فوائد البروبيوتيك للقولون

كتابة:
فوائد البروبيوتيك للقولون


هل حقًّا هناك فوائد يقدمها البروبيوتيك للقولون؟

قد مرّ عليك سابقًا أنّ للبروبيوتك -وهي البكتيريا النافعة والمُجمّدة- دورٌ كبير في زيادة صحّة القولون العامّة، إذ تؤخذ كمُكمّلاتٍ غذائيّة على شاكلتها من أقراصٍ أو كبسولات، إضافةً إلى مسحوق، والتي تتحوّل بفعل درجة الحرارة الجسم، إلى بكتيريا فعّالة ونشطة بالكامل، أمّا بالنسبة للجرعة المُلائمة، فيُفضّل أن تستشير الطبيب المُختصّ، ولكنّها تتراوح عادةً بين 5 إلى 10 مليار وحدة على جرعةٍ واحدة يوميًّا،[١] وفي الآتي أبرز مؤثّرات البروبيوتك على القولون:


قد يساعد في التخلص من الشعور بألم في البطن

ما مدى صحّة تأثّر المريض المُستهلك لحبوب البروبيوتك، من ناحية قلّة شعوره بألمٍ في البطن؟ أثبتت دراسات عديدة التأثّر الإيجابيّ للمُصابين بالقولون العصبيّ، خاصّةً من ناحية قلّة آلام البطن، وقد تمّ إثبات ذلك من خلال بعض الأبحاث المُجراة عام 2015م، في مستشفى كلود هوريز ليل في فرنسا، حيث قاموا بالآتي:[٢]


  • قام العلماء بإجراء البحث بالاعتماد على اختيار 179 بالغًا مُصابًا بمُتلازمة القولون العصبي.
  • عمد الأطبّاء إلى تقسيم المُصابين لمجموعتين، أولهما قامت باستهلاك 500 ملغم من كبسولة البروبيوتك، مرّة واحدة يوميّاً، أمّا بالنسبة للثانية، فقامت باستهلاك دواء وهميّ، كلٌّ منهما استهلكا العلاج لمُدّةٍ لم تقلّ عن 8 أسابيع، تليها فترة تجفيف لمدّة 3 أسابيع.


  • قام الباحثون بدراسة مدى التحسّن في تأثير الأعراض الأساسيّة، أهمّها الألم وعدم الراحة في منطقة البطن، إضافةً إلى التغيّرات في تواتر البراز وما إلى ذلك.
  • بالنسبة للنتائج "أكّدت التجربة أنّ لحبوب البروبيوتك تأثيرٌ إيجابيّ من ناحية تحسّن عَرَض ألم البطن بشكلٍ ملحوظ بين المُقدمين عليها، بالمُقارنة مع المجموعة المُتلقّية العلاج الوهمي".


بالاعتماد على الأبحاث المُجراة، وما تمّ اكتشافه من تأثير على بعض أعراض مُتلازمة القولون العصبي، فإنّ له تأثير إيجابيّ في تقليل شعورك بألمٍ وانزعاج في البطن.


قد يقلل من الغازات والانتفاخ

هل لاضطراب البكتيريا وما يؤول إليه من الإصابة ببعض الأمراض دور في تكوّن الغازات؟ وما هو التأثير الحقيقي للبروبيوتك؟ من المُهمّ معرفة أنّ لبعض الاضطرابات المعويّة، كمُتلازمة القولون العصبي مثلًا، دورٌ في تكوّن الغازات وبالتالي انتفاخ البطن، بصفته عَرَضًا واضحًا لها، وبدراسة تأثير بعض أنواع البروبيوتك والجرعة التي يوصى بها، قام الباحثون في الجمعيّة العامّة لأمراض المعدة والكبد، وباحثين من جامعة جوثينبيرغ/ السويد بدراسة تأثير البروبيوتك عام 2016م، من خلال الآتي:[٣]


  • قام العلماء بإجراء التجارب البحثيّة العشوائيّة على 3406 من المُصابين بمُتلازمة القولون العصبي، وتأثّر عَرَض الانتفاخ والغازات مع تناول البروبيوتك.
  • تمّ تقسيم المُشاركين على مجموعتين، أولها قامت بتعاطي 29 تركيبةً من البروبيوتك، أمّا الثانية، فقد استهلكت جرعاتٍ مُعيّنة من العلاج الوهمي.
  • من خلال ما سبق، قام العلماء بتحصيل بعض النتائج، أهمّها "أنّ للبروبيوتك تأثير على انخفاض مُستوى الانتفاخ وتشكّل الغازات في البطن، والمُتكوّنة نتيجةً للإصابة بمُتلازمة القولون العصبي".


