مفهوم الخبر الصحفي
في عصر الإنترنت ووسائل الإعلام الإلكترونية والأقمار الصناعية المباشرة يصعب تعريف الخبر كما كان يتم ذلك قديمًا، فحتّى الجاهل لمبادئ الكتابة والقراءة يعي اليوم معنى الخبر، لكن هذا لا يلغي ما يراه برنارد روشكو، في كتابة تكون الأخبار من أن متابعة الخبر أسهل من تعريفه، فهي السمة التي تتشارك فيها كل المجردات الفاتنة، مثل مفاهيم الحب والحقيقة، لكن يبقى من الطبيعي أن يدرك الصحفي أنّ خبره ما هو إلّا سرد من خلال الوقائع الجديدة غير المعروفة لحدث آني يحظى بالاهتمام، ومع تعدد المفاهيم التي ترى أن الخبر يجب أن يتطوّر كما تتطوّر وسائل كتابته حتى يستطيع مواكبة التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية. وفي هذا المقال حديث حول فن الكتابة الصحفية.[١]
فن الكتابة الصحفية
يمثّل فن الكتابة الصحفية ركن رئيس للصحيفة وإخراجها، وهو الأساس في نجاحها ورواجها، فالصحيفة هي التحرير أولًا، وكل نجاح تحققه إنما هو نتيجة جودة التحرير ونجاحه، وعلى أساس هذا النجاح والرواج يستطيع القائمون عليها أن يضعوا لها سياسة متقدمة متطورة في الإخراج والإدارة والتوزيع والإعلان، فالأساس في فن الكتابة الصحفية هو الإفهام والتعريف بما يجري من حول القارئ في إرجاء الكرة الأرضية، وهو جذب القارئ وتشويقه للقراءة، ثم التأثير والإقناع والإرشاد والتوجيه.[٢]
لكن الدكتور فاروق أبو زيد يرى أن مصطلح فن الكتابة الصحفية أكثر تحديدًا من فن التحرير الصحفي، وحجّته في ذلك أن عملية الإعداد تنفصل عن عملية الكتابة، فمثلًا كتابة الفن الصحفي شيء وإعداده للنشر في الصحيفة شيء أخر، فعملية فن الكتابة الصحفية يقوم بها كاتب الفن الصحفي، أما عملية الإعداد للنشر فيقوم بها قسم المراجعة بالصحيفة، أو ما يسمى بالمطبخ الصحفي.[٢]
وإذا نُظِرَ إلى التحرير الصحفي كإحدى خطوات إصدار الصحيفة "جريدة أو مجلة" فيُلحَظ أنّ الدكتور محمود علم الدين يشير إلى أنّها العملية اليوميّة أو الأسبوعيّة حسب دوريّة الإصدار التي يقوم من خلالها المحرر بالصياغة الفنية وفن الكتابة الصحفية أو المعالجة لمضمون المادة الصحفية أو المعلومات التي يتم جمعها من المصادر المتعددة في القوالب أو الأشكال الصحفية المناسبة، ثم المراجعة الدقيقة وإعادة الصياغة لها، وعملية فنّ التحرير الصحفي كعملية صحفية فنية تبدأ فور إعداد عملية فن الكتابة الصحفية، فالمحرر يكتب المادة في الشكل أو القالب الذي اختاره بنفسه، وقد يكتب المحرر ويراجعه المحرر المسؤول أي يحرر ما كتبه، وقد تبدأ العملية وتنتهي مع المحرر الذي يقوم بالعمليتين معًا الكتابة والتحرير.[٢]
إنّ فنون الكتابة الصحفية المختلفة تحرص على ابراز ما تروج لها الصحف من مقولات وأفكار واتجاهات، وتقديمها بطريقة إخراجية تتفق مع الإطار الفكري للصحيفة، وتتجه لتحقيق أهداف السياسة التحريرية التي ترتبط بنوع ملكية الصحيفة، وإذا تم النظر إلى فن التحرير إحدى مراحل فن الكتابة الصحفية باعتباره عملية فنيه، وكخطوة من خطوات إعداد وإصدار الصحيفة الذي يهدف إلى تحقيق عدة أشياء أهمّها:[٢]
- جعل النص الصحفي يتناسب مع سياسة الصحيفة.
- تحرّي الأخطاء التي يمكن أن ترد في الحقائق والمعلومات وتصحيحها.
- جعل النص الصحفي يتناسب مع المساحة المحددة له.
- تبسيط وتصحيح وتوضيح لغة النصّ الصحفيّ.
- توضيح معاني النص الصحفي وإحياؤها.
- مراجعة النص الصحفي من أجل التأكد من الموضوعية المنطقية.
- تعديل لهجة النص الصحفي عند الضرورة.
- جعل النص الصحفي يروق لقارئ الصحيفة.
- خلق نوع من التناغم الأسلوبيّ بين النص الصحفي من موادّ أو أخبار أو موضوعات تنشرها الصحيفة.
- تسهيل عملية الإخراج الصحفي.
أشكال كتابة الخبر الصحفي
إنّ الأخبار المتعددة والمتنوعة التي تتدفق على الصحيفة من مصادرها المختلفة، والتي يوجد فيها إجابه عن الأسئلة التي تدور في ذهن القراء، كيف ينقلها الصحفي إلى قراءة عبر صحيفته لتصل إليهم بوضوح، ففي فن الكتابة الصحفية يتعامل الصحفي مع أشكال متعددة من الأخبار منها:[٣]
- الخبر القصير: وهو أبسط الأخبار التي تقدم من الصحيفة إلى قرائها، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو فنية أو رياضية وغيرها، وهذا الشكل البسيط من الأخبار يحتوي على واقعة واحدة يقدمها للقارئ، وهذا الواقعة واضحة ومفهومة لا تحتاج لتفسير أو أي إضافات، قد يكون موجزًا أو مطولًا قليلًا، لكنه لا يخرج عن الارتكاز عن محورٍ واحد تدور حولة واقعة الخبر.
- الخبر المركب: ويحتوي هذا الخبر على عددٍ من الوقائع المتعدّدة التي تدور حول حادثة معينة، وهذه الوقائع أو المعلومات كلها ترتبط بموضوع واحد فقط، حتّى وإن اختلفت مصادرها وتعدّدت، أو اختلف مكانها أو زمانها.
المراجع
- ↑ عربي المصري (2005)، علوم الخبر وفنون تحريره (الطبعة الأولى)، سوريا: الأكاديمية الوطنية للعلاقات العامة والإعلام السورية، صفحة 12. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبد الجواد ربيع (2005)، فن الخبر الصحفي (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الفجر للنشر والتوزيع، صفحة 15-18. بتصرّف.
- ↑ مرعي مدكور (2002)، الصحافة الإخبارية (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الشروق، صفحة 103-106. بتصرّف.