فضل سورة الماعون

كتابة:
فضل سورة الماعون

فضل سورة الماعون

سورة الماعون كغيرها من سور القرآن الكريم لها أفضلية عظيمة لأنها من كلام الله تعالى، ولكن لا يوجد لها أفضلية على بقية سور القرآن، ولا يختلف أجر من قرأ سورة الماعون عن أجر سائر سور القرآن الكريم، وأجر قراءة القرآن كما بينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، ‌لَا ‌أَقُولُ ‌الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ).[١][٢]


وتستمدّ سورة الماعون أفضليتها من جلالة معانيها، وهي على الرغم من صغر حجمها، وقلة عدد آياتها إلا أنها تكتنز من المعاني الكثير؛ فهي تتحدث عن الكافر بيوم الدين، وعن المسيء لليتيم، وعمن يمنع زكاته، وعن تاركي الصلاة، وغيرهم من المنافقين المرائين.[٢]


التعريف بسورة الماعون

هناك العديد من المعلومات المتعلقة بسورة الماعون، نعرض أهمها كما يأتي:


معلومات عن سورة الماعون

سورة الماعون إحدى سور جزء عمّ، فهي من السور القصار، قد سماها بعض العلماء بسورة الدين وسورة اليتيم، وهي سورة مكية، عدد آياتها سبع آيات، وكلماتها سبع وعشرون كلمة، وحروفها مئة وخمس وعشرون حرفاً.[٣]


ذكر السيوطي: "عن ابن عباس، في قوله: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)،[٤]، قال: نزلت في المنافقين، كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنعونهم العاريّة"، العارية؛ أي ما يُعيره الناس لبعضهم البعض.[٥]


مواضيع سورة الماعون

تضمنت سورة الماعون على العديد من المواضيع، ومنها:

  • التكذيب بيوم الدين: وذلك قول الله -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)،[٦] قوله: أرأيت؛ بمعنى أخبرني إن كنت تعلم، وهذا أسلوب من أساليب القرآن التشويقية، حيث يمهد للكلام بما يجعل السامع يتساءل، ويثير في نفسه حبّ السماع، وهذا أدعى للمحافظة على المعلومة وعدم نسيانها. أما كلمة (بِالدِّينِ)، فلها عدة معانٍ:[٧]
    • يوم الحساب، كما في قوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)؛[٨] أي يوم الحساب.
    • الحكم، وهنا يكون المعنى حكم الله تعالى، كما في قوله -تعالى-: (ما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ في دينِ المَلِكِ).[٩]
    • دين الإسلام.


  • قهر اليتيم، والإساءة إليه، وأكل حقوقه، وذلك قول الله -تعالى-: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ[١٠] وهذه الآية تشبه قول الله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)،[١١] قال الشوكاني: "ومعنى يدعّ: يدفع دفعا بعنف وجفوة، أي: يدفع اليتيم عن حقه دفعاً شديداً"، ومنه قوله سبحانه: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا).[١٢][١٣]


  • عدم الحث على إطعام المساكين، وذلك قوله: (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)،[١٤]وهذه الآية تشبه قول الله -تعالى-: (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)،[١٥] فهم لا يطعمون المساكين، ولا يحثّون على إطعامهم، ولا على بذل الطعام لهم، ونسب الطعام إليهم؛ لأنه من حقوقهم، فصار لهم.[١٦]


  • تهديد الساهين عن الصلاة بالويل، وذلك قول الله -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)،[٤] وللسهو عن الصلاة حالات منها:[١٧]
    • أن يترك الصلاة بالكلية.
    • أن يصليها بعد فوات الوقت، ولا يهتمّ بميعادها.
    • أن يصليها رياء، لا مخافة من الله تعالى.
    • أن يصليها بلا خشوع، ولا تدبرّ، فلا يدري أربعاً صلى أم خمساً.


  • ذمّ الرياء، وذلك قوله: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)،[١٨] قال صِدّيق حسن خان: "الذين هم يراؤون الناس بصلاتهم، إن صلوا، أو يراؤون الناس بكل ما عملوه من أعمال البرّ؛ ليثنوا عليهم، قال ابن عباس: هم المنافقون يراؤون الناس بصلاتهم، إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا".[١٩]


  • ذمّ مانعي الزكاة ومانعي الماعون، وذلك قوله -تعالى-: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)،[٢٠] ومنع الماعون، له معنيان:[٢١]
    • منع الزكاة، وحرمان الفقير منها.
    • منع المتاع؛ كالفأس، والدلو، والقدر، وما يشبه ذلك.


سورة الماعون ليس لها ميزة على غيرها من السور، وكل سور القرآن عظيمة، ورغم قلة عدد آياتها، إلّا أنها تناولت موضوعات ذات أهمية منها أمور عقدية، مثل: الإيمان بيوم الحساب، ورياء المنافقين، وأخرى عملية، مثل: الإحسان إلى اليتامى والمساكين، وإطعام الطعام، والتقصير في أداء الصلاة، ومنع الزكاة، وإعارة المتاع.


المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2910، حسن صحيح.
  2. ^ أ ب الفيروزابادي (1393)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ولجنة إحياء التراث الإسلامي، صفحة 546، جزء 1. بتصرّف.
  3. محمد الأمين الهرري (1421)، تفسير حدائق الروح والريحان (الطبعة 1)، بيروت - لبنان :دار طوق النجاة، صفحة 361، جزء 32. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سورة الماعون، آية:4-5
  5. السيوطي، لباب النقول في أسباب النزول، بيروت -لبنان:دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، صفحة 216. بتصرّف.
  6. سورة الماعون، آية:1
  7. الالوسي (1415)، روح المعاني (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 474. بتصرّف.
  8. سورة الفاتحة، آية:4
  9. سورة يوسف، آية:76
  10. سورة الماعون، آية:2
  11. سورة الضحى، آية:9
  12. سورة الطور، آية:13
  13. الشوكاني (1414)، فتح القدير (الطبعة 1)، دمشق وبيروت:دار ابن كثير ودار الكلم الطيب، صفحة 611، جزء 5. بتصرّف.
  14. سورة الماعون، آية:3
  15. سورة المدثر، آية:44
  16. مجموعة من علماء الأزهر (1414)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، صفحة 2028، جزء 10. بتصرّف.
  17. ابن جرير الطبري (1420)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة 1)، صفحة 630-632، جزء 24. بتصرّف.
  18. سورة الماعون، آية:6
  19. صديق حسن خان (1412)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، صيدا بيروت:المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صفحة 405، جزء 15. بتصرّف.
  20. سورة الماعون، آية:7
  21. أبو حيان الأندلسي (1423)، لبحر المديد في تفسير القرآن المجيد (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتب العلمية ، صفحة 360، جزء 7. بتصرّف.
5732 مشاهدة
للأعلى للسفل
×