محتويات
مقدمة
كثيرًا ما يشكو الأفراد من الفطريات التي تُصيب بعض أجزاء الجسم، كالجلد، وفروة الرأس، والأظافر، خاصةً تلك الأجزاء المُعرَّضة للرطوبة والحرارة بصورة أكبر، وفي هذا الجانب تعدّ فطريات الأظافر، أو التهاب الأظفار الفطري، أو الفطار الظفري (Onychomycosis)، واحدة من أكثر الأمراض التي تُصيب الأظافر شيوعًا بين الأفراد، وقد يُعزى ذلك إلى زيادة أعداد الأشخاص الذين يعانون من تثبيط في جهاز المناعة لديهم، وتزايد استخدام غرف تبديل الملابس المشتركة، والميل لارتداء الأحذية الضيقة، وفي الحقيقة، تحدث هذه العدوى عند مهاجمة الفطريَّات أظافر اليدين، أو القدمين، أو الجلد أسفل الأظافر، فتتسبَّب بتغير مظهر الإظفر، وربما يصاحبها الشعور بالألم أو الانزعاج.[١][٢]
ولا يقتصر الأمر على إصابة البالغين بفطريات الأظافر، فقد يلاحظ الأهل تغير شكل الظفر لدى الطفل، وعلى الرغم من أنّهم أقل عرضة لهذا المرض مقارنةً بالأشخاص البالغين، إلا أنّ نسب الإصابة أخذت في تزايد، وهو ما يقودنا إلى موضوع فطريات الأظافر عند الأطفال، والذي سيكون محور الحديث عنه في هذا المقال.[٣][١]
فطريات الاظافر عند الاطفال
من المعروف أنَّ فطريات الأظافر تكون أقل شيوعًا بين الأطفال مقارنةً بالبالغين، إذْ تتراوح نسبة إصابة الأطفال بهذه العدوى بين 0.2-2.6%، ويُعزى ذلك إلى سرعة نمو الظفر، وصِغَر مساحته السطحيَّة عند الأطفال، وانخفاض معدَّل تعرُّض الإظفر للإصابة، وعدم قضاء الطفل وقتًا في غرف تبديل الملابس، أو برك السباحة العامة، أو غيرها من أماكن انتشار عدوى فطريات الأظافر، وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ أعداد الإصابة بهذه العدوى بدأت بالتزايد بين الأطفال والرضَّع. [١][٣]
وعمومًا، يجهل الكثير من الأفراد كيفيَّة التعامل مع فطريات الأظافر عند الطفل، ظنًّا منهم بأنّها مشكلة تؤثر بالمظهر فقط، ولا تلقى اهتمامًا مناسبًا على الرغم من كونها واحدة من الأمراض المُعدية، والتي قد تُسبِّب الانزعاج للمُصاب، وربما تعرُّضِه لأنواع أخرى من العدوى الثانويَّة، أو مُشكلات صحية أخرى في حالة الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعه أو مرض السكري.[٤]
بناءًا على دراسة تبحث تأثير فطريات الأظافر على الأطفال، ظهر اختلاف بين فطريات الأظافر التي تُصيب هذه الفئة العمريَّة وتِلك التي تظهر عند البالغين، ففي مُعظم الحالات لا تستمر العدوى الفطريَّة عند الأطفال لأكثر من عام، على عكس ما يحدث عند البالغين، إلى جانب عدم الكشف عن وجود مشكلة صحيَّة كامنة لديهم؛ كالضغط، والسكري، وقد أوضحت الدراسة أنَّ الغالبية العُظمى من الأطفال المُصابين بعدوى فطريات الأظافر تظهر لديهم المُشكلة في إصبعٍ واحد، وغالبًا ما يكون إصبع القدم الكبير أو الإبهام.[١]
وفي الحقيقة، غالبًا ما تظهر فطريات الأظافر عند الأطفال بسبب انتقال العدوى من أحد الأفراد الذين يقطنون مع الطفل في المنزل، أو مشاركة مقصات الأظافر مع شخص مُصاب بالعدوى، أو نتيجة استمرار الطفل بعادة مصّ إصبع القدم، وفي حالات نادرة، يُصاب الأطفال بفطريات الأظافر بسبب وجود اضطرابات مناعيَّة تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي في الجسم.[٥]
تسبِّب فطريات الأظافر زيادة هشاشة الإظفر، وسماكته، وتغيُّر لونه ليصبح مُبيَضًّا، أو مصفرًّا، أو حتى أسود أو أخضر اللون، وقد يعاني المُصاب أيضًا من الألم في الجلد المُحيط بالإظفر أو الشعور بالألم عند لمسه، والذي يستدعي أخذ الطفل لمراجعة الطبيب.[٥]
علاج فطريات الأظافر عند الأطفال
بسبب ندرة إصابة بالأطفال والرضع بفطريات الأظافر، فإنَّ التشخيص الخاطئ للحالة هو أمر وارد الحدوث، وقد يكون سببًا في إعطاء العلاج غير المناسب الذي قد يضرّ بالطفل.[٥] وتكمن أهمية التشخيص الصحيح لفطريات الأظافر في الابتعاد عن استخدام العلاج غير الضروري لفترات طويلة، والذي من شأنه أنّ يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض الجانبيَّة، إضافةً إلى تجنب استخدام العلاج غير الصحيح الذي قد يُعطَى في الحالات الشبيهة بفطريات الأظافر، [٣] والذي يعدّ أمر بالغ الأهمية، خاصةً في حالات الأطفال، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار استخدام الأدوية المُوافَق عليها من الجهات المسؤولة، والتي يصِفها الطبيب ويوصِي بها، ومن العلاجات المُستخدمة في حالات فطريات الأظافر عند الأطفال:[٥]
- دواء غريسيوفولفين (Griseofulvin)، وهو الدواء الفموي الوحيد حاليًّا الذي وافقت منظمة الغذاء والدواء على استخدامه لعلاج الأطفال، وتجدر الإشارة إلى أنَّ استخدام هذا العلاج يستغرق غالبًا عِدة شهور قبل الحصول على النتائج المرجوَّة_كما هو الحال مع مضادات الفطريات الأخرى_ و يوصَى بتناوله مع الأطعمة الدهنية.
- إزالة كامل الظفر في الحالات الشديدة، ولكنْ يجب إجراء ذلك على يد طبيب متخصص، وعدم محاولة القيام بذلك في المنزل.
- العلاجات الموضعية، كالمحلول الذي يحتوي على مادَّة حمض الأنديسيلينيك (Undecylenic acid) بنسبة 10%، المُضاف مع الزيوت العطرية التي يُمكنها اختراق الجلد، وهي من الحلول الآمنة والفعَّالة لعلاج فطريات الأظافر عند الأطفال والرضع، ويعدّ هذا المحلول من المنتجات الموضعية الحديثة التي طوِّرت لتصبح أكثر فعالية في التخلص من فطريات الأظافر، وذلك على عكس بعض العلاجات الموضعية غير الفعالة.
وعلى الرغم من فعالية دواء تيربينافين (Terbinafine)، إلَّا أنَّ منظمة الغذاء والدواء لم توافق على استخدامه بعد في علاج فطريات الأظافر عند للأطفال،[٥] وعمومًا، توجد قاعدة أساسية تنص على إمكانية اللجوء للعلاجات المُستخدمة في التخلص من فطريات الأظافر عند البالغين في حالة علاج الأطفال الذين يعانون من المشكلة ذاتها، مع تغيير الجرعات الدوائيَّة بما يتناسب مع وزن الطفل وعمره، كاستخدام الأدوية الفموية التي تحتوي على تيربينافين، أو فلوكونازول (Fluconazole)، أو إيتراكونازول (Itraconazole)، أو استخدام العلاجات الموضعية التي تحتوي على سيكلوبيروكس (Ciclopirox)، وأمورولفين (Amorolfine) كواحدة من الأدوية الموضعية لعلاج الفطريات.[١]
إنَّ تكرار حدوث العدوى مرَّة أخرى يعدّ شائعًا في حالات الأطفال، ويُعزى سبب حدوث ذلك إلى تأثير عِدة عوامل، مثل التاريخ العائلي، والعوامل البيئية؛ كالرطوبة، وارتداء الأحذية المغلقة، والمشاكل الفسيولوجية؛ كالإصابة بمرض السكري، أو عدوى فطريات الأظافر الشديد، أو بسبب تأثير نوع الفطريات، ونوع إصابات الأظافر، أو حتى نوع الخيار العلاجي المُستخدم، ومدته، ومدى نجاحه، والالتزام به.[٦][٤]
الوقاية من فطريات الأظافر عند الأطفال
العديد من الوسائل يمكن اتباعها لتجنب انتقال العدوى الفطرية لأظافر الطفل والإصابة بها، وفي الآتي ذكر لمجموعة من هذه الوسائل:[٥]
- تخصيص أدوات شخصية للطفل أو الرضيع، كالصابون والمناشف وغير ذلك، لتجنب انتقال العدوى.
- تقديم النصح للأطفال بتجنب مشاركة الأدوات الخاصة مع الآخرين.
- الحرص على إبقاء الطفل أو الرضيع بعيدًا عن الأفراد المصابين بالعدوى، فعدوى فطريات الأظافر قد تنتقل بالتلامس المباشر.
- تعليم الأطفال الحرص على النظافة الشخصيَّة الجيدة، ويتضمن ذلك غسل اليدين والقدمين وتجفيفهما جيدًا، إلى جانب التأكيد على نظافة أصابع اليدين والقدمين، وتقليمهما.
- استخدام الأحذية الملائمة أثناء التواجد في الأماكن العامَّة، مثل البرك وأماكن الاستحمام العامة.
- الحرص على ارتداء الجوارب والأحذية النظيفة، والتأكد من تغييرها في أقرب فرصة مُمكنه بعد تعرُّضِها للبلل.
- الحرص على بقاء المنزل نظيفًا وجافًّا، خاصةً الأرضيات، وذلك لمنع انتقال العدوى للأطفال في مرحلة الحبو.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Dong Min Kim, Moo Kyu Suh (2018-08-12), "Onychomycosis in Children: An Experience of 59 Cases", ncbi, Retrieved 2020-09-22. Edited.
- ↑ "Fungal Nail Infections", mottchildren, Retrieved 2020-09-22. Edited.
- ^ أ ب ت SEAN M. FOX, "Onychomycosis", pedemmorsels, Retrieved 2020-09-22. Edited.
- ^ أ ب Lawrence F Eichenfield, Sheila Fallon Friedlander (2017-01-31), "Pediatric Onychomycosis: The Emerging Role of Topical Therapy", pubmed, Retrieved 2020-09-22. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Safe Treatments for Nail Fungus Infections for Infants and Kids", nationalnailfungus, Retrieved 2020-09-22. Edited.
- ↑ Antonella Tostia, Boni E. Elewskib (2016-08-31), "Onychomycosis: Practical Approaches to Minimize Relapse and Recurrence", ncbi, Retrieved 2020-09-22. Edited.