فضل سورة يس لقضاء الحاجة
إنّ سورة يس من السور المكية،[١] إلا أنه لم يرد عن أهل العلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر ما يمّيز سورة ياسين عن بقية سور القرآن الكريم في قضاء الحاجة، ولم يقف أي من أهل الحديث على مواطن يمكن فيه للمسلم أن يقرأ سورة يس فتقضي الحاجة والكرب.[٢]
هذا وقد ورد العديد من الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي تصف فضل قراءة سورة ياسين في قضاء الحاجة، وعلى ذلك لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أي حديث صحيح بشأن فضل سورة يس، وهذه الأحاديث الضعيفة والمنكرة نعرضها للقارئ هنا ليعلم بضعفها، من أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:[٣]
- "إنَّ لكلِّ شيءٍ قلبًا، وقلبُ القرآنِ (يس) ومَن قرأَ (يس) كتبَ اللَّهُ لهُ بقراءتِها قراءةَ القرآنِ عشرَ مرَّاتٍ".[٤]
- "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ يس في لَيلةٍ أصْبَحَ مَغفُورًا له".[٥]
- "من داومَ على قراءةِ يس كلَّ ليلةٍ ثمَّ ماتَ ماتَ شَهيدًا".[٦]
- "من دخلَ المقابرَ فقرأَ سورةَ يس خفَّفَ اللَّهُ عنهُم وكان لهُ بعددِ مَن فيها حسناتٌ".[٧]
- "اقرَؤوها على مَوتاكم، قال عليُّ بنُ إسحاقَ في حديثِه: يَعني {يس}".[٨]
وإن من الباطل أن يُنسب هذا الكلام إلى السنة النبوية الشريفة، وذلك لأن لا صحة له ولم ينطق به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يصح نسبه إلى أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة، فلم يرد عن أي أحد منهم أنه ذكر هذه الأحاديث، وفي ذكرهم لها تنبيه على بطلانها وتحذير للمسلم.[٣]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة يس وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة يس
هل يمكن تخصيص سورة معينة وقراءتها بعدد ووقت معين لقضاء الحاجة؟
لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أشارإلى قراءة سورة معينة بعدد معين لقضاء حاجة، أو أن هناك سورة مخصصة في القرآن لاستجابة الدعاء وجعله ممكنًا أو لتسريع إجابته، فقد أمر الله تعالى عباده بأن يدعوه في كل وقت وحين وبأي حاجة كانت لهم، فالله قريب يجيب دعوة عباده المؤمنين، فقال الله عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً}،[٩][١٠]
وقد وعد الله بإجابة أدعية عباده الصالحين وبيّن لهم أوقاتًا هي مظنة لاستجابة الدعاء ومنها:[١٠]
- دعاء يوم عرفة.
- دعاء الثلث الأخير من الليل.
- دعاء الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته.
- دعاء المرء في السجود.
وللاستزادة حول سورة يس وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة يس
ما هي السبل المشروعة لقضاء الحاجة؟
إن الإنسان المسلم الذي يبتغي أن تستجاب دعوته وأن تقضى حاجته وتفك كربته، فعليه القيام بهذه السبل:[١١]
- أن يقوم المسلم بتزكية عمله، وأن يقوم به كما طُلب منه ويحسن فيه ليقبل منه.
- أن يكون المسلم صادقًا في قوله وفعله وأن يتسمّ حديثه بالحق.
- أن يتصف المسلم بالأمانة، بحيث يؤديها لأصحابها في وقتها.
- أن يكون قلبه صافيًا سليمًا طاهرًا، حتى إذا طلب حاجته من الله تعالى أجابه.
كما يمكنك معرفة ما ورد من سبب نزول لسورة يس بالاطلاع على هذا المقال: سبب نزول سورة يس
المراجع
- ↑ [مقاتل]، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 571. بتصرّف.
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 20. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 248. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:35، ضعيف.
- ↑ رواه الألباني، في ضعيف الترغيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:978، ضعيف.
- ↑ رواه السيوطي، في الدر المنثور، عن أنس، الصفحة أو الرقم:314، ضعيف.
- ↑ رواه المباركفوري، في تحفة الأحوذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:78، ضعيف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن معقل بن يسار ، الصفحة أو الرقم:20314، ضعيف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:55
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 961. بتصرّف.
- ↑ ابن شاذان، الحسن بن أحمد، كتاب الأول من حديث أبي علي بن شاذان، صفحة 129. بتصرّف.