فضل قراءة سورة الواقعة قبل النوم

كتابة:
فضل قراءة سورة الواقعة قبل النوم

فضل قراءة سورة الواقعة قبل النوم

لم يَرد دليلٌ على فضل أو استحباب قراءة سورة الواقِعة قبل النوم بِالتّحديد، ولَكِن إن قرأها المسلم في أي وقتٍ وإن كان قبل النوم، فإنه يأخُذُ ثواب تلاوة القُرآن، وأمّا ما ورد في فضل قراءتها كُلّ ليلة وأنّها تُبعد الفقر، فهو حديثٌ ضعيف عند أهل الحديث،[١] ويُعمَل بالأحاديث الضعيفة عند العلماء في فضائل الأعمال، لذلك فلا يَعني هذا استغناء المسلم عن قراءتها وقِراءة القُرآن، بل ينبغي المُداومة على قراءته، والتحذير من هجره أو التفريط في قِراءته، ومما ورد في فضل قراءة سورٍ قبل النوم؛ سورة المُلك.[٢]


أمّا ما جاءَ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ عُثمان بن عفان -رضي الله عنه- جاءه يزوره في مرض موته، فوجده يَشكو ذُنوبه، ولم يكن له عطاءٌ ولا لبناته من بعده، فسأله إن كان له وصيّة، فقال: لا، فقال له: أتوصي ببناتك إليّ، فقال إنّه قد أوصاهنّ بِقراءة سورة الواقعة في كُلّ ليلة؛ لأنّه سمع من النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول أنّ من قرأها كلّ ليلة لم تُصبْه فاقة أبداً، فقد قال عنه ابن حجر إنّه لم يرقَ إلى درجة الصحّة،[٣][٤] وهو حديثٌ رواه البيهقيّ في كِتابه شُعب الإيمان، وحكم عليه الشيخ الألبانيّ بالضعف في كِتابه السلسلة الضعيفة، وغيره من العلماء كذلك.[٥]


فضل قراءة القرآن

إنّ لقراءة القُرآن وَتِلاوتهِ الكثير من الفضائل، ومنها ما يأتي:[٦][٧]

  • إثابة وإعطاء الله -تعالى- لِقارئ القرآن بِكُلِّ حرفٍ حسنة، والحسنةُ بِعشرِ أمثالِها، لِقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)،[٨] كم ثبت عن النبيّ أنّ الماهر به يكون في الجنّة مع السَّفرة الكِرام البررة، ومن يَشقُّ عليه قراءته يكونُ له أجران.[٩]
  • تطبيق أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- الوارد في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِين* وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ).[١٠]
  • نَيْل الشفاعة يوم القيامة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[١١]
  • طريقُ الصالحين، وتلاوته من التجارة الرابحة، لقوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).[١٢]
  • نْل الأجر والثواب العظيم، كقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لأهلِ الصُّفّة: (أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ)،[١٣] كما أنّ قِراءة سورة الإخلاص تَعدل ثُلث القُرآن، وقراءة المُعوّذتين ثلاثَ مراتٍ في الصباح والمَساء تكفي قارئِها من كُلِّ شيء، بالإضافة إلى أنّه شِفاءٌ لِما في الصُدور.[١٤]


فضل قراءة القرآن بالليل

ينبغي لِقارئ القُرآن الاعتناء بقراءة القرآن الكريم؛ سواء في الليل أو النهار، ويُفضّل قراءته في الليل؛ لما في ذلك مِنَ البُعد عن الشواغل، وثبات الحِفظ، وتجمّعُ القلب مع الِلسان، مما يؤدّي إلى التدبُّر والتأمّل، لقوله -تعالى-: (إِنّ نَاشِئَةَ اللّيْلِ هِيَ أَشَدّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً)،[١٥] وفيما يأتي المزيد من الفضائل:

  • إنّ في الليل ساعةً يُستجاب فيها الدُعاء، وذلك في كُلِّ ليلة، وجاء عن الإمام النوويّ أنّ هُناك الكثير من نُصوص الكِتاب والسُّنّة التي تحُثُّ على قِراءة القُرآن ليلاً، والقيام به، لِما في ذلك من النّجاةِ من الغفلة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمئةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ)؛[١٦] والمُقنطر هو الذي يأخُذُ أجره بِالقنطار.[١٧]
  • إنَّ قراءة القرآن ليلاً مِن صِفات المُتقين، لقوله -تعالى-: (كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)،[١٨] وهي سببٌ لِشفاعة يوم القيامة، لِقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعْنِي فيهِ، فيُشَفَّعَانِ).[١٩] جاء عن الحسن البصريّ، أنَّ قائِمَ الليل مِن أحسن الناس وُجوهاً ونوراً.[٢٠]
  • إنَّ قراءة القُرآن ليلاً مِن أعظ النِعم التي يُنعمُ الله -تعالى- بها على عبده المؤمن، لِقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ).[٢١][٢٢]


المراجع

  1. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 688، جزء 2. بتصرّف.
  2. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1195، جزء 10. بتصرّف.
  3. دار الإفتاء المصرية، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 36، جزء 8. بتصرّف.
  4. عائض بن عبد الله القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 32، جزء 167. بتصرّف.
  5. الموقع بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد (2009)، القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب)، صفحة 259، جزء 3. بتصرّف.
  6. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، عظمة القرآن وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 33، جزء 1. بتصرّف.
  7. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 52، جزء 19. بتصرّف.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2910، حسنٌ صحيح.
  9. راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 476. بتصرّف.
  10. سورة النمل، آية: 91-92.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
  12. سورة فاطر، آية: 29-30.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 803، صحيح.
  14. سعد البريك، دروس الشيخ سعد البريك، صفحة 5-6، جزء 125. بتصرّف.
  15. سورة المزمل، آية: 6.
  16. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1398، صحيح.
  17. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 397، جزء 9. بتصرّف.
  18. سورة الذاريات، آية: 17-18.
  19. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 5185، صحيح.
  20. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 97، جزء 7. بتصرّف.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5026، صحيح.
  22. الموقع بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد (2009)، القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب)، صفحة 663، جزء 7. بتصرّف.
3949 مشاهدة
للأعلى للسفل
×