فضل سورة الصافات

كتابة:
فضل سورة الصافات

فضل سورة الصافات

هل تميزت بعض سور القرآن عن غيرها في الفضل؟

ورد في سورة الصافات آثار لا تصح في فضلها، ذكرها العالم الفيروزآبادي ونبه على عدم صحتها، ومن ذلك ما ورد عن الصحابي أبي بن كعب -رضي الله عنه- وهو حديث موضوع لا يصح، وهو كالتالي: عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن من قرأ والصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرئ من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين".[١]


وهناك أيضًا حديث قد ورد عن الصحابي علي بن أبي طالب: "يا علي مَن قرأَ (والصَّافَّات) لا يصيبه يوم القيامة جُوع، ولا عطش، ولا يفزع إِذا فزع النَّاس، وله بكلّ آية قرأَها ثواب الضَّارب بسيفين فى سبيل الله"، وذكر فيروز أبداي أن هذا الحديث غير مقبول.[٢]


وأما ورد من آثار نبوية صحيحة في سورة الصافات ما يأتي: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يأمُرُنا بالتخْفيفِ، ويَؤُمُّنا بالصَّافَّاتِ".[٣][٤]


وللاستزادة حول سورة الصافات وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الصافات


فضل سورة الصافات في التأثير إيجابًا على حياة المسلم

كيف يستفيد المسلم من سورة الصافات في حياته العملية؟

ومن فضائل سورة الصافات على حياة المسلم:

  • التراص في صفوف الصلاة، وعدم الرجوع للصفوف الخلفية إلا من بعد إتمام الصفوف المتقدمة، كالملائكة التي تقف متراصة بأجنحتها في الهواء انتظارًا لأمر الله تعالى،[٥] كما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ".[٦][٧]
  • الحرص على مداومة ذكر الله تعالى في كل وقت، كالملائكة التي تداوم على ذكر الله تعالى وتوحده، ولا تنقطع عن ذلك،[٥] قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: "أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لها أن تَئطَّ إنَّهُ ليسَ فيها مَوضعُ قدمٍ إلَّا وعليهِ ملَكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ ، وقالَ الملائكةُ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}".[٨][٩]
  • الارتداع عن المعاصي والذنوب وما يغضب الله تعالى على أثر قوله تعالى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}،[١٠] فقيل أن معنى ذلك؛ الملائكة التي تردع المسلم عن المعصية والشرك بالله تعالى.[١١]
  • الحلف بالله تعالى فقط، فالله تعالى وحده من يقسم بالملائكة والتين والزيتون وما إلى ذلك.[١١]
  • تفكر الإنسان فيما حوله، دون إغفال التفكر في نفسه والتفكر في حركاته وسكناته، وروجه التي بين جنبيه.[١١]
  • عدم تصديق شعوذة وكذب الكهنة، وما هم إلا سمّاعون للأخبار الكاذبة من الشياطين المقذوفة بالشهب.[١١]
  • الحذر من عداوة الشيطان لبني آدم.[١١]
  • جعل التوحيد والتقوى هما نقطتا ارتكاز حياة المسلم.[١٢]
  • المراعاة لأحوال المأمومين في الصلاة، فيخفف الإمام عنهم، ويأتي بمثل ما اعتادوا عليه أو حسب أحوالهم وظروفهم.[١٣]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الصافات وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الصافات


كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة الصافات بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة الصافات

المراجع

  1. الخطيب الشربيني، السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، صفحة 398. بتصرّف.
  2. الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 398.
  3. رواه شعيب الارناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1/207، حديث صحيح.
  4. سعيد حوا، الأساس في التفسير، صفحة 4681. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد المنتصر، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 2. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:430، حديث صحيح.
  7. النووي، رياض الصالحين، صفحة 315.
  8. رواه ابن كثير، في تفسير القرآن، عن العلاء بن سعد، الصفحة أو الرقم:8/296، صحيح بشواهده.
  9. ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 271.
  10. سورة الصافات، آية:2
  11. ^ أ ب ت ث ج محمد المنتصر، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 3. بتصرّف.
  12. سعيد حوا، الأساس في التفسير، صفحة 4679. بتصرّف.
  13. سعيد حوا، الأساس في التفسير، صفحة 4681. بتصرّف.
7507 مشاهدة
للأعلى للسفل
×