فضل قيام الليل

كتابة:
فضل قيام الليل

وصف الله لهم بالمتقين

لماذا وصف الله تعالى من يقوم الليل بالتقوى؟

جعل الله تعالى لقائم الليل فضلًا عظيمًا؛ ولمّا وصف الله تعالى في كتابه المتقين من عباده كانت من أهم صفاتهم هي قيامهم بالليل حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}،[١] فغاية الإنسان من العبادة هي نيل رضا الله تعالى، ولا شك أن التقوى من أعظم مراتب الإيمان، وفي قيام الليل يأتي العبد ربه راجيًا رضاه متقربًا إليه، ليعينه الله -تعالى- على الثبات على إيمانه وصلاح أحواله.[٢]


ما الفرق في عدد الركعات في صلاة التهجد وقيام الليل؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل


تفضيل من يقوم الليل على غيره

ما هي المنزلة التي ينالها قائم الليل؟

فضّل الله -تعالى- من يقوم الليل على غيره فأثنى عليهم في العديد من المواضع في القرآن الكريم فهم استحقوا ولاية الله -تعالى- بعد أن صفهم بالمتقين حيث قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }،[٣]

[٤]


تفضيل صلاة الليل على غيرها من النوافل

لماذا فُضلت صلاة الليل على غير صلوات من النفل؟

فُضِّلت صلاة الليل على غيرها من النوافل؛ لأنها تُظهر إخلاص العبد وصدق سريرته ونقاءها، فهي صلاة غير مفروضة على العبد، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: "أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ".[٥][٦]


هل هناك وقت مخصوص لقيام الليل؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما هو أفضل وقت لقيام الليل


جعل الجنة مثوى لمن يقوم الليل

بماذا وعد الله تعالى قائم الليل؟

ذكر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن صلاة الليل هي من أسباب دخول العبد إلى الجنة؛ حيث جاء عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنّه قال: "أيُّها الناسُ أفْشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصَلوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بسَلامٍ"،[٧] فوعد الله -تعالى- قائم الليل بدخول الجنة بسلام، أي من غير عذاب أو عقاب، وبذلك يجب الحرص على صلاة الليل للفوز بنعيم الجنان.[٨]


كسب من يقوم الليل ساعة استجابة الدعاء

ما هو أحسن الوقت من الليل للدعاء؟

ومن الفضل العظيم الذي يناله القائم في صلاة الليل هو أنه يكسب ساعة استجابة الدعاء، فالله تعالى يكون قريبًا من عباده في هذا الوقت من الليل يسمعهم ويعطيهم، ويستجيب دعاءهم،[٩] وروى أبو هريرة - رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: "يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له".[١٠][١١]


كسب من يقوم الليل رحمة الله تعالى

ما هي صور الرحمة التي ينالها قائم الليل من ربه؟

وقائم الليل يكسب رحمة الله تعالى، فهو قريب من ربه سبحانه الذي وعده بالرحمة والاستجابة،[١٢] ومن رحمة الله تعالى والفضل اللي يناله قائم الليل أن الله -تعالى- يصرف عنه عذاب جهنم، ويرزقه الجنة فضلًا ورحمة منه، حيث قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}. [١٣][٢]


وصف الله تعالى لهم بأنهم "عباد الرحمن"

من هم عباد الرحمن؟

وصف الله -تعالى- قائم الليل بأنّه عبدٌ له وحده، حيث قال سبحانه في سورة الفرقان: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}،[١٤] وهذا من الفضل العظيم الذي يناله القائم بالليل وهو نيل جوار ربه ورضاه،[٢] وقد أضافهم الرحمن إلى نفسه؛ تقديرًا لحسن أعمالهم وإيمانهم، وتشريفًا لهم.[١٥]


هل ورد دعاء مخصوص لقيام الليل من السنة النبوية؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: دعاء قيام الليل


ثناء الله تعالى على من يقوم الليل

كيف أثنى الله تعالى على من يقوم الليل؟

امتدح الله تعالى عباده الذين يشتغلون بطاعته حيث قال الله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}،[١٦] فأثنى الله -تعالى- على عباده الذين تتباعد حنوبهم عن أماكن نومهم واضطجاعهم، والمقصود هو اشتغالهم بالعبادة؛ وهي قيام الليل.[١٧]


علو شأن ومنزلة المؤمن بقيامه الليل

لماذا حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على قيام الليل؟

جعل الله -تعالى- لقائم الليل شأنًا عظيمًا ومنزلة رفيعة وجعل قيام الليل شأن عباده الصالحين وعادتهم، فقد روى أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: "عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثم"،[١٨] وبذلك يحرص المسلم على رضا الله -تعالى- ويلزم هذه العبادة التي ترفع من شأنه عند ربه، وتجعله من عباده الصالحين الذين يقومون من جوف الليل لأداء الصلاة تقربًا منه.[٩]


النجاة من الفتن

ما هو الدليل على أن قيام الليل ينجي من الفتن؟

إن لصلاة الليل أثر عظيم في النجاة من الفتن والوقاية منها حيث روت أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- أنّه "اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ -يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ- رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ"،[١٩][٢٠]


فأراد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إيقاظ زوجاته للصلاة في الليل والوقوف بين يدي الله تعالى، ليُكتب لهنّ عملًا صالحًا يحفظهنّ من الفتن، لأن التقرب لله -تعالى- بالأعمال الصالحة يحمي العبد من الفتن.[٢١]


هل تصلّى صلاة قيام الليل بعدد ركعات معيّن؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: كيفية صلاة قيام الليل

المراجع

  1. سورة الذاريات، آية:15 16 17
  2. ^ أ ب ت عبد الله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 50. بتصرّف.
  3. سورة يونس، آية:62 63 64
  4. عبد الله بن صالح القصير ، كتاب تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 49. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1163، حديث صحيح.
  6. ابن مفلح، كتاب المبدع في شرح المقنع، صفحة 25. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج رياض الصالحين، عن عبد الله بن سلام، الصفحة أو الرقم:1166، حديث صحيح.
  8. ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 201. بتصرّف.
  9. ^ أ ب أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 2. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7494، حديث صحيح .
  11. عبد الله بن صالح القصير ، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 51. بتصرّف.
  12. أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 2. بتصرّف.
  13. سورة الفرقان ، آية:64 65
  14. سورة الفرقان، آية:63 64 65
  15. مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط، صفحة 1539. بتصرّف.
  16. سورة السجدة، آية:16
  17. محمود خطاب السبكي، المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود، صفحة 250. بتصرّف.
  18. رواه الألباني ، في إرواء الغليل، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:452 ، حديث حسن.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7069، حديث صحيح.
  20. عبد الله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بهما من أحكام، صفحة 53. بتصرّف.
  21. عبد الكريم الخضير، كتاب الفتن من صحيح البخاري، صفحة 25. بتصرّف.
5229 مشاهدة
للأعلى للسفل
×