فضل سورة نوح
ما صحة الأحاديث الواردة بشأن فضل قراءة سورة نوح؟
لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر بشأن سورة نوح أي حديث في فضلها، وإن الأحاديث التي تحدثت بشأن فضلها إنما هي ضعيفة ولا يصح أن يتداولها الناس، وفيما يلي بيان لهذه الأحاديث للتأكيد على ضعفها:[١]
- "إنّ من يقرأها كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح".
- "يا علي منْ قرأها كان في الجنّة رفيق نوح وله ثواب نوح وله بكلّ آية قرأها مثل ثواب سام بن نوح".
كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة نوح بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة نوح
فضل الاستغفار كما ورد في سورة نوح
لقد ذكر الله تعالى على لسان نوح -عليه السلام- العديد من الفضائل للاستغفار، فقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍۢ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا}،[٢] ومن هذه الفضائل:[٣]
- أنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا محو الذنوب وغفرانها رحمة من الله تعالى، وفي ذلك ترغيب بالتوبة والإنابة لله تعالى.
- أنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في الفرج عن الناس ونزول الغيث من السماء، ومعنى قوله تعالى: {مِّدْرَارًا} أنّه غيث كثير، وقد استدلّ العلماء على قراءة الاستغفار في صلاة الاستسقاء لاستجلاب المطر كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- إنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في حصول الرزق الوفير سواء كان مالًا أو غير ذلك مما يُشترى في أصله بالمال كالأنعام ونحوها، أو بما ينبت في الأرض من زرع ونحوه.
- إنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في حصول الإنجاب ووفرة الذرية.
- إنّ من شأن الاستغفار أنّه يكون سببًا في بركة الأرض ونشوء البساتين والزروع والجنان، وأيضًا في تفجّر الينابيع والأنهار التي تسقي هذه الأراضي لتحيا بها وتدوم ولا تيبس، فقد قرن الله -تعالى- بين الجنان والماء لأنّه لا حياة للزرع من دون الماء مثله كمثل كل شيء حي في هذه الأرض.
وللاستزادة حول سورة نوح وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة نوح
هل عدد حروف سورة نوح مساوٍ لعمر سيدنا نوح؟
ينبغي أوّلًا تحرّس عدد الحروف في سورة نوح عليه السلام، في توضيح هذه المسألة قد لجأ أهل العلم إلى تفصيل كل من عمر نوح -عليه السلام- وكم لبث في دعوته، وعدد حروف سورة نوح وكلماتها، فعدد حروف آيات سورة نوح هو تسعمئة وتسعة وخمسون حرفًا، وعدد كلماتها هو مئتان وأربع وعشرون كلمة، وعدد آياتها ثمان وعشرون آية.[٤]
وأما عن عمر نوح -عليه السلام- فليس هنالك دليل مثبت يقيني يقطع بعمره بحسب ما قال العلماء، فقد ورد في عمره كلام متضارب، فقد نقل عن ابن عباس أنّ قال إنّ نوحًا -عليه السلام- بُعث وهو ابن أربعين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عامًا، وعاش بعد الطوفان ستين سنة أخرى، وقال غيره بل عاش قبل الدعوة 300 عام، ودعوته استمرت 300 عام، وعاش بعد الطوفان 350 عامًا، وقال كعب الأحبار إنّه عاش ألف سنة وخمسين عامًا في الدعوة وبعد الطوفان عاش 70 عامًا، وبذلك يظهر أنّ القول بأنّ عدد حروف سورة نوح مساوٍ لعمر نوح -عليه السلام- هو قولٌ ليس دقيقًا.[٥]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة نوح وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة نوح
المراجع
- ↑ الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 483. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية:10 - 12
- ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 301-303. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم يونس الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 1192. بتصرّف.
- ↑ ابن أبي حاتم الرازي، تفسير ابن أبي حاتم، صفحة 3041. بتصرّف.
