الجمبري
الجمبري من الحيوانات البحرية القشرية، يوجد في البحار والمحيطات المالحة، وكذلك في الأنهار والبحيرات الحلوة التي تتميز بدفء مياهها. كلمة جمبري مشتقة من الكلمة الإيطالية جامبيري، ولها العديد من المرادفات في المطبخ العربي؛ إذ يسمى القريدس، وهي كلمة ذات أصولٍ تركية، بالإضافة إلى الروبيان.[١]
الجمبري هو واحد من أكثر المأكولات البحرية شعبيةً في العالم، كما أنه غني بالبروتينات والمعادن عالية الجودة وقليلة المحتوى الدهني، ويملك أيضًا خصائص مضادةً للسرطان ومضادةً للالتهابات وللأكسدة، كما يحتوي على أحماض أوميغا بكمياتٍ جيدة، مما يجعله مفيدًا لصحّة الدماغ والإبصار وصحة الجنين.[١]
فوائد الجمبري
يملك الجمبري العديد من الفوائد الصّحية على الجسم، ومنها ما يأتي:[٢][١]
- الحفاظ على صحة الدماغ: يحتوي الجمبري على مستويات مرتفعة من الحديد، وهو مهم لارتباط الأكسجين بخلايا الدم الحمراء، ووجود كمية إضافية من الحديد في الدم تزيد من تدفق الدم إلى العضلات، وهذا يزيد تدفقه إلى الدماغ، لذا يدعم الجمبري الجهاز العصبي؛ حيث يعمل على تقوية الذاكرة ومقاومة تقدّم ألزهايمر، ويزيد من القدرة الفكرية والعقلية، إذ تشير الدراسات إلى أنه يحتوي على مركب الأستازانتين، الذي يساعد في تحسين أداء الذاكرة، والحفاظ على صحة خلايا المخ، وتقليل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ.
- تقوية جهاز المناعة: يحتوي الجمبري على الكاروتينات والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (PUFAs)، التي تمتلك خصائص مضادةً للأكسدة والالتهابات والطفيليات، كما أنه يحتوي على ميزو-زياكسانثين، وβ كاروتين، ولايكوبين، وفوكوكسانثين، وأستازانتين، وكابسانثين، وكانثاكسانثين، وكروسيتين، وفيتوين، وجميعها مواد تملك تأثيراتٍ مضادة للسرطان، مما يساعد في منع الإصابة بالسرطانات.
- المساعدة على خسارة الوزن: يُعدّ الجمبري الخيار الأمثل لمن يبحث عن رجيم صحي يساعد على تخفيض الوزن وفي المقابل لا يحرم الجسم من العناصر الغذائية الأساسية؛ حيث لا يحتوي على أيّ كمية من الكربوهيدرات، ويمتلك معدلًا منخفضًا من السعرات الحرارية، بالإضافة إلى العديد من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم في فترة الرجيم، إذ يحتوي على مستويات عالية من الزنك، وهو من طرق زيادة مستويات هرمون الليبتين في الجسم، الذي هو جزء لا يتجزأ من تنظيم الجسم لتخزين الدهون، والشهية، والاستخدام الكلي للطاقة، ومن خلال زيادة مستويات هرمون الليبتين يمكن تقليل الشهية والإفراط في تناول الطعام، وهذا يساعد على خسارة الوزن.
- مفيد لصحة الحامل: يُعدّ الجمبري مصدرًا غنيًا بعنصر الحديد الذي تحتاجه الحامل بكميات كبيرة أثناء حملها، لاسيما في الأشهر الأولى، وهي الفترة التي يتخلق فيها الجنين، وهي أهم مرحلة في الحمل يوليها الأطباء عنايةً كبيرةً؛ فسلامتها تعني سلامة الجنين طوال الحمل على الأغلب. كذلك يحتوي الجمبري على الكالسيوم الضروري في بناء عظام الجنين وتطورها بطريقة سليمة وتعويض الحامل عن الفاقد منه من جسمها لصالح جنينها، مما يقيها من هشاشة العظام على المدى الطويل، وعلى الرغم من ذلك يجب أن لا تزيد الكمية التي تتناولها الحامل من الجمبري عن 340 غرامًا أسبوعيًا، كما يجب أن يكون مطهيًّا جيدًا.[٣]
- امتلاك خصائص مضادة للشيخوخة: إن إضافة الجمبري إلى النظام الغذائي اليومي أو الأسبوعي تساعد في زيادة صحة البشرة والتقليل من علامات التقدم بالسن؛ إذ يحتوي على مستويات عالية من كاروتينويد محدد يسمى أستازانتين، وهو واحد من مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تقلل إلى درجة كبيرة من علامات التقدّم بالسن المتعلقة بالأشعة فوق البنفسجية وأشعة الشمس.
- علاج تساقط الشعر: يُعدّ نقص الزنك أحد أسباب تساقط الشعر، فهو يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على تجدد الخلايا، بما في ذلك خلايا الشعر والجلد، ويحتوي الجمبري على كمية مناسبة من الزنك قد تساعد في العلاج والوقاية من تساقط الشعر.
- الحفاظ على صحة العظام: إن البروتينات والفيتامينات والمعادن المختلفة الموجودة في الجمبري -بما في ذلك الكالسيوم والفسفور والمغنسيوم- تساعد في الوقاية من انخفاض الكتلة العظمية، إذ إن إضافته إلى النظام الغذائي اليومي أو الأسبوعي قد تساعد في تقليل آثار التقدم بالسن على العظام.
- الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالعمر: يحتوي الجمبري على مركب يشبه الهيبارين، يساعد في الوقاية من مرض الضمور البقعي، كما يخفف الأستازانتين الموجود فيه من إجهاد العين الناتج عن الاستخدام المطول للحاسوب.
- مضاد للأكسدة: إذ يحتوي الجمبري على نسبة عالية من عنصر السيلينيوم الذي يعمل على مهاجمة الجذور الحرة، التي تعدّ خلايا تسبب إصابة الشخص بالشيخوخة والمرض، كما أنّها تدمر غشاء خلايا الجسم، والحمض النووي.[٤]
محتوى الجمبري من الكوليسترول
تناولت الكثير من الدراسات والأبحاث قضية احتواء الجمبري على الكوليسترول، إذ تحتوي الوجبة التي تعادل 85 غرامًا على 166 ملغ من الكولسترول، وهذا أكثر بحوالي 85% عن كمية الكوليسترول في أنواع المأكولات البحرية الأخرى، مثل سمك التونة، مع ذلك تُظهِر العديد من الأبحاث أن ربع سكان العالم فقط يتأثرون بالكوليسترول من الطعام، أمّا النسبة الباقية فقد يكون للكوليسترول الغذائي تأثير طفيف على مستويات الكوليسترول في الدم؛ وذلك لأن معظمه يصنّع في الكبد، وفي حال زيادة كمية الكوليسترول يقلل الكبد من إنتاجه، وهذا يحقق التوازن في مستوياته ويمنع ارتفاعه. كما يحتوي الجمبري على العديد من العناصر الغذائية التي قد تعزز صحة الجسم، مثل: أحماض أوميغا 3 الدهنية، ومضادات الأكسدة.
وقد لاحظ العلماء أن الكوليسترول الذي قد يتسبب الجمبري برفعه هو من الأنواع الجيدة والمفيدة للجسم والضرورية للمحافظة على صحة وسلامة القلب ووقايته من الإصابة بالتجلطات وتصلب الشرايين، إذ يوجد نوعان من الكوليسترول؛ الأول يسمّى LDL ويصنف أنه ضارّ لصحّة القلب، حيث يتراكم على الجدران الداخلية للشرايين المغذية له، مما يؤدي إلى تضيقها أو انسدادها بصورة كاملة، بالتالي زيادة احتمالية الإصابة بالجلطات والذبحات القلبية والسكتات الدماغية، بينما النوع الثاني الذي يوجد في الجمبري بكميات كبيرة يسمّى HDL، وهو من الأنواع المفيدة التي يوصي الأطباء برفع نسبة تركيزها في الدم على حساب الكوليسترول الضار، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص البالغين الذين يتناولون 300 غرام من الجمبري يوميًا زاد لديهم مستوى الكولسترول الجيد بنسبة 12% وانخفضت لديهم الدهون الثلاثية بنسبة 13%، وكلاهما عاملان مهمان في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب،[٥] وعلى الرغم من ذلك توجد حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات حول فوائد الجمبري على صحة القلب والأوعية الدموية.[٦]
أضرار الجمبري
توجد بعض المحاذير التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل إدخال الجمبري إلى النظام الغذائي، ومنها ما يأتي:[٢]
- يحتوي الجمبري على الزئبق: كغيره من المأكولات البحرية يحتوي على كميات قليلة من الزئبق، ويمكن أن يؤدي إلى التسمم به ومشاكل في الرؤية والتأثير على صحة الجنين، مع ذلك فإن هذه المخاوف الصحية ترتبط بالكمية الكلية للزئبق في النظام الغذائي، إذ إن تناول الجمبري باعتدال ضمن نظام غذائي صحي لا يسبب المشاكل.
- يحتوي الجمبري على البيورينات: على الرغم من أن البيورينات هي عنصر طبيعي وضروري في الجسم، إلا أن مستوياتها المرتفعة يمكن أن تكون خطيرةً، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل، مثل النقرس، لذلك فإن الإفراط في تناول الجمبري قد يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة.
- الجمبري قد يسبب الحساسية: إن المأكولات البحرية قد تتسبب بحدوث الحساسية، لذلك يجب الحذر عند تناولها لأول مرة.
المراجع
- ^ أ ب ت Staci Gulbin (4-3-2019), "“Shrimp”ortance: The Health Benefits Of Shrimp And How To Cook It"، www.stylecraze.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Meenakshi Nagdeve (4-10-2019), "8 Incredible Benefits of Shrimp"، www.organicfacts.net, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Rebecca Malachi (BSc) (4-7-2019), "Can Pregnant Women Eat Shrimp? Things You Should Know"، momjunction, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Cynthia Sass, MPH, RD (4-12-2014), "7 Things You Should Know About Shrimp"، health, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ De Oliveira e Silva ER1, Seidman CE, Tian JJ, Hudgins LC, Sacks FM, Breslow JL (1996), "Effects of shrimp consumption on plasma lipoproteins.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Issue 64, Folder 5, Page 712-717. Edited.
- ↑ Brianna Elliott, RD (16-2-2018), "Is Shrimp Healthy? Nutrition, Calories and More"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.