محتويات
- ١ مداومة النبي على مدارسة القرآن في رمضان
- ٢ رمضان أعظم شهور السنة
- ٣ أحب الأعمال إلى الله تعالى
- ٤ مضاعفة الأجر والثواب
- ٥ مداومة السلف على قراءة القرآن في رمضان
- ٦ اتصاف المؤمن القارئ بالتقوى
- ٧ الفوز بجنات النعيم
- ٨ سبب في نزول السكينة على قارئ القرآن
- ٩ نزول الملائكة على مجلس قرآءة القرآن
- ١٠ ثناء نبي الله على قارئ القرآن
مداومة النبي على مدارسة القرآن في رمضان
مع من كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتدارس القرآن في رمضان؟
كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يداوم على مدارسة القرآن الكريم في شهر رمضان، وتكون مدارسة القرآن الكريم بأن يقرأ المسلم القرآن الكريم على غيره ويقرأ غيره عليه، فقراءة القرآن في رمضان والإكثار من تلاوته مستحب استحبابًا مؤكدًا وهذا ما كان يفعله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد كان يتدارس القرآن في رمضان المبارك مع جبريل عليه السلام،فيروي ابن عباس: "كانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ".[١][٢]
ويستحب الإكثار من تلاوة القرآن الكريم ليلًا؛ إذ ليالي شهر رمضان هي ليالٍ مباركة، ولأنّ الليل لا شغل فيه فتظهر همة المؤمن وعزيمته، ويكون قلبه أصفى لتدبر القرآن الكريم، كما أنّ مدارسة جبريل لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كانت ليلًا.[٣]
رمضان أعظم شهور السنة
ما تهنئة النبي -عليه الصلاة والسلام- بقدوم رمضان؟
إن شهر رمضان المبارك أعظم الشهور في السنة؛ لأنّ الله -تعالى- اختصّه بالصيام الذي هو ركنٌ من أركان الإسلام،[٤] وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول لأصحابه إذا أقبل رمضان: "قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَه، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ"،[٥] فكان يبشرهم به لعظيم فضله ليكثروا من العمل الصالح فيه ويغتنموا الأجر، ولا شك أن قراءة كتاب الله -تعالى- من أعظم الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى ربه -سبحانه- في شهره الفضيل.[٣]
أحب الأعمال إلى الله تعالى
هل تخصيص ورد بعينه من القرآن يُعدّ بدعة؟
فيجب على المسلم ألّا يترك قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان ولا في غيره؛ وذلك للفضل العظيم الذي يناله المسلم من تلاوته، كما يجب الإكثار من تلاوته في رمضان، بل وجَعْل آياته وردًا له في كل يوم مهما كان قليلًا وليس في ذلك بدعة؛ إذ أحب الأعمال إلى الله -تعالى- هي التي يداوم عليها الإنسان ولا يتركها، وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: أَدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ".[٦][٧]
مضاعفة الأجر والثواب
ما أقلّ ما يؤجر عليه الإنسان من القرآن الكريم؟
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حريصًا على قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان لعلمه بالأجر والثواب العظيم الذي يناله قارئ القرآن، ففي شهر رمضان تتضاعف الأعمال وكل حرف من حروف القرآن الكريم فيه عشر حسنات، فقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "أمَا إنِّي لا أَقولُ: "الم" حرفٌ، ولكن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ".[٨][٧]
مداومة السلف على قراءة القرآن في رمضان
كم مرة كان الإمام الشافعي يختم القرآن في رمضان؟
كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يكثرون من قراءة القرآن في شهر رمضان، فقد عرفوا بركته وحرصوا على تدبره وحفظه، واغتنام أجر قراءته في شهر رمضان، فكان الإمام الشافعي -رضي الله عنه- يختم القرآن في كل يوم من رمضان مرتين؛ مرة في النهار ومرة في الليل، وكان الإمام مالك -رضي الله عنه- يتفرغ في شهر رمضان لمجالس القرآن الكريم وتلاوته ويترك ما سواها من مجالس.[٩]
اتصاف المؤمن القارئ بالتقوى
من هم أهل الله في الأرض؟
