فوائد الجوز للدماغ فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

كتابة:
فوائد الجوز للدماغ فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

الدماغ

الدماغ هو أحد أكبر الأعضاء وأكثرها تعقيدًا في جسم الإنسان، ويتكون من أكثر من 100 مليار من الأعصاب المتصلة بتريليونات النهايات والتي تسمّى المشابك العصبية، ويتكون الدماغ من العديد من الأجزاء المتخصصة والتي تعمل معًا، القشرة هي الطبقة الخارجية من خلايا المخ، والتي يبدأ التفكير والحركات الطوعية منها، جذع الدماغ وهو الجزء الموجود بين الحبل الشوكي وبقيّة الدماغ، والذي يتحكم في الوظائف الأساسية مثل التنفس والنوم، ويوجد في وسط الدماغ مجموعة من الهياكل تعرف بالعقد القاعدية، وهي المسؤولة عن تنسيق الرسائل بين العديد من مناطق الدماغ الأخرى، وهناك أيضًا المخيخ الموجود في أسفل الدماغ وخلفه، والمسؤول عن التنسيق والتوازن، وينقسم الدماغ إلى عدة فصوص؛ الفصوص الأمامية المسؤولة عن حل المشكلات والتحكيم والوظيفة الحركية، والفصوص الجدارية المسؤولة عن الإحساس والكتابة ووضع الجسم، والفصوص الزمنية المرتبطة بالذاكرة والسمع، ويوجد الفص القذالي والذي يحتوي على نظام المعالجة البصرية في الدماغ، ويحيط بالدماغ طبقة تسمّى السحايا وهي تساعد على حماية الدماغ من الإصابة.[١]

فوائد الجوز للدماغ

يعد الجوز من النباتات الغنية بحمض ألفالينولينيك، ويمتلك الجوز أيضًا مركبات متعددة الفينول أكثر من أي نوع آخر من الجوزيات، ويُعد كل من أحماض أوميغا 3 الدهنية، والبوليفينول من الأغذية المرتبطة بصحة الدماغ والتي قد تواجه الأمراض المتعلقة بتقدم العمر، والمرتبطة بالدماغ والذاكرة،[٢] ويوفر الجوز الدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن،[٣] وقد يؤدي تناول الجوز بكثرة إلى الإصابة بالإسهال، أو تعرض الشخص لحساسية تتمثل بطفج جلدي أو صعوية في التنفس،[٤] وفيما يأتي سوف يتم ذكر فوائد الجوز للدماغ والدراسات التي أجريت عليه:

مقاومة الإجهاد التأكسدي والالتهابات

يلعب الإجهاد التأكسدي دور كبير في مختلف الأمراض لدى الإنسان وغالبًا تلك المرتبطة بالتقدّم في العمر، وخاصةً المتعلقة بالتدهور المعرفي مثل، الخرف، وتوفّر الدراسات المتعلقة بالالتزام بأنماط غذائية غنية بمضادات الأكسدة أدلة تدعم ارتباط الأكسدة بالتدهور المعرفي، وأنّ مضادات الأكسدة تُستخدم لتقليل حدوث ضعف الإدراك، والتي قد تواجه الإجهاد التأكسدي والالتهاب؛ ولاحتواء الجوز على المركبات التي تم ذكرها في السابق فإنّه يقاوم الإجهاد التأكسدي والالتهاب، حيث إنّهما المحرّكان للتدهور المعرفي، وبالتالي من الممكن أن يؤثر الجوز على الإدراك.


ولمعرفة ما إذا كانت فوائد الجوز للدماغ هي فوائد مزعومة أم صحيحة، تم عمل تجربة عشوائية لفحص الآثار المعرفية لتدخّل الجوز في مسألة الإدراك، واستهدفت هذه الدراسة فئة كبار السن الأصحاء، ونُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، وكان ضمن الدراسة 708 من كبار السن وتم اختيارهم بشكل عشوائي، وقد استمرت هذه الدراسة لمدة عامين وتم خلالها إدخال الجوز ضمن نظامهم الغذائي بكمية 30-60 غ في اليوم، وبالتالي تمّ عمل مجموعة من الاختبارات العصبية، بالإضافة إلى إجراء تصوير رنين مغناطيسي للدماغ، وقد أسفرت تلك الدراسات أنّه لم يكن لمكملات الجوز تأثير شامل على الإدراك، وبالمقابل أشارت النتائج إلى أنّ الجوز قد يؤخر الخرف لدى الفئات المعرضة لخطر أكبر بالإصابة به، ولكن كل هذه الدراسات والنتائج ليست قاطعة.[٢]


