فضل صلاة الفجر

كتابة:
فضل صلاة الفجر

أركان الإسلام

الدّين الإسلاميّ هو عقيدةٌ وشريعةٌ بيّن فيها الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لأمّة الإسلام العبادات والحقوق والواجبات، كما بيّن الفرق بين الحلال والحرام وأوضح أهميّة مكارم الأخلاق وحرص على الآداب في المعاملات والحياة اليوميّة، فلمّا أكمل الله هذا الدّين وإرتضاه منهجًا لبني آدم بناه على خمسة أركان يقوم بها حتّى قيام السّاعة، ولقد رُويَ عن عبد الله بن عمر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[١] والمقال يركّز على أحد الجوانب الرئيسة من ركن إقام الصّلاة حول فضل صلاة الفجر.[٢]

الصلاة

عظّم الإسلام من شأن الصّلاة كونها عمودًا رئيسًا وركنًا من الأركان التي بُني عليها الإسلام، وقد وجب على أمّة المسلمين خمس صلواتٍ مفروضات بيّن وجوبها الله سبحانه في مواطن عديدة من القرآن الكريم، قال تعالى في سورة البقرة: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}،[٣] و قد روى معاذ بن جبل -رضي الله عنه- في الحديث الحسن الصّحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد"،[٤] ولقد جعل الإسلام الصّلاة أعظم فريضة بعد شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وجعل للمؤمنين المحافظين على صلاتهم الأجر العظيم.[٥]

وقد رُوي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصّحيح: "إن أولَ ما يُحاسبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملهِ صلاتهُ ، فإن صلحتْ فقدْ أفلحَ وأنجحَ، وإن فسدتْ فقد خابَ وخسرَ، فإن انتقصَ من فريضَةٍ شيئا، قال الربّ سبحانهُ وتعالى: انظروا هلْ لعبدِي من تَطوعٍ فتكملْ به ما انتقصَ من الفريضةِ، ثم يَكُونُ سائر أعمالهِ على هذا"،[٦] وقد بيّن الله سبحانه في القرآن الكريم الفوز العظيم بجنّات النّعيم للمحافظين على صلاتهم، قال تعالى في سورة المعارج: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}،[٧] وفي المقابل أوضح النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حكم التّهاون بها بقوله في الحديث الصّحيح: "إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر".[٨][٥]

سنن صلاة الفجر

صلاة الفجر أو ما تعرف بصلاة الصّبح هي واحدة من الصّلوات الخمس المفروضة، وكغيرها من الصّلوات لها من النّوافل التي سنّها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- للتّزوّد من خيراتها، فقد ورد في كتب السنّة النبويّة أنّ لصلاة الصّبح ركعتان نافلتان تُؤدّى قبل صلاة الفجر، وقد روت السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- في صحيح البخاري: "لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ"،[٩] كما سنّ النبيّ الذهاب إلى المساجد مشيًا لما له من البشرى العظيمة بالنّور التّام يوم القيامة، إضافةً إلى الوصول باكرًا للمسجد وألّا يضيع المرء تكبيرة الإحرام، وبعد نهاية الصّلاة يجلس في مصلّاه ويتلو أذكار الصّلاة وأذكار الصّباح.[١٠]


فضل صلاة الفجر

تعدّ صلاة الفجر واحدة من الكنوز التي ينبغي على كلّ مسلم أن يغتنمها لما لها من الفضل العظيم والأجر الكبير، كما أنّها تعود على مؤدّيها بالكثير من الخيرات في الدّنيا والآخرة، وفيما يأتي فضل صلاة الفجر ممّا أوضحته الشريعة الإسلاميّة:[١١]

  • إنّ من فضل صلاة الفجر أنّها تعادل بأجرها قيام ليلة، وذلك لما رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ، كان كقيامِ نصفِ االليلِ، و من صلى العشاءَ والفجرَ في جماعةٍ كان كقيامِ ليلةٍ".[١٢]
  • إنّ من فضل صلاة الفجر أنّها مدعاةٌ للفوز بحفظ الله للإنسان في حياته اليوميّة، وذلك لما رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ ، فمَن أخفَرَ ذمَّةَ اللَّهِ كبَّهُ اللَّهُ في النَّارِ لوجهِهِ".[١٣]
  • إنّ من فضل صلاة الفجر في الجماعة أنّ لها فضلٌ عظيم يوم القيامة، فمن كان مدوامًا عليها في المساجد بشّره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالنّور يوم القيامة، وقد جاء في حديثٍ إسناده جيّد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "بشر المشَّائين في الظلمِ إلى المساجدِ بالنورِ التامِّ يومَ القيامةِ".[١٤]
  • إنّ من فضل صلاة الفجر في الجماعة أنّها مدعاةٌ للفوز العظيم في الآخرة، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ"،[١٥] والبردين هما كلًّا من صلاتي العصر والفجر.
  • إنّ من فضل صلاة الفجر أنّها مدعاةٌ لجلب الرّزق والبركة، ومن فاته صلاتها على وقتها فقد مُنعَ رزق يومه وبركته.
  • إنّ من فضل صلاة الفجر أنّ سنّتها خيرٌ من الدّنيا وما عليها، وهو ما قاله النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصّحيح: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا".[١٦]

أحاديث نبوية في صلاة الفجر

أكّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أهميّة صلاة الفجر وفضلها العظيم من خلال الخوض في هذا الموضوع في العديد من الأحاديث النبويّة، وفيما يأتي بعض الأحاديث الصّحيحة التي رُويت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاة الفجر:[١٧]

  • عن عمارة بن رويبة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "لن يلِجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طُلُوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها".[١٨]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بكُمْ، فيَقولُ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ".[١٩]
  • عن عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- قال: "دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ، يا ابْنَ أَخِي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ".[٢٠]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، حديث صحيح.
  2. "أركان الإسلام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 43.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616، حسن صحيح.
  5. ^ أ ب "الصلاة في الإسلام"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2019. بتصرّف.
  6. رواه النووي، في المجموع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4/55، إسناده صحيح بمعناه.
  7. سورة المعارج، آية: 34،35.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن بريدة، الصفحة أو الرقم: 1454، أخرجه في صحيحه.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1169، حديث صحيح.
  10. "صلاة الصبح هي صلاة الفجر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  11. "أهمية صلاة الفجر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 415، حديث صحيح.
  13. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 1/219، رجال إسناده رجال الصحيح.
  14. رواه الدمياطي، في المتجر الرابح، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 58، إسناده جيد.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 635، حديث صحيح.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 725، حديث صحيح.
  17. "فضل صلاة الفجر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم: 5228، حديث صحيح.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7429، حديث صحيح.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 656، حديث صحيح.
7125 مشاهدة
للأعلى للسفل
×