محتويات
- ١ فضل ختم القرآن الكريم
- ٢ ختم القرآن الكريم عند الصحابة والسلف الصالح
- ٢.١ عثمان بن عفان وختم القرآن الكريم
- ٢.٢ قتادة وختم القرآن الكريم
- ٢.٣ محمد بن مسعر وختم القرآن الكريم
- ٢.٤ عبد الله بن عمرو وختم القرآن الكريم
- ٢.٥ البخاري وختم القرآن الكريم
- ٢.٦ الأسود بن يزيد وختم القرآن الكريم
- ٢.٧ عبد الله بن مسعود وختم القرآن الكريم
- ٢.٨ سعيد بن جبير وختم القرآن الكريم
- ٢.٩ ابن عساكر وختم القرآن الكريم
- ٢.١٠ الشافعي وختم القرآن الكريم
فضل ختم القرآن الكريم
من الأحاديث التي دلت على فضل ختم القرآن الكريم ما يأتي:[١]
- عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ".[٢]
الفضل المستفاد من الحديث: يخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بفضل عظيم لقارئ القرآن الكريم وهو أنّ من يتقن قراءة كتاب الله تعالى يكون مع السفرة الكرام البررة والمقصود بذلك هم الملائكة، وأما الذي يقرأ القرآن بمشقة وصعوبة في التهجئة والتنلاوة فينال أجر التلاوة وأجر التعب، فالذي يقرأ القرآن لا يخسر مهما كان حاله إلا أنّ الإتقان في التلاوة له فضل أعظم.[٣]
- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ".[٤]
الفضل المستفاد من الحديث: يحثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على تلاوة القرآن الكريم لما له من فضل في اليوم الآخر حيث يكون شفيعًا لمن يقرأه يوم القيامة عند الله تعالى، ولا شك أن المقصود من قراءة كتاب الله تعالى وتلاوته فهمه والعمل بما جاء به وتطبيق أحكامه من حيث الأخذ والعمل بالأوامر واجتناب النواهي.[٥]
- عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَقُومُ به آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ".[٦]
الفضل المستفاد من الحديث: المقصود من الحسد في الحديث هو الغبطة فينبه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أنّ المسلم إن أراد أن يحصل على الخير فيغبط اثنين ويتمنى أن يكون منهم وأولهم قارئ القرآن الذي يقوم الليل وهو يقرأ بآيات الله تعالى ولا يغفل كذلك عن تلاوتها في النهار ليحصل على الأجر العظيم فتلاوة القرآن من الأعمال التي تستحق الغبطة.[٧]
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "مَنْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ ؛ فَلهُ بهِ حسنةُ، والحسنةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِها، لا أَقُولُ: الم حرفٌ، ولكنْ أَلِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، ومِيمٌ حرفٌ".[٨]
الفضل المستفاد من الحديث: من فضائل ختم القرآن هو تحصيل الأجر المضاعف إذ إن تلاوة كتاب الله تعالى وآياته ينال بها القارئ أجرًا بكل حرف يقرأه عشر حسنات،[٩] وتجدر الإشارة إلى أنّ قراءة القرآن الكريم يجب أن تكون بتدبر وتمعن فيتفكر القارئ بالآيات ويفهمها ويقف عندها ليتحقق الإيمان في قلبة ويحصل على الطمأنينة التي يبعثها القرآن الكريم، فختم القرآن بفهم وتدبر خير من قرائته على عجلة ومن غير فهم للآيات.[١٠]
ختم القرآن الكريم عند الصحابة والسلف الصالح
ورد الكثير من الاقوال التي تصف تعامل السلف مع القرآن وفي ما يأتي بعض ما ورد عنهم:
عثمان بن عفان وختم القرآن الكريم
اشتهر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بكثرة تلاوته للقرآن الكريم ورُوِيَّ عنه أنّه ختم القرآن الكريم كاملًا بركعة واحدة وكان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إذا سُئل عن الوقت المتبقي من الليل يقول: "انظروا أين بلغَ عثمانُ من القرآن"، فكان حريصًا على اكتساب أجر تلاوة القرآن الكريم في كل ليلة.[١١]
قتادة وختم القرآن الكريم
ومن الذين اشتهروا بالمداومة على ختم كتاب الله تعالى والحرص على تلاوته قتادة بن دعامة؛ فكان يختم القرآن الكريم مرةَ في كل سبعة أيام، وفي شهر رمضان المبارك يختمه مرةً كل ثلاثة أيام وإذا جاءت العشر الأواخر من شهر رمضان ختم كتاب الله تعالى في كل ليلة.[١٢]
محمد بن مسعر وختم القرآن الكريم
كان المسعر بن كدام حريصًا على قراءة القرآن الكريم في كل ليلة قبل أنّ ينام وكان يقرأ نصف القرآن حيث روى ابنه محمد بن مسعر ذلك وقال: "انَ أَبِي لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ نِصْفَ الْقُرْآنِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ وِرْدِهِ لَفَّ رِدَاءَهُ ثُمَّ هَجَعَ عَلَيْهِ هَجْعَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَثِبُ كَالرَّجُلِ الَّذِي ضَلَّ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ يَطْلُبُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ السِّوَاكُ، وَالطُّهُورُ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْمِحْرَابَ، فَكَذَلِكَ إِلَى الْفَجْرِ، وَكَانَ يَجْهَدُ عَلَى إِخْفَاءِ ذَلِكَ جِدًّا".[١٣]
