محتويات
- أوّلهما: أنّ سورة الناس تعد آخر سورة في القرآن الكريم، حيث بدأ الله -تعالى- القرآن بسورة الفاتحة للدلالة على الاستعانة به وحمده، وختمه بسورة الناس والفلق للدلالة على ذات الأمر.
- ثانيهما: أنّ سورة الناس تسمّى بأسماء أخرى نحو: تسمّى مع سورة الفلق بالمعوذتين، أو المشقشقتين، أو المقشقشين أي المبرئتين من النفاق، وقد عنونها البخاري في صحيحه باسم "سورة قل أعوذ برب الناس، والترمذي بسورة المعوذتين، وابن عطية باسم سورة المعوذة الثانية.
فضل سورة الناس
يظهر فضل سورة الناس من خلال عدة أمور ومنها ما يأتي:[٥]
إثبات الوحدانية لله تعالى
تثبت سورة الناس توحيد الربوبية، حيث أنّ الله -تعالى- رب كل شيء، ومالك كل شيء، حيث قال الله -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ)،[٦] كما أنّها تثبت توحيد الألوهية حيث أنّ الله -تعالى- وحده من يستحق العبادة والخلق كلهم عبيده حيث قال الله -تعالى-: (إِلَـهِ النَّاسِ).[٧]
الاستشفاء والرقية بها
ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يعمد إلى قراءة سورة الناس وسورة الفلق وسورة الإخلاص حال مرضه، حيث قالت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وجَعُهُ كُنْتُ أقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ بيَدِهِ رَجاءَ بَرَكَتِها)،[٨] كما ويستحبّ تعويذ المسحورين بها.
الكفاية بها من السوء والشر
- حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على قراءة المعوذات وهي سورة الناس، وسورة الفلق، وسورة الإخلاص، في الصباح والمساء ثلاث مرات؛ لما فيهنّ من حفظ العبد وكفايته من الشر والسوء وكل شيء، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- قال: (خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وظُلْمَةٍ شديدةٍ نطلبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصليَ لنا ، فأدركناه ، فقال : أصليتم ؟ فلم أقلْ شيئًا ، فقال : قلْ . فلم أقلْ شيئًا ، ثم قال : قلْ. فلم أقلْ شيئًا ، ثم قال : قلْ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ ؟ قال : قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ).[٩]
- كما أنّه يستحب قراءة المعوذات ثلاث مرات حال المبيت اذا أوى العبد إلى فراشه، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).[١٠]
الوصية بها
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أوصى أصحابه بالمواظبة على قراءة المعوذتين، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (بينا أنا أسيرُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الجَحفَةِ والأبواءِ إذ غشِيتنا ريحٌ وظُلمةٌ شديدةٌ فجعلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ ب{ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و{ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } ويقولُ يا عقبةُ تعوَّذْ بهما فما تعوَّذَ متعوِّذٌ بمثلِهما).[١١]
المراجع
- ↑ سورة الناس، آية:1
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 631. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الاساس في التفسير، صفحة 6765. بتصرّف.
- ↑ أمين الشقاوي (17-3-2015)، "تأملات في سورة الناس"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26-1-2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الناس، آية:1-2
- ↑ سورة الناس، آية:3
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5016 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن خبيب، الصفحة أو الرقم:5082 ، حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5017 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:1463 ، صحيح.