محتويات
فضل سورة الحجر
وأما عن فضلِ سورةِ الحجر فهو يتّضح بوقتِ نزولها؛ فقد نزلتْ عندما ألمّت المُلمّات بالدعوةِ الإسلاميةِ في مكّة، حيث اشتدت عداوةُ كفّار قريش للرسولِ -عليهِ الصلاة والسلام- وأصحابهِ -رضوان اللهِ عليهم-، ونزلت في ما يُسمّى عام الحزن؛ الذي توفيت فيه السيدة خديجة -رضي الله عنها- وتوفّي فيه عمُّ الرسولِ أبو طالب الذي كان يُدافعُ عن ابن أخيه -صلى الله عليه وسلم-.[١]
وجاءت هذهِ السورة الكريمة تبيّن للرسولِ -عليهِ الصلاة والسلام- ما واجهه الأنبياء من قبلهِ، كما وتحدثت عن عاقبةِ الذين كذّبوهم وعادوهم؛ فهي إنذارٌ للمشركين بأن يكفّوا أيديهم وألسنتهم عن الرسولِ وأصحابه، فإن لم يفعلوا فعاقبة الأمرِ ستكونُ وبالًا عليهم، كما كانت نهاية من كانوا على شاكلتهم من الأقوام السابقة.[١]
التعريف بسورة الحجر
سورة الحجر هي سورة مكيّة بكامل آياتها، وعدد آياتها تسعٌ وتسعونَ آية، وترتيبها في المصحف الشريف هو الخامس عشر، وأما ترتيبها من حيث النزول فهو الرابع والخمسون، وعن سبب تسميتها بسورة الحجر فهو بسبب ذكرها لأصحاب الحجر وهم قومُ ثمود، والحجرُ هو وادٍ بين المدينةِ والشام، وتسمى بديار ثمود.[٢]
موضوعات سورة الحجر
تحدثت سورةُ الحجر عن العديد من الموضوعات وتطرقت إلى الكثير من الجوانب، ومنها:[٣]
- استهلال السورة
استهلّت السورة بالتحدّي بإعجازِ القرآن الكريم، والإشارةُ إلى مكانةِ القرآن.[١]
- تحذيرٌ للكفّار والمشركين
عن الندم الواقعِ بهم إن لم يكونوا من المسلمين.[١]
- التأكيد على حفظ الله -تعالى- لكتابهِ العزيز.[٤]
- حفظ اللهِ -تعالى- للعباد الصالحين
من بني آدم بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص حفظُ الأنبياء الذين حاول أقوامهم إيذائهم؛ ومنهم: سيدنا إبراهيم، وسيدنا لوط، وسيدنا شعيب، وسيدنا صالح -عليهم السلام-.[٤]
- تسليةُ فؤاد الرسولِ صلى الله عليه وسلم
بتذكيرهِ بما حصلَ مع الأنبياء من قبلهِ؛ منعاً للحزنِ واليأس، بما عذّب الله بهِ أقوامهم وانتصر لهم.
- تضمّن السورة لدلائل التوحيد، وصفات أهل النار والشقاء، وصفاتِ أهل الجنةِ والسعادة، وتحدثها عن أهوال يوم القيامة؛ والتي ستدفع الكافرين إلى الندم على أنهم لم يكونوا من أهل الإسلام.
- قصة سيدنا آدم وإبليس
والتي توضّح طاعة الملائكة لله -عزّ وجل- ومعصية إبليس له -سبحانه-، فأدخل سيدنا آدم الجنة، وطرد إبليس من رحمته، وهذا ما سيحل بالكافرين الذين عصوا الله -تعالى-، وعصوا رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
- إيضاحٌ لما تفضّل الله بهِ على نبيهِ
من تأييدهِ بمعجزةِ القرآن، ووعيدٌ بإهلاك أعداءه المشركين، وأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعدم النظر لمن تمتع بالحياة الدنيا، وأمره بخفض جناحهِ للمؤمنين، والجهر بالدعوة، والصبر والتسبيح والعبادة عند استهزاء الكافرين به.
موافقةُ أوّل السورةِ لآخرها
بدأت السورةُ بذكرِ القرآن الكريم حيث قال -تعالى-: (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ)،[٥] وانتهت بالأمرِ على لزومِ العبادات والطاعات حتى انتهاء الأجل، بقولهِ -تعالى-: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)؛[٦] ويُستدلُّ بذلك أن أعظم ما يُعين المسلم في الثبات على العبادة ولزوم الطاعة هو القرآن الكريم.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "وقفات مع سورة الحجر"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب عادل محمد خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 90-91. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:1
- ↑ سورة الحجر، آية:99
- ↑ عادل محمد خليل، أول مرة أتدبر القرآن، صفحة 89-90-91. بتصرّف.