عبد الله بن عمرو وختم القرآن الكريم
وروى عبد الله بن عمرو تلاوته لكتاب الله تعالى وكيف كان يقرأه في كل ليلة فقال: "جمَعْتُ القُرآنَ فقرَأْتُ به في ليلةٍ فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : اقرَأْه في كلِّ شهرٍ قال : فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي فقال: اقرَأْه في كلِّ عِشرينَ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي قال: اقرَأْه في عَشْرٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي قال: اقرَأْه في سَبعٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي فأبى".[١٤][١٥]
البخاري وختم القرآن الكريم
ورُوِيَّ عنالإمام البخاري -رحمه الله- كيف كان يختم القرآن الكريم في نهار شهر رمضان المبارك كل يوم ختمة، وكان يختمه كذلك في القيام مرة كل ثلاثة أيام، وهذا ما رواه مسبح بن سعيد حين قال: " كان محمدُ بن إسماعيل البخاري رحمه الله يختمُ في رمضان في النهار كُلَّ يومٍ خَتمة ويقومُ بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بخَتْمَة".[١٦]
الأسود بن يزيد وختم القرآن الكريم
جاء عن الأسود بن يزيد أنّه كان يختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك كل ليلتين، وفي باقي الأشهر يختم كتاب الله تعالى في كل ست ليالي.[١٧]
عبد الله بن مسعود وختم القرآن الكريم
روى عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود أنّ أباه كان يقرأ القرآن ويختمه في كل جمعة أي في كل اسبوع مرة.[١٨]
سعيد بن جبير وختم القرآن الكريم
رُوِيَّ عن سعيد بن جبير أنّه قرأ القرآن الكريم في ركعة واحدة عند دخوله الكعبة، وقيل إنه كان في رمضان يختم القرآن الكريم كاملًا بين المغرب والعشاء، وقيل أيضًا إنه كان يختم القرآن الكريم كاملًا في كل ليلتين.[١٩]
ابن عساكر وختم القرآن الكريم
كان ابن عساكر كثير التقرب والعبادة لله تعالى وكان حريصًا على تلاوة القرآن الكريم وختمه فيختمه في كل جمعة، وفي شهر رمضان المبارك يختمه في كل يوم مرة.[٢٠]
الشافعي وختم القرآن الكريم
كان الإمام الشافعي -رحمه الله- يختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك ستين ختمة، وروى الربيع ذلك وقال: "أَنَّهُ كَانَ يختِم فِي رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَة، سِوَى مَا يقرأُ فِي الصَّلاَةِ، فَأَكْثَرُ مَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ تسعاً وَخَمْسِيْنَ خَتْمَة، وَأَتَيْت فِي غَيْر رَمَضَان بِثَلاَثِيْنَ خَتْمَة".[٢١]
المراجع
- ↑ فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:798، حديث صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 642. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، حديث صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 637. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:815، حديث صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 649. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسة الصحيحة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3327، إسناده جيد رجاله ثقات.
- ↑ أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ خالد الخراز، موسوعة الأخلاق، صفحة 174. بتصرّف.
- ↑ الباقلاني، الانتصار للقرآن، صفحة 189. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 276. بتصرّف.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 215. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:756، أخرجه في صحيحه.
- ↑ النسائي، فضائل القرآن، صفحة 119. بتصرّف.
- ↑ أحمد الطيار، حياة السلف بين القول والعمل، صفحة 191. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، تاريخ الإسلام، صفحة 361. بتصرّف.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 166. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، صفحة 363. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 562. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 447. بتصرّف.