سورة الطلاق
سورة الطلاق واحدةٌ من سور المفصَّل المدنيّة، إذْ نزلت قبل سورة البينة وبعد سورة الإنسان وعُدّت السورة السادسة والتسعين في ترتيب النزول والسورة الخامسة والستين في ترتيب سور المصحف العثمانيّ، وتقعُ آياتها الإثنتي عشرة في الربع السابع من الحزب السادس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين، وهي من السورة التي تفتتح آياتها بأسلوب النداء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أُطلق عليها اسم سورة النساء الصُّغرى أو سورة النساء القُصرى مقارنة مع سورة النساء الطولى والمعروفة بالنساء في ترتيب السور في المصحف، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة الطلاق.
مضامين سورة الطلاق
اعتنت سورة الطلاق شأنها شأن السور المدنية كافّة بكلّ ما يتعلق بالأمور التشريعيّة والتنظيمية والتوجيهية وغيرها ممّا يهمّ المسلم ويساعد في بناء مجتمعٍ قويمٍ على أُسسٍ سليمةٍ، فقد اشتملت آيات هذه السورة على واحدةٍ من أهمّ القضايا الأُسرية والمجتمعية في ذات الوقت ألا وهي الطلاق وحالاته وأحكامه وأنواعه وكيفية وقوعه واحتسابه وما يترتب عليه من متطلباتٍ كالنفقة والسُّكنى والعدة والأبناء وأجر المرضعة وغيرها من المسائل المرتبطة بحالة الطلاق، كما أشارت الآية إلى حقوق المطلقة من عدم الإضرار بها أو التضييق عليها، ووجوب وجود الشهود في عند وقوع الطلاق، وعند الإرجاع مع ضرورة مراعاة حق الله وتقواه والالتزام بأوامره. [١]
فضل سورة الطلاق
لم يصحَّ حديثٌ في فضل سورة الطلاق سواءً في حفظها أم تلاوتها لأسباب الرزق والزواج والتقريب بين الزوجيْن والقضاء على الأسباب المؤدية إلى وقوع الطلاق، وغيرها من الأفضال التي هي أقرب إلى الابتداع من الاتباع، لكن يبرز فضل سورة الطلاق في أنها فسّرت أحكام الطلاق الموجودة في سورة البقرة وأسهبت آياتها في الحديث عن أحوال النساء المُطلّقات اللواتي لم تأتي الآيات في السُّور السابقة على ذكرهنّ وهنّ الحوامل وكبيرات السِّن اللواتي بلغْنَ سنَّ اليأس والصغيرات منهنّ حتى سُمّيت بالنساء القُصرى أي قصيرة الآيات مقارنةً مع النساء الطولي أي طويلة الآيات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا"[٢]، وممّا يُذكر في فضل سورة الطلاق إتيانها على ذِكر التقوى وأثرها على حياة المسلم، إذ إنّها سببٌ في الرزق المفاجئ وإيجاد الحلول والمخارج من الأزمات والمآزق كافّة التي تعترض المسلم وأيضًا أهمية التوكل على الله في كل أمرٍ. [٣][٤]
أسباب الطلاق
الطلاق واحدةٌ من الحالات السلبيّة التي تنتشر في كثيرٍ من المجتمعات الإسلاميّة وغيرها، وقد تناقل الناس منذ الأزل الحديث الضعيف: "أبغَضُ الحلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ ما أحلَّ اللهُ شيئًا أبغضَ إليهِ من الطَّلاقِ" [٥] في إيماءةٍ إلى اعتقاد الناس بكراهية الطلاق وضرره على الفرد والأُسرة والمجتمع عمومًا، وقد أخبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الطلاق حيث كان شديد الكراهية له إلى دور الشيطان في الإفساد بين الزوج وزوجته من أجل هدم الأُسرة المسلمة: "إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ ثم يبعثُ سراياه؛ فأدناهم منه منزلةً أعظمَهم فتنةً يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتَ كذا وكذا؛ فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه؛ فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ" [٦] ومن الأسباب المؤدية إلى الطلاق أيضًا: [٧]
- الإدمان على تعاطي الكحول والمخدِّرات وكلّ ما يُذهِب العقلَ والدِّين.
- عدم وجود تكافؤ اجتماعيّ أو علمي أو مادي بين الزوجيْن.
- انشغال أحد الزوجيْن عن الآخر لأسباب عمليةٍ أو أُسريةٍ.
- انعدام أواصر المحبة والتفاهم والمودة بين الزوجيْن.
- إصابة أحد الزوجيْن بمرضٍ عضالٍ، يعطّله عن الإنجاب مثلًا.
- إصابة الحياة الزوجية بالملل والروتين اليوميّ المقيت.
- جهل أحد الزوجيْن أو كليهما بحقوق وواجبات كلّ واحدٍ منهما على الآخر.
المراجع
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الطلاق،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-10-2018، بتصرف
- ↑ {النساء: الآية 1}
- ↑ تفسير القرآن تفسير ابن كثير سورة الطلاق،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-10-2018، بتصرف
- ↑ تفسير سورة الطلاق كاملة،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-10-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: غاية المرام، الصفحة أو الرقم: 253، خلاصة حكم المحدث: ضعيف
- ↑ الراوي: جابر بن عبد الله، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 1526، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ المتسابقون إلى أبغض الحلال،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-10-2018، بتصرف