فضل سماع القرآن الكريم

كتابة:
فضل سماع القرآن الكريم

مصادر التشريع

بعث الله -سبحانه وتعالى- رسوله الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- وألهمه الهديَ وأعطاه تشريع كلِّ شيءٍ قابل للحدوث في هذه الحياة، فبيّن رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- وأوضح للناس أجمعين تشريعات الله سبحانه وأمرهم بالعودة في كلِّ الامور إلى مصادر التشريع الأساسية في الإسلام وهي القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة، لهذا كان القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع الإسلامي وكانت السنة المصدر الثاني، وكان لكلٍّ منهما أحكام كثيرة تتعلّق بكلِّ تفصيل فيهما، وهذا المقال سيتناول فضل سماع القرآن الكريم في الإسلام وفضل تلاوته.

فضل سماع القرآن

إنَّ القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع في الإسلام، وهو كلام الله المعصوم عن الخطأ أو النسيان، وقد خصَّه الله تعالى بكثير من الأحكام التي تتعلّق بفضل حفظه وفضل تلاوته وحتى فضل سماع القرآن الكريم، وفيما يخصُّ فضل سماع القرآن الكريم على وجه الخصوص فقد وضّح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للناس أنّ لسماع القرآن الكريم فضلًا كبيرًا، قال -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الحديث: "منِاستمَعَ إلى آيةٍ من كتابِ اللَّهِ كتبت لَهُ حسنةٌ مضاعَفةٌ ومن تلاها كانت لَهُ نورًا يومَ القيامَةِ" [١]، ففي الحديث السابق توضيح لأهمية سماع القرآن الكريم، فمن استمع إلى آية كُتبت له حسنة مضاعفة كما بيَّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهذا -ولا شكَّ- من فضل الله وكرمه ورحمته. [٢]

فالاستماع إلى القرآن الكريم فيه من الأجر ما فيه، وهو في أجره وحكمه يدخل في حكم قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} [٣]، وجدير بالذكر أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجتمع مع الصحابة فيقرأ عليهم القرآن، ويأمرهم أن يقرؤوا له، ومما وردَ في صحيح السنّة النبوية الشريفة، أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قال لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في الحديث: "اقْرَأْ عَلَيَّ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أقرَأُ عليكَ وعليكَ أُنزِلَ؟ قال: نعم، فقرأتُ سورةَ النساءِ، حتى أتيتُ إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدً} قال: حسبُكَ الآن، فالتفتُّ إليهِ فإذا عيناه تذْرِفان" [٤]، والله أعلى وأعلم. [٥]

فضل تلاوة القرآن الكريم

لأنَّه مصدر التشريع الأوّل، ولأنَّه كتاب الله وكلامه، فلا بدَّ أن يكون له من العظمة ما له ويكون لصاحبه الثواب والأجر، ويكون لحافظه الأجر والثواب والرضا والسعادة، فليس هناك أجلُّ من مصاحبة كلام الحياة في الحياة والآخرة، كلُّ هذه الأشياء جعلت تلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- لعباده الصالحين، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة، في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ: ألم حرفٌ؛ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ" [٦]، ففي كلِّ حرف حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها رحمة وكرمًا من الله تعالى. [٧]

المراجع

  1. الراوي: أبو هريرة، المحدث: السيوطي، المصدر: الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 6/726، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
  2. ثواب الاستماع إلى القرآن الكريم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-12-2018، بتصرّف
  3. {الأعراف: الآية 204}
  4. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5050، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  5. فضل استماع القرآن الكريم, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-12-2018، بتصرّف
  6. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  7. ثواب قراءة القرآن الكريم تشمل كل من قرأ القرآن, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-12-2018، بتصرّف
4970 مشاهدة
للأعلى للسفل
×