فضل سورة هود وأخواتها

كتابة:
فضل سورة هود وأخواتها

ما هو فضل سورة هود وأخواتها؟

تعدّ سورة هود من سورالقرآن الكريم العظيمة المليئة بالتأمّل والتدبّر، وهي سورة جليلة القدر وأما أخوات سورة هود فهي: سورة الواقعة، وسورة القيامة، وسورة المرسلات، وسورة التكوير، وسورة الانشقاق، وسورة الانفطار،[١] وقد تطرّقت هذه السّورة إلى جملةٍ من الموضوعات الهامّة، فكان لها ولأخواتها فضل عن باقي السّور كما يأتي:[٢]

  • ذكر الله فيها من أخبار الأمم السابقة، وقصص الرسل السابقين ما يكون فيه تثبيت لفؤاد المؤمنين، وترهيب للمعاندين الطغاة، ومن بينها قصّة هود -عليه السّلام-.
  • التأكيد على ضرورة استقامة العبد لربّه، وقد تأكّد هذا الأمر في سورتي هود والمرسلات.
  • تعظيم القرآن الكريم ووصفه بالمحكم الذي لا يشبه شيء.[١]
  • تطرّق هذه السور الكريمة إلى أهوال يوم القيامة وأحوالها، وقدرة الله -تعالى- وحده على بعث النّاس.
  • تعظيم الله -تعالى-، وتفرّده وحده بالملك والخلق.


أثر سورة هود وأخواتها

إنّ قراءة سورة هود وتدبّر معانيها وفهمها له أثر كبير في حياة المسلمين عامّة، غير أنّه كان لها وقعاً خاصّاً على قلب النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيما يأتي بيان لأثر هذه السّور على نفس النّبي وعلى المسلم:


على نفسيّة النبي صلى الله عليه وسلم

كان لسورة هود وأخواتها من السّور أثرٌ في ظهور الشيب في رأس النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ففي الحديث الشريف حين سأل أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- رسول الله فقال له: (يا رسولَ اللهِ ، قد شِبْتَ! قال: شَيَّبَتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتِ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ)،[٣] وقال المناوي في شرح معنى شيّبتني هود وأخواتها؛ إنّ ما اشتملت عليه تلك السور من ذكرٍ للعذاب، وما حلّ بالأمم المكذّبة السّابقة، وما فيها من تفصيل لأهوال يوم القيامة ما يسبّب تقاحم الهموم والأحزان على المرء، وبالتالي يظهر الشيب في غير أوانه في رأس الإنسان.[٤]


وقد شاب -عليه الصّلاة والسّلام- من شدّة خوفه على أمّته إن كذّبت وحادت كالأمم السّابقة،[٤] وإنّ الخوف والفزع من أمر يورث الشّيب في الرّأس، وقد قال بعض العلماء إنّ سبب مشيب النّبي هو آية الاستقامة في قول الله -تعالى-: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ)،[٥] وأمر الاستقامة حِمل عظيم لا تقوى عليه جميع هذه الأمة.[٦]


على نفسيّة الفرد المسلم

إنّ لسورة هود وأخواتها أثرٌ كبير على الفرد المسلم، وذلك بالنّظر إلى موضوعات هذه السّور وما تعالجه من قضايا هامّة، وفيما يأتي ذكر أهمّ أثرها في نفس المسلم:

  • تحثّ المسلم على سلوك طريق الاستقامة وعدم الحياد عنه.
  • تعظّم شأن القرآن الكريم في قلب المسلم.
  • تذكّر المسلم بيوم القيامة وأهواله، لتبقى نفسه متيقّظة ويعمل لليوم الآخر ويعدّ نفسه له.
  • تعظّم في قلب المسلم أمر الدّعوة إلى الله -تعالى- رغم كلّ الصّعوبات، وذلك من خلال عرض السّورة لقصص الأنبياء؛ كهود، ونوح، وشعيب -عليهم السلام-، وغيرهم مع أقوامهم.



ملخّص المقال: تعدّ سورة هود من السّور رفيعة القدر؛ فهي السّورة التي كانت سبباً في ظهور الشّيب في رأس النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لِما فيها ما يثير القلق والخوف من ذكر يوم القيامة وذكر الأمم السّابقة ومآلها، وسورة هود لها أخوات تشابهها في الموضوعات المطروحة فيها، وهنّ : الواقعة، والمرسلات، والنّبأ، والتّكوير.


المراجع

  1. ^ أ ب برهان البقاعي، مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور، صفحة 175-178. بتصرّف.
  2. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 146. بتصرّف.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3297، حسن غريب.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 1250. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:112
  6. عثمان المكانسي، "تأملات تربوية في سورة هود"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
6495 مشاهدة
للأعلى للسفل
×