سورة النبأ
سورة النبأ أول سورةٍ في الجزء الأخير من المصحف العثماني، وتقع آياتها الأربعون في الربع الأول من الحزب التاسع والخمسين، وعُدّت السورة الثمانين من حيث ترتيب النزول، إذْ نزلت على الرسول الكريم في مكّة قبل سورة النازعات وبعد سورة المعارج وهي السورة الثامنة والسبعون في ترتيب السُّور في المصحف، وللسورة أسماءٌ خمسٌ هي: النبأ، وعمّ، وعمّ يتساءلون، والمعصرات -بضم الميم وكسر الصاد السحب الحاملة للمطر-، وسورة التساؤل لافتتاح السورة آياتها بالأسلوب الاستفهاميّ، وهذا المقال يُسلط الضوء على فضل سورة النبأ.
مضامين سورة النبأ
أوْلَتْ السورة اهتمامًا كبيرًا بالحديثِ عن مشركي قريشٍ ومَن هم على شاكِلتهم الذين خاضوا في القرآن الكريم وكلّ ما جاء به وخالف جميع معتقداتهم وأفكارهم حول الإله والعبادة والبعث بعد الموت بأسلوب استهزائيٍّ يقوم على استبعاد وقوع هذا الأمر بعد الموت ممّا استدعى تهديد الله لهم، وأيضًا تضمّنت السورة أمثلةً على خلق بعض المخلوقات، وعلى رأسها الإنسان للتدليل على البعث بعد الموت، ثم الإتيان على ذِكر أهوال يوم القيامة المصاحبة للبعث مع وصفٍ ليوم الحشر، وجزاء المتقين والكفار، ثمّ اختتمت السورة آياتها بالتذكير على علم الله بكلّ شيءٍ. [١][٢]
فضل سورة النبأ
ما وردَ في فضل سورة النبأ أنّها واحدةٌ من السور القرآنية التي شيّبت الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي وأخواتها كما أخبر بذلك كونها من السور التي تحمل الإنذار الشديد:"شيَّبتني هودٌ والواقعةُ والمرسلاتُ وعمَّ يتساءلونَ وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" [٣]، أما ما يُتناقل في فضل سورة النبأ وفضل قراءتها على وجهٍ مخصوصٍ فلا صحة له ولم يرد شيءٌ صحيحٌ بشأن ذلك الأمر إلا الفضل المتعارف عليه جرّاء قراءة سائر القرآن الكريم، فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشر أمثالها سوى ذلك أي قولٍ في فضل سورة النبأ هو أقرب إلى الابتداع من الاتباع في أمر الدِّين. [٤][٥]
سبب نزول آية عن النبأ العظيم
قال تعالى: "عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ" [٦] ذكر أهل التفسير أنّ سبب نزول هذه الآية على الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو تساؤل كفار قريشٍ عمّا أسماه القرآن النبأ العظيم، وقد اختلف أهل التفسير حول ماهية النبأ العظيم فقيل: هو القرآن الكريم، وقيل أيضًا: هو البعث بعد الموت، وقيل: هو يوم القيامة، ثم جاءت الآية الكريمة التالية التي توضح وقوع الخلاف بينهم من حيث التصديق والتكذيب؛ فجميعهم آمنوا بالموت لمعاينتهم إياه ومشاهدة الموتى لكن اختلفوا فيما بينهم فمُصدِّقٌ ومُكذِّبٌ بالبعث بعد الموت وتحول الجسد إلى ترابٍ وهذه الإشكالية من أكثر ما اختُلف فيه بين سائر الأمم السابقة وهو موضع إيمانٍ بالغيب من خلال الإيمان بكل ما أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الصحيحة المُفسرة؛ لما جاء في القرآن الكريم حول سائر الغيبيات ومنها البعث. [٧]
المراجع
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة النبأ،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف
- ↑ التفسير الوسيط لطنطاوي،, "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 955، خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط البخاري
- ↑ حفظ القرآن وفضائل بعض السور،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف
- ↑ فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف
- ↑ {النبأ: الآية 1- 3}
- ↑ تفسير الطبري سورة النبأ،, "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف