التعامل مع الثكل ليس بالتجربةالسهله أبدا، ولكن فقدان الحبيب لدى الكبار في السن هو أكثر صعوبة. جيل الشيخوخة غالبا ما يتميز بالأمراض المزمنة، الصعوبات الجسدية والإعاقات التي قد تتفاقم في حالات فقدان الأقارب وأفراد الأسرة.
يضطر كبار السن في كثير من الأحيان للتعامل مع حالات فقدان كثيرة نسبيا من الأهل والأصدقاء، في فترات قصيرة نسبيا. فقدان الزوج/ة أو شخص قريب من هذا العمر يسبب ضرر في بعض الأحيان للوضع الاقتصادي، في العلاقات الاجتماعية ويتطلب عملية مواجهه صعبة ومعقدة بالإضافة لعملية الشيخوخة والضعف الجسدي والعقلي الذي يميز هذه الفئة من الناس. هذه الظروف قد تؤدي بالمسن الثاكل الى حالات الاكتئاب وحتى القلق الوجودي، لذلك يجب على الأقرباء أن يصغوا له، ويخلقون بيئة داعمة لتخفيف الوضع.
المزيد حول هذا الموضوع.. • نصائح لتقوية العظام في كل جيل. • تريدون زيادة متوسط العمر؟ دليل لكبار السن • علاج أعراض الشيخوخة.. هل هو ممكن؟ • تابعوا تغريداتنا عبر التويتر |
يعبر المسنون عن حزنهم بنفس الطرق مثل الأشخاص الأصغر سنا، ولكن نظرا لسنهم وظروف الحياة الأخرى فيمكن وجود بعض الاختلافات بين الحزن في سن الشيخوخة وبين التعامل مع الفقدان لدى فئات أخرى من الناس:
قد يتعرض كبار السن لعدد كبير من حالات فقدان الأصدقاء أو أفراد الأسرة في وقت قصير نسبيا. هذه الحالات تؤدي لاطالة مدة الحزن وتصعب المواجهة. وبالإضافة إلى ذلك، فان فقدان العديد من الاقرباء في فترة معينة من الوقت يسبب للشخص الثاكل أن يشعر بأنه مهدد من قبل الموت، يسبب له القلق، الاكتئاب وصعوبة المواجهة والتعبير عن حزنهم.
فئة البالغين تواجه صعوبات إضافية التي تميز هذه المرحلة من الحياة وترتبط بعملية الشيخوخة. وتتميز هذه الفترة من الحياة بالتخلي عن الدور داخل الأسرة، فقدان القوة، المظهر والقدرة على التحمل البدني. في بعض الأحيان تشكل حالة وفاة الأصدقاء وأفراد الأسرة بمثابة "ضربة ثانية"، بالإضافة إلى صعوبة التعامل مع عملية الشيخوخة.
في حالات معينة من الممكن ألا يشارك المسن الثاكل مشاعره ولا يطلب المساعدة والدعم من الآخرين، لأنه لا يريد أن يثقل على أولئك الذين يرعوه ويدعموه جسديا، نفسيا وماليا. المسنين قد يواجهون أمراض مزمنة، إعاقات جسدية ونفسية التي تجعل من الصعب عليهم التعافي من أحزانهم.
فقدان الحبيب ونظام الدعم هو ميزة أخرى محتملة في فترة الشيخوخة. في هذا الجيل، حين يكون الانسان عادة معتمدا على شريك حياته أو أفراد الأسرة ويمكن أن يفقدهم بسبب الوفاة، فتتضرر بسهولة البيئة الداعمة والعلاقات الاجتماعية للفرد. هذه التغييرات تجلب مشاعر الحزن، الوحدة وحتى فقدان القدرة على الثقة بالآخرين. في فترة الشيخوخة، قد يتسبب فقدان المسنين لشخص عزيز بتطوير أمراض مزمنة أو تفاقم أعراض الأمراض أو الصعوبات الجسدية. تأثير النفسية على الجسم في هذا العمر يكون أقوى من المعتاد.
هكذا يمكن تسهيل التعامل مع الثكل لدى المسنين
اعطاء الوقت الكافي: كبار السن بحاجة الى وقت أطول للاعتراف بمشاعرهم والتعبير عنها. يفضل حتى أن يقال للمسن الثاكل أن يأخذ الوقت الكافي لاحتواء ومواجهة هذا الفقدان، فهذا القول يثبت له احترامكم له وأنكم تهتمون باحتياجاته الخاصة.
الاشارة الى علامات الحزن والتغيرات في السلوك: ساعدوا أقاربكم المسنين بالتعرف على التغيرات في الحالة المزاجية والسلوكية لديهم. هكذا يمكنكم مساعدتهم على أن يعرفوا مشاعرهم والسماح لهم بالتحدث والانفتاح بسهولة أكبر. الافصاح عن مشاعرهم قد يسهل ويقصر فترة الحزن.
قضاء بعض الوقت معا: رحلة مشتركة، فنجان من القهوة والمحادثات هي أدوات ممتازة لإخراج الانسان من الوحدة والسماح له بالإفصاح عن مشاعره بعد الفقدان. هذا هو بالضبط الوقت الذي يحتاجونكم فيه، كونوا هناك من أجلهم.
الحديث عن الفقدان: شجعوا الثاكل على الحديث عن الشخص الذي فقده، شاركوه وذكروه بالذكريات.
كونوا متنبهين: يفضل جدا أن تكونوا منتبهين لطول مدة الحزن وتأثيرها على الحالة المزاجية والسلوكية. إذا كان الشخص الثاكل يظهر علامات الاكتئاب أو يستصعب في التغلب على الفقدان، فهذا هو الوقت للحديث مع شخص متخصص.
المزيد حول هذا الموضوع.. • نصائح لتقوية العظام في كل جيل. • تريدون زيادة متوسط العمر؟ دليل لكبار السن • علاج أعراض الشيخوخة.. هل هو ممكن؟ • تابعوا تغريداتنا عبر التويتر |
التمييز بين حالات الثكل
في هذه السن، والتي من الممكن فيها فقدان عدد من الأقرباء ضمن أطر مختلفة (الأصدقاء، أفراد العائلة، الزوج\ة) يوصى بتشجيع الشخص على التعامل مع هذه الحالات واجراء تمييز وعيي بين كل واحد منها، وعدم التعامل مع جميعها كوحدة واحدة. السبب في ذلك هو أنه عند التعامل مع كل حالة على حدة، فيمكن السيطرة على الوضع أكثر ويكون من الأسهل التعامل مع الضائقة العاطفية. هكذا أيضا يكون من الأسهل تقبل الفقدان وبذلك تقصير فترة الحزن والخروج بسرعة من حالات الحزن وبشكل فعال.