كحال الأعراض الأخرى الظاهرة مع الإصابة بأحد أمراض القولون، ينجم عن استهلاك البروبيوتك، انخفاض في درجة تكوّن الغازات وانتفاخ البطن بالكامل.


قد يقلل من الإسهال

هل يُشفى المُصاب بالإسهال عند استهلاك هذه المُكمّلات؟ يُعد استهلاك البروبيوتك مُهمًّا جدًّا، خاصّةً فيما أحدثته من اكتشافاتٍ ثوريّة، والتي تمّ إثباتها في الأبحاث المُجراة في الآونة الأخيرة، وعند الحديث عن ذلك، من المُهمّ معرفة التعريف المُعبّر عن الإسهال، على أنّه عَرَضٌ مُرتبطٌ بالعديد من الأمراض التي تُصيب الجهاز الهضمي أو المُتّصلة به، وبما أنّ للبروبيوتك تأثيرٌ على القولون وما يحويه من بكتيريا،[٤] فقد عمدت بعض الدراسات على دراسة تأثيرها على عَرَض الإسهال الحاد، أو الناجم عن بعض أنواع العدوى، خاصّةً تلك المُكتسبة من المشفى وما إلى ذلك، وفي دراسة أجريت عام 2019م في تايوان، والتي:[٥]


  • شارك في الدراسة 81 طفلاً في الدراسة، وكان جميع المرضى يعانون من الإسهال الحاد قبل أقل من 3 أيام من التسجيل، ووصل متوسط أعمارهم إلى 2.31 سنة.
  • وكانت النتائج كالآتي:
    • ترتبط فعالية مستحضرات البروبيوتيك في التخلص من الإسهال الحاد في مرحلة الطفولة بسلالات البكتيريا الفردية.
    • خففت مستحضرات البروبيوتيك من شدة الإسهال الحاد عند الأطفال في المستشفى.
    • ساعدت هذه المستحضرات من خلال:
      • استعادة مجموعة بكتيريا البروبيوتيك المعوية.
      • تعديل ميكروبيوتا الأمعاء.
      • تعزيز مستويات السكرتير المناعي A.
      • تقليل التفاعلات الالتهابية المعوية.


بناءً على الأبحاث والتجارب المُجراة، تمّ تأكيد فاعليّة البروبيوتك في تقليل مُدّة الإسهال، مع ذلك، يتمّ اللجوء إليها مع تنظيمٍ من قِبل طبيبك المُختصّ.


قد يساعد في التخلص من الإمساك

هل هُناك أنواعٌ مُعيّنة للبكتيريا الفعّالة والمُشكّلة للبروبيوتك، والتي تؤثّر بشكلٍ إيجابيّ على الإمساك؟ يُعد الإمساك أحد أهمّ الأعراض التي تُصاحب مرض القولون العصبي، والمؤثّرة على ما يُقارب نصف المُتأثرين بأمراض القولون، والذي يقلّ مع استهلاك حبوب البروبيوتك، إذ تمّ تأكيد ذلك من خلال بعض الدراسات، أهمّها المُجراة في جامعة ميلانو بيكوكا في إيطاليا عام 2016م، والتي عرضت أهميّة استهلاكها في التأثير على حركة الأمعاء؛ إذ تجعلها أكثر تناسقًا ومرونة، ومن أهمّ تفاصيلها الآتي ذِكره:[٦]


  • بالرجوع إلى مبدأ المُتسبّب في التأثير على أعراض التهاب القولون العصبي، ألا وهو اضطرابٌ في مُستوى البكتيريا النافعة في القولون، أهمّها العصيّات اللبنيّة، وزيادة في مُستوى البكتيريا الضارّة، كالسالمونيلا والبسيودوميناس، حيث هدفت التجربة، إعادة تصحيح التوازن البكتيري الصحّي، وتأثيره على تقليل مُستوى عَرَض الإمساك، وذلك من خلال البروبيوتك مُتعدّد الأنواع.