ينال قارئ القرآن الأجر الجزيل من الله تعالى، ولعل أعظم هذا الثواب هو جعل قارئ القرآن من أهل الله وخاصته، فلا شيء أعظم من أن يصبح العبد من أولياء الله الصالحين، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "إنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ الناسِ، وإنَّ أهْلَ القرآنِ أهْلُ اللهِ وخاصَّتُه".[١٠][١١]
الفوز بجنات النعيم
ما رتبة قارئ القرآن يوم القيامة؟
من فضل القرآن الكريم هو شفاعته لأصحابه يوم القيامة؛ فالقرآن الكريم يحاجج عن صاحبه يوم القيامة، وينال قارئ القرآن الكريم الجنة بحسب عمله بما يقرأه من القرآن، فقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: "يقالُ لصَاحِبِ القرآنِ اقرَأْ وارتَقِ ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَك عندَ آخِرِ آيةٍ تقرؤُها".[١٢][١٣]
سبب في نزول السكينة على قارئ القرآن
كيف كانت حال النبي -عليه الصلاة والسلام- عند نزول القرآن الكريم عليه؟
إنّ السكينة تتنزل على قارئ القرآن الكريم كما جاء في سنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كانت تتنزّل عليه السكينة عند نزول الملك عليه بالقرآن حتى كاد أن يرضّ فخذ الصحابي الذي إلى جانبه.[١٤]
نزول الملائكة على مجلس قرآءة القرآن
ما قصة الظلة التي فيها سُرُج؟
ومن فضل قراءة القرآن الكريم هو أن نزول الملائكة عند قراءة آيات كتاب الله تعالى، وهذا ما دلت عليه قصة الصحابي أسيد بن حضير الذي كان يعرف بجمال صوته في ترتيل آيات القرآن، لما كان يصلي ويقرأ بالقرآن بصوت عالٍ، فقد جاء في صحيح مسلم في قصة الصحابي أسيد أنّه قال في حديث طويل يصف للنبي -عليه الصلاة والسلام- نزول الملائكة: "فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تِلكَ المَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ".[١٥][١٤]
ثناء نبي الله على قارئ القرآن
ماذا يكسو الله -تعالى- قارئ القرآن يوم القيامة؟
أثنى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على قارئ القرآن في كثير من الأحاديث منها أنه يلبس حلة الكرامة يوم القيامة في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "يجيءُ القرآنُ يومَ القيامَةِ، فيقولُ: يا ربِّ حلِّهِ، فيُلْبَسُ تاجَ الكرامَةِ، ثُمَّ يقولُ: يا ربِّ زدْهُ، فيُلْبَسُ حُلَّةَ الكرامَةِ، ثُمَّ يقولُ: يا ربِّ ارضَ عنْهُ، فيَرْضَى عنه، فيقولُ: اقرأْ، وارْقَ، ويزادُ بكُلِّ آيةٍ حسنَةً".[١٦][١٧]
كما يمكنك التعرّف على فضل قراءة القرآن في رمضان وغيره بالاطلاع على هذا المقال: فضل قراءة القرآن الكريم
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:3220، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 145. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن عبد الهادي الزرقاني، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 222. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، مجموع فتاوى ابن باز، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:8991، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:782 ، حديث صحيح.
- ^ أ ب ابن عثيمين، جلسات رمضانية للعثيمين، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج شرح الطحاوية، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:203، إسناده صحيح.
- ↑ نبيل العوضي، دروس للشيخ نبيل العوضي، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13542، حديث حسن.
- ↑ أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذرى، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:901، حديث صحيح الإسناد.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 34. بتصرّف.
- ^ أ ب سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:796، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:8030، حديث صحيح.
- ↑ سيد حسين العفاني، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 5. بتصرّف.