو للقارن بين الحج والعمرة، ويطوف الحاجّ فور وصوله إلى الكعبة الشريفة، وهو واجبٌ من واجبات الحج عند بعض العلماء، بينما يرى آخرون أنَّ هذا الطواف سنَّةٌ من السنن.
  • طواف الإفاضة: وهو الطواف الذي يقوم به الحاج عندما يُفيض من منى إلى مكة بعد الوقوف بعرفة، ويكون هذا الطواف يوم عيد الأضحى أو بعده، وهو ركنٌ من أركان الحج؛ لذلك يُسمَّى هذا الطواف أيضًا "طواف الفرض".
  • طواف الوداع: وهو الطواف الذي يؤدّيه الحاج بعد الانتهاء من كلِّ أركان الحج، وهو واجبٌ على كلِّ حاجٍّ، ويسقط هذا الطواف عن المرأة الحائض، ومن ترك هذا الطواف وجب عليه ذبح هدي.
  • طواف العمرة: وهو ركنٌ من أركان العمرة، ولا تكتمل العمرة إلَّا بتأديته.
  • طواف النذر: وهو أن ينذر الإنسان الطواف على نفسه، ويجب عليه أداء هذا النذر.
  • طواف تحية المسجد الحرام: وهو الطواف الذي يكون للداخل إلى المسجد الحرام؛ إذ إنّ تحيّة المسجد الحرام الطواف.
  • طواف التطوع: وهو أن يتطوّع المسلم بالطواف متى أراد دون سببٍ أو موجبٍ من حجٍّ أو عمرةٍ أو نذرٍ.

المراجع

  1. "ما يقول أثناء الطواف؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-07-2019. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1612، حديث صحيح.
  3. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1876، حسنه الألباني.
  4. ^ أ ب صديق حسن خان، رحلة الصديق إلى البلد العتيق، صفحة 91. بتصرّف.
  5. رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1695، صحيح الإسناد.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 172-176. بتصرّف.
  7. "أنواع الطواف حول الكعبة"، الإسلام سؤال وجواب، 14/11/2007، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2022. بتصرّف.
4216 مشاهدة
للأعلى للسفل
×