  • قام العلماء بتطبيق البحث العلمي على 150 مُتطوعًا، ثمّ تقسيمهم إلى 3 مجموعات، كلّ منها استهلك خليط مُختلف من البروبيوتك لمُدّةٍ لم تقل عن 60 يومًا عن طريق الفم، أهمّها:


  • المجموعة الأولى: استهلكت حبوب البروبيوتك المُتكوّنة من نوعيّ البكتيريا L. acidophilus وL. reuteri
  • المجموعة الثانية: استهلكت L. plantarum وL. rhamnosus وB. animalis subsp اللاكتيس.
  • المجموعة الثالثة: تلقّت الدواء الوهمي.


  • من خلال تحليل البراز الناتج بعض استهلاك البروبيوتك عن طريق فحص PCR بعد 30 يومًا، قام الباحثون بتأكيد "أنّ لمُكمّلات البروبيوتك، وما تحوي من أنواع البكتيريا النافعة، دورٌ فاعل في تقليل عَرَض الإمساك الناجم عن التهاب القولون العصبي، بالمُقارنة مع تلك المجموعة المُتلقّية الدواء الوهمي".


قد يبدو الأمر مُفاجئًا لك، إلّا أنّ للبروبيوتك دورٌ لا يُمكن تجاهله في تحسين بعض أعراض التهاب القولون العصبي، أهمّه الإمساك، فقم باستشارة طبيبك المُختصّ فيما يتعلّق بكيفيّة استهلاكه والجرعات المُلائمة لذلك.


هل يساعد تناول البروبيوتيك في الوقاية من سرطان القولون؟

أثارت نظريّة استهلاك البروبيوتك للوقاية من تكوّن الخلايا المُسرطنة في القولون فضول العديد من العلماء، الذين لجؤوا إلى القيام بالتدابير اللازمة والأبحاث التي تؤكّد أنّ للبروبيوتك دورٌ قد يكون فاعل في هذه العمليّة الوقائيّة،[٧] وذلك من خلال أبرز الاستنتاجات العلميّة المُلخّصة بالآتي:[٨]


  • العمل على تحسين مُستوى البكتيريا النافعة في الأمعاء، وبالتالي يقلل الحافز لتكوّن الالتهابات المُزمنة وإنتاج المُركّبات المُسرطنة.
  • قد ينجم عن استهلاك بعض السلالات البكتيريّة المُجمّعة، على شاكلتها من حبوب البروبيوتك، تقليل من نشاط الإنزيمات التي ينجم عنها إلى إنتاج المُركّبات القادرة على تحويل الخلايا العاديّة إلى مُسرطنة.


  • يُمكن أن تؤثّر بعض أنواع الروبيوتك على النشاط والاستجابة المناعيّة، وذلك عن طريق زيادة في نشاط الخلايا البلعوميّة، مما يؤول إلى القضاء على الخلايا السرطانيّة في مراحلها المُبكّرة في النموّ.


أشار العلماء أنّ للبروبيوتك تأثير إيجابيّ؛ إذ قد يحدّ من تكوّن السرطان داخل القولون، وذلك من خلال نشاطه المعويّ المُقاوم لتأثير الإنزيمات المُكوّنة للمُركّبات السرطانيّة.


أضرار تناول البروبيوتيك

هل يؤول تناول البروبيوتك إلى ردّ الفعل التحسسيّ؟ على الرغم من الفوائد العامّة التي يُمكن أن تنتج عن استهلاك البروبيوتك، إلّا أنّها، كحالها من المواد المُستهلكة الأخرى، تؤدي إلى ظهور بعض الآثار الجانبيّة، خاصّةً في بداية استهلاكها، والتي تختفي مع تعوّد جسمك عليها، ومن أهمّ الآثار الجانبيّة الآتي:[٩]

  • اضطراب في المعدة.
  • تكوّن الغازات.
  • الإسهال.
  • انتفاخ البطن.
  • مشاكل مُرتبطة بالجهاز المناعي.


