فلسفة المجتمع الماركسي في العصر الحديث

كتابة:
فلسفة المجتمع الماركسي في العصر الحديث


فلسفة المجتمع الماركسي في العصر الحديث

تعد النظرية الماركسية من أهم النظريات الفلسفية في العصر الحديث، وتأثر كارل ماركس وفريدريك إنجلز اللذان أسسا المدرسة الماركسية بفلسفة هيغل، وقال ماركس: "الجدل الهيغلي كان مقلوبًا وما فعلته هو أنني أعدته إلى شكله الصحيح"، ويمكن ملاحظة هذا من خلال التعرف إلى فلسفة ماركس عامةً، فهي فلسفة مادية، عملت على توظيف الجدل لتشكيل رؤية مادية للتاريخ والعلوم الطبيعية.[١]


المادية التاريخية كأساس لنشأة المجتمع

يقصد بالمادية التاريخية نظرية دراسة المجتمع منذ بداية ظهور البشر وحتى المجتمعات المعاصرة، وهذه النظرية تعد من النظريات الكبرى في علم الأنثروبولوجيا، وأطلق المؤرخون والفلاسفة عليها اسم نظرية التطور الاجتماعي، وتنظر إلى البشرية من خلال منظور تقدمي، وتجدر الإشارة إلى أن النظرة الهيغيلة أيضًا تقدمية ولكنها تختلف كثيرًا عن النظرية الماركسية، فهيغل عد الدولة البروسية قمة هرم التقدم.[١]


ونادى بنهاية الفلسفة، ويمكن شرح نظرية التطور الاجتماعي الماركسية من خلال النقاط التالية:

مرحلة المشاعية البدائية

وهي المرحلة التي يكون الإنسان فيها مشابهًا للحيوان من حيث البنية الجسدية، وشكل الجنين، وفصل داروين وي هذا التشابه، إلا أن للإنسان خصائص مميزة مثل قدرته على صنع الأدوات البسيطة للالتقاط، والصيد، وتأمين قوت يومه، ومن خلال العمل اتضح الفرق بشكل نهائي.[٢]

مرحلة العبودية أو الرق

وهي المرحلة التي تتشكل بعد مدة طويلة من استمرارية العمل، ويصبح الإنسان ينتج أكثر مما يحتاج، ويتكون ما يعرف بفائض القيمة، وظهرت الطبقات لأول مرة في تاريخ البشرية في المجتمع العبودي، فظهر ما يعرف بالأسياد، والعبيد، وهذا الأمر لم يكن مستهجنًا بل كان نتيجة طبيعية.[٣]

مرحلة الإقطاع

وهي ثالث مرحلة تاريخية، تعد امتداد للعبودية، إلا أن النمط السائد فيها هو وجود فئة معينة تمتلك قطع واسعة من الأرض، وتمتلك ثروات مهولة، أما الفئة الأخرى فهم الفلاحون والعاملون فيها الذين يعملون مقابل توفير قوت يومهم، وغالبًا ما يرمز الفلاسفة الماركسيون وعلاء الاجتماع الماركسي إلى العصور الوسطى على اعتبار أنها مرحلة إقطاع.[٣]

مرحلة الرأسمالية

ويبلغ فيها إنتاج فائض القيمة ذروته، وهذه هي السمة السائدة لاقتصاد المجتمع الحديث حسب وجهة نظر ماركس، وتتشكل فيها طبقتين رئيسيتين وهما الطبقة البرجوازية، وهي الطبقة التي تمتلك رؤوس الأموال، وترجع عوائد فائض القيمة إليها، على الرغم من أن فائض القيمة لم يكن من الممكن الحصول عليه دون جهد العامل، لذلك نادى ماركس بما يعرف بالاغتراب.[٣]


أما الطبقة الأخرى فهي طبقة العمال أو البروليتاريا، التي تناضل من أجل الحصول على حقوقها، وتجدر الإشارة إلى أن ماركس رأى أن الثورة يجب أن تكون ذات بعد اقتصادي وسياسي.[٣]

المرحلة الاشتراكية

وهي المرحلة الأخيرة التي تحصل فيها الطبقة العاملة على الحكم، وتستمر في نضالها للوصول إلى الشيوعية، وهي قمة هرم التقدم، ويتميز المجتمع الشيوعي بأنه مجتمع لا طبقي، ولتحقيق الشيوعية صاغ ماركس وإنجلز ما يعرف ببرنامج النقاط العشر في بيان الحزب الشيوعي.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة أكاديميين سوفياتيين ، الموسوعة الفلسفية، صفحة 438-444. بتصرّف.
  2. "النظام المشاعي البدائي "، موسوعة الماركسية ، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج "المادية التاريخية- : فصل من كتاب -منهجية علم الاجتماع بين الماركسية والوظيفية والبنيوية- تأليف أحمد القصير"، الحوار المتمدن، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
5478 مشاهدة
للأعلى للسفل
×