فضل خواتيم سورة البقرة

كتابة:
فضل خواتيم سورة البقرة

فضل آخر آيتين من سورة البقرة

سورة البقرة سورة مدنية، وعدد آياتها مئتان وست وثمانين آية، ولها فضل عظيم فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)؛[١][٢] وتختص آخر آيتين من سورة البقرة بمجموعة من الفضائل؛ سنذكر بعضها فيما يأتي:

كفايتهما لمن يقرأهما

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)؛[٣] وذهب العلماء إلى القول بأن المقصود بكفتاه: كفاية العبد المؤمن المكروه ومصارع السوء تلك الليلة، وقيل يُقصد بها كفايته قيام الليل.[٤]

حيث إن هاتين الآيتين تشتمل على تفويض الأمر كله لله -تعالى-، فالله -تعالى- وحده القادر على كفاية العبد وحمايته من كل مكروه وسوء، ووحده القادر على تخليص عبده المؤمن مما يزعجه أو يُقلقهن فالاعتماد كله على الله -تعالى-، والتوكل عليه وحده.[٤]

استجابة الدعاء بهما

تشتمل أواخر سورة البقرة على الدعاء؛ فمن سأل الله -تعالى- بها أعطاه سؤله وفرّج عنه ما أهمه، فالدعاء بأواخر سورة البقرة مشتمل على خيري الدنيا والآخرة، وهو من الأدعية التي يُرجى استجابة الدعاء به -بإذن الله تعالى-.[٥]

التحصن والرقية بهما

قراءة أواخر سورة البقرة لها فضلٌ عظيم في تحصين المسلم من كل سوء وشر، وقراءة سورة البقرة بجميع آياتها تحفظ المؤمن من السحر والحسد، وتحفظ بيت المؤمن من شر الشياطين وكيدهم؛ فالبيت الذي يتم فيه قراءة سورة البقرة تبتعد عنه الشياطين.[٦]

نورٌ يوم القيامة لصاحبهما

إن القارئ لأواخر سورة البقرة يأتي يوم القيامة وله نور أمامه؛ وذلك لإجلاله وإعظامه لعظيم ما يكان يواظب عليه من قراءة أواخر سورة البقرة، ولا يقرأ العبد المؤمن بهاتين الآيتين مستعيناً بهما على قضاء حوائجه؛ إلا أجابه الله لسؤله؛ فهي مما يُرجى به الاستجابة.[٧]

تفسير آخر آيتين من سورة البقرة

سنذكر تفسير آخر آيتين من سورة البقرة فيما يأتي:[٨]

  • قال الله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ..).[٩]

تبيّن الآيات الكريمة أن الأنبياء أعرف الناس بالله -تعالى- وتوضح للناس كافة أن من يعرف الله -تعالى- حق المعرفة؛ يقوم بعبادته حق العبادة وحق التسليم له وحده، وبعد ذلك أثنى على جميع المؤمنين الذين آمنوا بالله -تعالى- وملائكته وكتبه ورسله، ووصف الله -تعالى- نفسه بأنه الله؛ فلا رب سواه ولا معبود بحق إلا هو -سبحانه وتعالى-.

  • قال الله -تعالى-: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا..).[١٠]

يقصد بالوسع في الآية الكريمة: الطاقة؛ فالله -سبحانه وتعالى- لا يُكلّف نفساً إلا بما تستطيع، والله -سبحانه وتعالى- سيحاسب عباده على ما يصدر منهم من أقوال وأفعال سواء كانت حسنة أم سيئة، وتشمل الآية على دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة فيسأل المؤمن ربه ألا يؤاخذه بما ينسى ويخطئ، ويدعو الله أن يغفر له ذنوبه ويصلح حاله في الدنيا والآخرة.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
  2. الجلال السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 46- 47. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5009، صحيح.
  4. ^ أ ب سعيد صخر، فقه قراءة القرآن، صفحة 89. بتصرّف.
  5. ابن جبرين، شرح الطحاوية لابن جبرين، صفحة 15. بتصرّف.
  6. أحمد قشوع، تأملات في السور والآيات، صفحة 59. بتصرّف.
  7. سعيد صخر، فقه قراءة القرآن، صفحة 90. بتصرّف.
  8. حسن الزهيري، دروس الشيخ حسن أبو الأشبال، صفحة 4- 12. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية:285
  10. سورة البقرة، آية:286
4204 مشاهدة
للأعلى للسفل
×