بناءً على ما قد سبق، نظرًا لوجود بعض أنواع البكتيريا المُكوّنة لعلاج البروبيوتك بشكلٍ طبيعيّ في الجسم، فإنّ بعض الأطعمة أو المُكمّلات الغذائيّة التي تحويها آمنة، على الرغم من ذلك، فإنّ توخّي الحذر واجب، خاصّةً للذين يُعانون من بعض الحالات المرضيّة، أهمّها:[١٠]


  • الأشخاص الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي، كالخاضعين للعلاج الكيماوي وما إلى ذلك.
  • الأمراض التي تُشكّل خطرًا على حياتك.
  • إجراء الجراحة مؤخّرًا.
  • من الواجب توخّي الحذر مع إعطاء البروبيوتك للرضّع.


إنّ للبروبيوتك بعض الآثار الجانبيّة أو حتّى المحاذير، وعليه، فإنّ استشارة الطبيب المُختصّ مُهمّة، لتجنّب ما قد يحصل من مخاطر مُهدّدة لصحّتك العامّة، فلا تغفل عن ذلك.


هل هناك أغذية تحتوي على البروبيوتيك؟

للحصول على فوائد البروبيوتيك للقولون يجب البدء بتناول الأطعمة الغنية بهذه الخمائر أو الحصول على مكملات البروبيوتيك للحصول على فوائد البروبيوتيك للقولون بشكل يومي، ويتم ذلك من خلال تناول الأطباق الغنية بها كالآتي:[١١]


  • الزبادي المصدر الغذائي الأكثر شيوعًا والغني بخمائر البروبيوتيك.
  • مخلل الملفوف مع مراعاة اختيار المخلل غير المبستر لضمان وجود البكتيريا التي توفر فوائد البروبيوتيك للقولون.
  • حساء ميسو وهو حساء ياباني شهير منخفض السعرات الحرارية .
  • فول الصويا المخمر.
  • الأجبان الطرية المخمرة.
  • الكفير وهو عبارة عن حليب سميك كريمي القوام ومخمر.


  • خبز العجين المخمر الشهير في سان فرانسيسكو يحتوي على سلالة بروبيوتيك.
  • حليب أسيدوفيلوس وهو حليب حامض حلو المذاق مخمر بالبكتيريا يعمل على توفير العديد من فوائد البروبيوتيك للقولون.
  • المخللات الحامضة التي يتم تخليلها باستخدام الملح البحري والماء.
  • التمبيه الفطيرة الأندونيسية المصنوعة من فول الصويا المخمر.
  • مكملات البروبيوتيك وتكون على شكل أقراص وكبسولات أو بصورة سائلة أو مسحوق ويتم تناولها بسهولة مع مراعاة استشارة الطبيب قبل تناولها لضمان الحصول على فوائد البروبيوتيك للقولون.

المراجع

  1. "Should you take probiotics?", www.health.harvard.edu, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  2. "A randomized clinical trial of Saccharomyces cerevisiae versus placebo in the irritable bowel syndrome ", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 9/1/2021. Edited.
  3. "British Dietetic Association systematic review of systematic reviews and evidence-based practice guidelines for the use of probiotics in the management of irritable bowel syndrome in adults (2016 update) ", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  4. "How Probiotics Can Help Fight IBS", www.healthline.com, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  5. "Probiotics for treating acute infectious diarrhoea", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  6. "A Randomized, Double-Blind, Placebo-Controlled Trial", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 9/1/2021. Edited.
  7. "Probiotics may help to prevent and treat colon cance", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  8. "Probiotics and Colon Cancer", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  9. "Risks and Benefits of Probiotics ", www.webmd.com, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  10. "Probiotics ", my.clevelandclinic.org, Retrieved 11/1/2021. Edited.
  11. "Top Foods With Probiotics", www.webmd.com, Retrieved 15/1/2021. Edited.
3569 مشاهدة
للأعلى للسفل
×