يوجد دراسات أخرى أُجريت على بالغين أصحاء، والتي أظهرت أنّ تناول وجبة غنية بالجوز من الممكن أن تمنع الضرر التأكسدي للكوليستيرول الضار، حيث إنّ الكوليستيرول الضار المؤكسد يسبّب تصلّب الشرايين، [٣]ومن الممكن تحقيق وقاية أوليّة في العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر في وقت مبكّر من خلال تناول نظام غذائي صحي، غني بالمواد الكيميائية النباتية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، ومن ضمنها الجوز الإنجليزي، والتي لها دور أيضًا في زيادة تكوين الخلايا العصبية، وتعزيز وقف تجمعات البروتينات السامة غير القابلة للذوبان.[٥]

مصدر غني بأوميغا 3

يعد الجوز أفضل من اللوز والبندق والجوزيات الأخرى بما يتعلق بصحة الدماغ، إذ يحتوي على تركيز عال من DHA، وهو نوع من الأحماض الدهنية أوميغا 3، والذي من الممكن أن يكون المفتاح لتعزيز أداء الدماغ ومنع التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، ومن الممكن أيضًا أن يكون لدى الجوز وزيت الجوز دورًا في تقليل التوتر، وأشارت بعض الدراسات إلى أنّ المشاركين الذين تناولوا الجوز وزيت الجوز أظهروا انخفاضًا واضحًا في ضغط الدم، واستجابة ضغط الدم للإجهاد، [٦]ويوفّر 28 جرامًا من الجوز ما نسبته 2.5 جرام من الأوميغا 3، وتعد دهون الأوميغا 3 من الدهون الأساسية، أي تلك التي يجب الحصول عليها من خلال النظام الغذائي، حيث إنّ الحصة المقرّرة منه هي 1.6 غرام للرجال، و1.1 غرام للنساء وفقًا لمعهد الطب، وتوفر حصة واحدة من الجوز هذا المقدار من الأوميجا 3، وقد أظهرت بعض الدراسات أنّ كل جرام من الأوميغا 3 الذي نتناوله يوميًّا يقلل بنسبة 10% من خطر الوفاة التي يكون سببها أمراض القلب، [٣]


وبالرغم من فوائد الأوميغا 3 للأمراض المتعلقة بتقدم العمر والدماغ، إلّا إنّه ولسوء الحظ لم تثبث الأبحاث فاعليته بتحسين وظائف الدماغ لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، حيث إنّ الحالت المرضية الأخرى ليست شديدة كما الزهايمر.[٧]

تحسين الذاكرة ودعم وظائف الدماغ

القشرة الخارجية من الجوز تشبه دماغ صغير إلى حدّ ما، ولربّما كان الأمر مجرّد صدفة، ومع ذلك تُشير الأبحاث أن الجوز من الممكن أن يكون جيّدًا للعقل، حيث وجدت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنّ العناصر الغذائية الموجودة في الجوز، بما في ذلك الدهون غير المشبعة، والبوليفينول وفيتامين E، قد تساعد في تقليل الضرر التأكسدي والالتهاب في الدماغ، وقد تمّ عمل دراسة لمدة 10 أشهر لمرض الزهايمر، حيث أُطعمت الفئران من 6% إلى 9% من سعراتها الحرارية من الجوز، ما يعادل 28-45 جرامًا يوميّا لدى الأشخاص، وأظهرت تلك الدراسة تحسنًا كبيرًا في المهارات، التعلّم، والذاكرة، وتقليل القلق، وقد تمّ ربط بين هذه الدراسة وبين النظام الغذائي لدى كبار السن والذي يحتوي على الجوز بتوفير وظيفة دماغية أفضل، بما في ذلك سرعة معالجة أسرع، ومرونة عقلية أفضل، وبالتالي ذاكرة أقوى.


ولكن هذه الدراسات قائمة على الملاحظة، ولا زال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات التي تختبر آثار الجوز على وظيفة الدماغ لدى البشر، للوصول إلى استنتاجات ثابتة.[٣]

المراجع

  1. "Picture of the Brain", www.webmd.com, 2020-07-13, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  2. ^ أ ب "Can walnut consumption benefit brain health?", nutrition.org, 2020-07-12, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "13 Proven Health Benefits of Walnuts", www.healthline.com, 2020-07-12, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  4. "What are the health benefits of walnuts?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  5. "Role of Walnuts in Maintaining Brain Health With Age", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, 2020-07-12, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  6. "Which Nuts are Best for Brain Health?", www.brainfutures.org, 2020-07-12, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  7. "How Omega-3 Fish Oil Affects Your Brain and Mental Health", www.healthline.com, 2020-07-12, Retrieved 2020-07-12. Edited.
6243 مشاهدة
للأعلى للسفل
×